الأميرُ والبحرُ

خاص- ثقافات

*وهيب نديم وهبة

أنتَ الآن السَّيفُ والسَّيافُ…
والضَّيفُ والمُضيفُ في حَضرةِ المَوتِ
أنتَ الصيفُ الذي يحمِلُ مياهَ البحرِ
دموعًا..
هل رأيتُم بحرًا بغيرِ دموعٍ..

أنتَ الآن، تَصعَدُ مَلكوتَ الرَّهبَةِ،
تَحمِلُ قَميصَ المَوتِ بين يَديكَ
قُربانًا على مَذبَحِ البَحرِ..
يَغرَقُ القَميصُ ( الجَسَدُ ) يَغيبُ
الآنَ عَنكَ
هَل رأيتُم خَيالَ رَجلٍ يَسيرُ بين
الجُمُوعِ.

سَيّدي البَحرُ..
أعودُ إليكَ ثانِيَةً..
أجمَعُ كُلَّ زُجاجاتِ الحُزنِ،
أرمي واحِدةً وأخرى وعشرَةً.. و..
يغرَقُ البَحرُ بالأحزانِ.
هَل رَأيتُم بَحرًا في كآبةِ المَسَاءِ.
الآنَ أنتَ مَلكٌ بينَ أحضانِكَ
أميرٌ كَرمِليٌ.

عَشِقَتهُ الصبايا وَتَرانيمُ مَواويلِ
السَّواقي،
رَسَمَتْ وَجهَهُ فَوقَ المَاءِ..
وَبيَنَ حَدائقِ النُّجُومِ
هَل رَأيتُم نَجمًا يَتزوَّجُ نَجمَةً…

سيِّدي البَحرُ…
ما بيني وبينَكَ الآنَ غُربةٌ،
سِكّينٌ تَحفُرُ بيننا هذا المَنفى…
أنتَ تُشبِهُ أميري عَاصِفًا..
رقيقًا،
صاخِبًا صَارِخًا بين الصَّخرِ وَطُوفانِ
البَحرِ..

أنتَ لي..
وجهُهُ يُشبهُ وَجهَكَ تَمامًا،
روحُكَ الرَّقيقَةُ الصَّاخِبَةُ بَعضٌ
من روحِهِ الرائعَةِ
أنتَ الآن مَلكٌ بين أحضَانِكَ
أمِيرٌ كَرمِليٌ.

في لَيلِ قَنادِيلِنَا المُطفَأةِ..
أخذَكَ الريحُ مِنا..
وأنتَ حُلمٌ في مَركَباتِ الحَريرِ
وأحصِنَةٌ تَمتَطي الرِّيحَ..
تَصهَلُ الكُرومُ والغَاباتُ والجِبالُ
والأودِيةُ..
ويَضيعُ الحُلمُ والمَركباتُ وَالأحصِنَةُ
هَل البَحرُ كانَ فَرسًا في حُلمِ الأميرِ

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *