*أمير العمري
كان (فرنسا) – للمرة الأولى وبمناسبة الذكرى السبعين لانعقاد مهرجان كان (تأسس عام 1946 وتوقف لدورتين هما 1948 و1950 كما أغلق في منتصفه في مايو 1968)، يعرض المهرجان في القسم المخصص عادة لعرض كلاسيكيات السينما مجموعة كبيرة من الأفلام التي ترتبط بالمهرجان نفسه.
ويعرض خلال الدورة 24 فيلما روائيا طويلا وخمسة أفلام تسجيلية طويلة وفيلم قصير واحد، معظم هذه الأفلام من كلاسيكيات السينما لمشاهير الإخراج السينمائي وغالبيتها تعكس تاريخ مهرجان كان نفسه، حيث يتوقف المشاهد أمام المحطات المختلفة التي منحت المهرجان سحره عبر السنين، وتأتي هذه الأفلام من 17 دولة -ليست من بينها الدولة المضيفة فرنسا- هي المجر ولبنان وصربيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وموريتانيا والنيجر وإسرائيل وبولندا وسويسرا واليابان وإسبانيا وهولندا وكندا وبلجيكا وأستراليا.
وانتقاء البلدان يراعي تحقيق التوازن بين قارات العالم المختلفة على صعيد رمزي، دون أن يعكس بالطبع تمثيلا جغرافيا للسينمات الأهم في العالم، وإلا فكيف تغيب مثلا السينما الصينية والبرازيلية والروسية والهندية والمصرية، كأمثلة فقط، وهي السينمات الأكبر في مناطقها الجغرافية، ناهيك عن إبداعات مخرجيها عبر السنين من خلال الآلاف من الأفلام؟
جميع هذه الأفلام ستعرض في نسخ جديدة تمت استعادتها وترميمها وطبعها بأحدث أدوات التكنولوجيا الرقمية، وهو المبدأ الذي درج عليه قسم كلاسيكيات السينما في مهرجان كان الذي افتتح قبل خمسة عشر عاما، وسرعان ما أصبح حدثا سنويا راسخا في جميع مهرجانات العالم الكبرى التي تحرص على استقدام نسخ حديثة مستعادة لتذكير عشاق السينما بها وإعادة إطلاقها إلى العالم.
وتشترك هذه المهرجانات مع المؤسسات التي تعمل في ترميم الأفلام وتحصل على منح ومساعدات لدعم عملية إنقاذ تراث السينما وحفظه في نسخ رقمية فائقة النقاء مع استعادة الألوان إلى بهائها الأول.
ومن لبنان سيعرض فيلم “إلى أين” لجورج نصر الذي يعد أول فيلم لبناني، وقد أنتج عام 1957، وشارك في مهرجان كان، ومن صربيا سيعرض فيلم “قابلت الغجر السعداء” تحفة المهرجان، وقد فاز بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم الذهبية عام 1967 وهو من إخراج ألكسندر بيتروفيتش.
ومن الإنتاج البريطاني يعرض فيلم “تكبير الصورة” للمخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني من عام 1966، وقد فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان في تلك السنة، ويعرض أيضا فيلم “أوه.. الشمس” للمخرج الموريتاني ميد هوندو من عام 1970 وغيرها من التحف السينمائية النادرة.
_______
*العرب