ثُلاثية الرجل الوطنْ

  • خلدون العزّام

    هو ما يهجُسُ في الأنثى

    يغرفُ من قاع النهرِ

    هو السرُّ البئرُ ولا يفقهُ معناهُ سوى الشاعرْ

    من بينِ نجومِ الكونِ أتيتُك سيدتي

    كي أقرأ بعض مواويل الحبِّ

    وشيئاً عن أصحاب الحظ العاثرْ

    عن قلبكِ كيفَ يمرُّ النبضُ على وتري

    ويقيمُ معابد من وهج القدُسيةِ يا قمري

    ما بينَ اللحظة والليلة كيف تمرُّ

    ولا يدري الساهرْ

    ها أنتِ لينتصر المعنى

    ها أنتِ ليكتمل المنفى

    ها أنتِ أمرأةٌ وطنٌ كي أنسى

    كم أنسى ؟!

    ليمرّ الوقت وتتسعَّ الرؤيا

    ما أغرب هذا اللونُ ؟!

    وما أصعبَ هذا الكونُ بلا حبٍّ

    ما أعذب صوتك يا فيروزي

    ما أحلى أن نحلم كالإنسانْ

    كي تبقى الحريُّة ما دمنا

    وتعيشُ الأوطانْ

    ها أنك صوتُ النبطيّ يغني ينحتُ بالأزميل على الصخرِ

    ويترك آثار الصحراء على الشعرِ

    لقدْ كُنَّا مذ بدأ الطوفانْ

    أكتب كي أبقى

    أقرأُ كي أرقى

    أفتحُ عين القلب لأعرف كيف تكسَّر شمسُ الضوء على

    صخر الموجبْ

    كي أصنع تأريخاً للوقت وأعلن أن الخزنة ساعتنا

    في موآبْ

    الخزنةُ في عمونَ وأنتِ المفتاحُ لكلِّ الأبوابْ

    -ها أنتِ أمام المرآةِ إمرأةٌ تسكُن كلّ خلايَايَ

    -تُشرّدني ملء خُطايَ

    وبوصلتي

    -عطشٌ محبوبك في هذي الصحراء وأنت الماءْ

    -قرويٌّ يحلمُ بالبدوِ القُدماء.

    -أنا صوتُ النبطيِّ العاشقْ.

    -أنا سحرُكَ يسكنُ فوضايْ.

    -موسيقى أنتِ وما الفارقْ؟

    -هذيانك لحني في النايْ.

    ⁃ بتراءُكِ من نحت الطارقْ

    ⁃ حررني من ذاتِ أناي

    *******

    لا شيء غيركَ أيُّها الرجل الوطنْ

    يحتلُّ قلبي

    منذُ أشعلتَ الأنوثة في تفاصيلي وأوقفتَ الزمنْ

    الشرقُ أنت وشهرياري

    وحرائقُ الغاباتِ… ناري

    والذكرياتُ جميعُها

    والأمسياتُ إلى النهارِ

    قصصٌ كتبتُ سطورها

    بالخيل تصهلُ في البراري

    أنا شهرزادُ المشتهاةُ

    وأنتَ حلمُ الشهريارِ

    يغفو بميناء الخيالِ

    ويستفيقُ على مطاري

    والبحرُ والسُفن التي

    غرقت بإيقاع القرارِ

    أبحرتُ في دنيا الهوى

    وملأتُ صوتك في الجرارِ

    *******

    غائمٌ هذا المساءُ

    غائِمٌ كالليلِ في صمتِ القرى

    وضبابيٌّ ….وهذا البردُ يعوي في ارتفاعات الشِّرى

     فأسليهِ ويُنسيني الغناءُ

    ثلجَ أعصابي … جليدي

    كُلّما أقبلتِ يا معشوقتي مروا رياحاً في بريدي

    لستُ أدري كيف تغزوني بلادي

    لستُ أدري يا تفاصيلي وتاريخي

    وحلمَ الشهرزادِ

    هل خرافيٌّ أنا ؟! أم أنت سرٌّ للوجودِ !!!

    شطحاتُ الشعرِ ؟! أم أنك بعضٌ من رمادي وجنوني ?!

    إنّ بعض الظنِّ إثمٌ

    فتعالي ليقيني

    كي تكوني وطنَ الشاعر ذو القلب البريء

    ربّما الصدفةُ أحلى ما يجيءْ

  • * شاعر أردني يعيش في الولايات المتحدة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *