*كريستينا غريغوري / ترجمة: خولة العقيل
ما هو إدمان الإنترنت؟
هل تلعب ألعاب الفيديو لفترة طويلة على الإنترنت؟ هل أنت مهووس بالتسوق من الإنترنت؟ هل تعجز عن منع نفسك من الاطلاع على الفيس بوك؟ هل يتعارض استعمالك المفرط للكمبيوتر مع التزاماتك اليومية؟ إذا أجبت بنعم إلى أي من تلك الأسئلة، فأنت قد تعاني من اضطراب إدمان الإنترنت، وهو ما يشار إليه أيضا بـ استخدام الإنترنت القهري (CIU)، أو استخدام الإنترنت الإشكالي (PIU)، أو “آي اضطراب”. أول من تحدث عنه كـ”شيء حقيقي” الدكتور إيفان غولدبيرغ عندما نظّر له ساخرًا في عام ١٩٩٥٥ وقارنه بالقمار المرضي.
لكن بعد هذه المزحة نال الاضطراب اهتمامًا جديًا من قبل عدد كبير من الباحثين ومستشاري الصحة العقلية والأطباء باعتباره اضطراب منهك حقيقي. وعلى الرغم من عدم الاعتراف به رسميا كاضطراب في الدليل الاحصائي والتشخيصي للأمراض العقلية (DSM-IV)، إلا أن انتشاره في الحضارتين الامريكية والاوربية مذهل فهو يطال نحو ٨.٢٪ من عامة السكان، وبعض التقارير تشير إلى أن النسبة تصل إلى ٣٨٪ من عامة السكان. التباين الكبير والمتغير في معدلات انتشاره قد يكون نتيجة لعدم تحديد معايير صادقة وموحدة لاضطراب إدمان الإنترنت، فهو يُبحث على نحو متفاوت بين العلماء ومتخصصي الصحة العقلية، ويبحث بتفاوت كذلك على مستوى الثقافات الإثنية.
إن غياب التوحيد القياسي في هذا المجال أثر سلبًا على التقدم بدراسة اضطراب إدمان الإنترنت. لكن هناك شبه اتفاق بين الباحثين على أن إدمان الإنترنت ما هو إلا فرع من إدمان التكنولوجيا بشكل عام. ومجال تركيزه كما يبين اسمه على الرغبة الملحة لاستخدام الإنترنت كما في ادمان وسائل الاعلام الاخرى – إدمان التلفاز، وادمان المذياع، وغيرها من وسائل الاعلام-. ونظرًا إلى الانفجار في العصر الرقمي، فقد سيطر الإنترنت على التكنولوجيا في الآونة الاخيرة. أن الامر المزعج في هذا الاضطراب في حال كنت تعاني منه، أنك محاط بعدد لا حصر له من التكنولوجيا. يسيطر الإنترنت في العصر الرقمي على كل شيء، فمعظم ما نفعله كسكان عاديين، يتم بواسطة الإنترنت. لم تجد القميص الذي تريد في المتجر؟ لا تقلق ستجده على الإنترنت. هل تود طلب بيتزا؟ لمَ تتصل؟ قم بالطلب عبر الإنترنت. لا يمكنك الاتصال على صديق ليلعب معك لعبة فيديو في الثالثة فجرا حين تعاني من الأرق ويجافيك النوم؟ أجزم أن هناك شخصا في هذا العالم مستيقظ ومستعد للعب. هذا في جوهره سبب كون الاضطراب مزعج حتى مع المعالجة الحكيمة. من الصعب أن تعيش هذه الايام من خلال التخلص من الإنترنت، فنحن محاطون به على الدوام ويستخدمه معظمنا يوميًا.
كونك تستخدم الإنترنت بكثرة، أو تشاهد الكثير من مقاطع اليوتيوب، أو تتسوق من الإنترنت على نحو دائم، أو تحب الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي فهذا لا يعني أنك تعاني من اضطراب إدمان الإنترنت، إنما يصبح مشكلة عندما تبدأ تلك الأنشطة تتعارض مع حياتك اليومية. بشكل عام يُقسم اضطراب إدمان الإنترنت إلى عدة تصنيفات وتشمل أكثر التصنيفات المحددة شيوعا لإدمان الإنترنت اللعب وشبكات التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني والتدوين والتسوق الالكتروني واستعمال المواد الاباحية. ويشير باحثون آخرون إلى أن مقدار الوقت المقضي في الإنترنت ليس هو المشكلة بالذات، وإنما الخطورة تكمن في كيفية استخدامه، حيث أن مخاطر استخدام الإنترنت قد تكون بنفس اهمية مقدار الوقت المقضي فيه. هل لديك مراهق يستخدم مواقع المواعدة للمراهقين والتي ربما يتخفى بها متحرشون بالأطفال؟ هذا أمر خطير، وهو أحد الجوانب متعددة الابعاد لإدمان الإنترنت. وتشمل العوامل الأخرى الخطيرة ومتعددة الأبعاد التي تم تحديدها لإدمان الإنترنت: العاهات البدنية، والقصور الاجتماعي والوظيفي، والاعتلالات النفسية، واستخدام الإنترنت الاندفاعي، والاعتماد على الإنترنت.
ماهي أسبابه؟
كما في معظم الاضطرابات؛ فإنه من غير المحتمل تحديد سبب دقيق لاضطراب إدمان الإنترنت، فمن سمات هذا الاضطراب أن له عوامل متعددة مساهمة. تشير بعض الأدلة إلى أنه في حال كنت تعاني من اضطراب إدمان الإنترنت، فإن بنية دماغك ستكون مشابهة للذين يعانون من اعتماد كيميائي على العقاقير أو الكحول. ومن المثير للاهتمام، أن بعض الدراسات تربط اضطراب الإنترنت بتغير فعلي ببنية الدماغ، والتي تؤثر تحديدًا على حجم المادة الرمادية والبيضاء في المناطق الامامية من الدماغ، وهي المنطقة المرتبطة بتفاصيل التذكر، والانتباه، والتخطيط، وتحديد أولويات المهام. ويشار إلى أن أحد أسباب اضطراب إدمان الإنترنت هو التغيرات الهيكلية بالمنطقة الامامية من الدماغ التي اصبحت تؤذي قدرتك على تحديد أولويات المهام في حياتك، وتجعلك عاجزا عن تحديد أولويات حياتك، وبناء على ذلك سيأخذ الإنترنت الأولوية في مهام الحياة الضرورية.
يظهر أن اضطراب إدمان الإنترنت، بالإضافة إلى اضطرابات الاعتماد الأخرى، يؤثر على مركز المتعة في الدماغ. حيث أن السلوك الادماني يحفز إفراز مادة الدوبامين لتعزيز التجربة الممتعة منشطا بذلك إفراز هذه المادة الكيميائية. ومع مرور الوقت، تصبح هناك حاجة إلى المزيد والمزيد من النشاط للحصول على استجابة ممتعة مماثلة، ليحدث بذلك إدمان. أي بمعنى إذا وجدت اللعب عبر الإنترنت، أو التسوق عبر الإنترنت نشاطا ممتعا وأنت تعاني من إدمان الإنترنت فستحتاج إلى الانغماس أكثر وأكثر في السلوك لتحقيق نفس الشعور الممتع قبل إدمانك.
تأثيرات التعزيز المتغير لإدمان الإنترنت سبب آخر لهذا السلوك. وفقا لنظرية جدول تعزيز النسب المتغيرة (VRRS)؛ فإن السبب في أن تكون مدمنا جدا على أنشطة الإنترنت يعود إلى أن تلك الانشطة تعطي مفاجآت متعددة المستويات لا يمكن التنبؤ بها. ربما يعطيك ادمانك للفيس بوك مفاجآت متعددة وغير متوقعة أيضًا، إذ أنك في كل مرة تدخل الفيس بوك لقراءة التحديثات، ستحصل بنحو متكرر على أخبار سارة مفاجئة. ربما ستجد أن أحد أعز اصدقاءك للتو أعلن خطوبته، وفي المرة التالية التي تدخل فيها ستعلم أن صديقا آخر رُزق بمولود، أو ربما أن الرجل الذي تهتمين به نشر تحديثا يخبر فيه انفصاله عن صديقته. كل تسجيل دخول سيعطيك نتائج لا يمكن توقعها، وهي ما تبقيك مستمتعا وراغبًا بالعودة من أجل المزيد. وقد تؤدي العاب معينة كألعاب تقمّص الأدوار كثيفة اللاعبين على الإنترنت (MMROPGs) ومن بينها لعبة “ورلد أوف وركرافت” و” لعبة ايفركويست” إلى إدمان الإنترنت بسبب أن هذا النوع من الالعاب ليس له نهاية على الاطلاق.
قد يكون الاستعداد البيولوجي لإدمان الإنترنت أيضا عاملًا مساهمًا في هذا الاضطراب، فإن كنت تعاني من هذا الاضطراب، فاحتمال أن يكون لديك نقص في مستويات مادتي الدوبامين والسيروتونين مقارنة بعموم السكان. قد يدفعك هذا النقص الكيميائي إلى الانغماس أكثر في السلوكيات للحصول على نفس الاستجابة الممتعة التي يحصل عليها الأفراد الذين لا يعانون من سلوكيات إدمان الإنترنت. وفي سبيل تحقيق هذه المتعة، قد ينغمس الأشخاص في السلوك أكثر مقارنة بعموم السكان رافعين بذلك فرصهم للإدمان.
القابلية لإدمان الإنترنت مرتبطة كذلك بالقلق والاكتئاب؛ فإن كنت تعاني بالفعل من القلق والاكتئاب؛ من الوارد أن تتجه إلى الإنترنت لتخفيف معاناتك من هذه الحالات. وعلى نحو مماثل الاشخاص الخجولين ومن لديهم رهاب اجتماعي قد يكونوا أيضا أكثر عرضة للإصابة بإدمان الإنترنت. وهكذا لو كنت تعاني من القلق والاكتئاب قد تتجه للإنترنت لمليء هذا الخواء. ولو كنت خجولا أو لديك خجل اجتماعي قد تتجه للإنترنت لأنه لا يقتضي التفاعل مع الآخرين وهو مجزي عاطفيا.
ماهي الأعراض؟
قد تعرض علامات واعراض اضطراب الإنترنت نفسها في ظواهر جسدية ونفسية، وقد تشمل بعض الأعراض النفسية لإدمان اضطراب الإنترنت ما يلي:
-
الاكتئاب
-
انعدام الأمانة
-
الشعور بالذنب
-
القلق
-
الشعور بالابتهاج عند استخدام الكمبيوتر
-
العجز عن تحديد الاولويات أو الحفاظ على جدول
-
الانعزال
-
عدم الإحساس بالوقت
-
الدفاعية
-
تجنب العمل
-
الهياج
-
تقلب المزاج
-
الخوف
-
الوحدة
-
الضجر من المهام الروتينية
-
التسويف
وقد تتضمن الاعراض الجسدية لإدمان الإنترنت ما يلي:
-
آلام الظهر
-
متلازمة النفق الرسغي
-
الصداع
-
الأرق
-
سوء التغذية (التخلف عن الأكل، او الأكل بإفراط لتجنب الابتعاد عن الكمبيوتر)
-
قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية (كأن لا يستحم ليبقى على الإنترنت)
-
آلام الرقبة
-
جفاف العيون والمشاكل البصرية الأخرى.
-
زيادة الوزن أو فقدانه
ما هي الآثار المترتبة على إدمان الإنترنت؟
إذا كنت تعاني من هذا الاضطراب، فإنه قد يؤثر على علاقاتك الشخصية أو حياتك العملية أو أمورك المالية أو حياتك الدراسية. قد يعزل الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة أنفسهم عن الاخرين، ويقضون أوقاتا طويلة في عزلة اجتماعية تؤثر سلبا على علاقاتهم الشخصية. قد تبرز أيضا مشاكل الارتياب والشك وانعدام الامانة بسبب محاولة مدمني الإنترنت القيام بإخفاء أو انكار مقدار الوقت الذي يقضونه على الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك قد يختلق هؤلاء الافراد شخصيات بديلة على الإنترنت في محاولة لإخفاء سلوكياتهم على الإنترنت. كذلك قد تحدث مشاكل مالية خطيرة بسبب تجنب العمل، أو الافلاس نتيجة التسوق الالكتروني المتواصل أو اللعب بألعاب الفيديو عبر الإنترنت أو المقامرة عبر الإنترنت. قد يكون لدى مدمني الإنترنت ايضا مشاكل في تطوير العلاقات الجديدة، وانسحاب اجتماعي لأنهم يشعرون براحة أكبر في بيئة الإنترنت أكثر من العالم الحقيقي.
كيف يتم تشخيصه؟
على الرغم من أنه يلقى قبولا في مجال الصحة العقلية وقد أُضيف مؤخرا إلى الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية كاضطراب يحتاج إلى مزيد من الأبحاث. إلا أنه لم يُكتشف بعد تشخيص موحد لاضطراب الإنترنت، وهذا عاملا مشاركا في التباين الكبير في نسب انتشار الاضطراب بين السكان من ٠.٣٪ الى نسبة هائلة ٣٨٪.
أحد أكثر التقييمات التشخيصية لإدمان الإنترنت قبولا، جاء في مقال كي دبليو بيرد في علم نفس الإنترنت والتصرفات. إذ يطرح فيه بيرد خمسة معايير تشخصية لتحديد إدمان الإنترنت في عموم السكان وهي:
-
شخص مشغول بالإنترنت (يفكر باستمرار حول استخدام ماضي أو استخدام مستقبلي).
-
شخص يحتاج إلى أن يستخدم الإنترنت لمقدار متزايد من الوقت للحصول على الاشباع.
-
شخص كان قد بذل جهودًا فاشلة للسيطرة أو تخفيف أو إيقاف استخدام الإنترنت.
-
شخص يصبح مضطربًا أو متقلبَ المزاج أو مكتئب أو عصبي عند محاولة السيطرة على استخدام الإنترنت.
-
شخص يبقى على الإنترنت لفترة أطول من المعقول.
بالإضافة إلى ذلك، يشير بريد إلى أن واحدة على الاقل مما يلي يجب أن تكون كذلك موجودة في تشخيص إدمان الإنترنت:
-
خاطر أو جازف بخسارة علاقة مهمة أو وظيفة أو فرصة تعليمية أو مهنية بسبب الإنترنت.
-
كذب على أفراد الاسرة، أو على المعالجين أو آخرين لإخفاء انهماكه بالإنترنت.
-
يستخدم الإنترنت كطريقة للهروب من المشاكل أو للتحرر من المزاج الاكتئابي (كالشعور بالذنب، والقلق والاكتئاب والعجز).
إذا سبق وأن بحثت عن مساعدة حول اضطراب إدمان الإنترنت، فلابد وأنك أُعطيت اختبارا عقليا أو استبيانا لتقييم مدى اعتمادك على الإنترنت. تتضمن أكثر أدوات التقييم شيوعا المستخدمة للمساعدة بتشخيص إدمان الإنترنت:
-
اختبار إدمان الإنترنت ليونغ
-
استبيان استخدام الإنترنت الإشكالي (PIUQ)
-
مقياس إدمان الإنترنت (CIUS)
ماهي خيارات العلاج؟
الخطوة الأولى في العلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، وإذا كنت لا تعتقد بأن لديك مشكلة فأنت على الارجح لا تبحث عن علاج. أحد المشاكل الشاملة بالإنترنت هي انه غالبا ليس هناك محاسبة ولا حدود، أنت محتجب خلف الشاشة وبعض الأمور التي قد تقولها أو تفعلها على الإنترنت لن تقوم بها إطلاقا على الطبيعة.
هناك جدل في الأدبيات حول ما إذا كان العلاج ضروريا في المقام الأول، فالبعض يعتقد أن إدمان الإنترنت هو مرض الموضة، ويرون أنه عادة ما يعالج نفسه بنفسه. وأظهرت دراسات أن السلوك التصحيحي الذاتي قد يكون متحققا وناجحا، حيث تتضمن السلوكيات التصحيحية برنامج يتحكم باستخدام الإنترنت وأنواع المواقع التي يمكن زيارتها، إذ يتفق غالبية المختصين على أن الامتناع الكلي عن الكمبيوتر وسيلة غير مجدية للتصحيح.
وينكر بعض المتخصصين فعالية الأدوية في علاج اضطراب إدمان الإنترنت، حيث يرون أنك إذا كنت تعاني من هذه الحالة فأنت على الارجح تعاني أيضا من حالة كامنة من القلق والاكتئاب. ويُعتقد عموما أنك إذا عالجت الاكتئاب أو القلق فإن إدمان الإنترنت سيزول معه. وبينت الدراسات أن أدوية مضادات القلق ومضادات الاكتئاب لها تأثير كبير على مقدار الوقت المقضي على الإنترنت، حيث أن في بعض الحالات انخفض المعدل من ٣٥ ساعة وأكثر في الاسبوع إلى ١٦ ساعة في الأسبوع، والنشاط البدني أيضا أظهر تأثيرا في رفع مستويات السيروتونين وخفض الاعتماد على شبكة الإنترنت.
تشمل بعض أكثر العلاجات النفسية شيوعا لإدمان الإنترنت:
-
العلاج الفردي او الجماعي او الأسري
-
تعديل السلوك
-
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
-
العلاج بالفروسية
-
العلاج بالفن
-
العلاج بالترفيه
-
العلاج بالواقع
نظرًا لانتشار الاضطراب في عموم السكان، بدأت تظهر البرامج والمراكز العلاجية في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم. وقد استخدم مع بعض الحالات العلاج بالصدمات الكهربائية لفطم الأفراد عن الإنترنت، لكن تم منع هذا الطريقة العلاجية. وفي عام ٢٠٠٩ أُفتتح مركز ريستارت التأهيلي والعلاجي في سياتل بولاية واشنطن لمنن يعاني من استخدام الكمبيوتر المرضي. وفي عام ٢٠١٣ صنعت آداة يو إس بي موصولة بلوحة المفاتيح ترسل صدمة كهربائية خفيفة للمستخدمين الذين يزورون مواقع معينة. وقد أنشأت مراكز لعلاج الادمان في اماكن كثيرة على مستوى العالم لتقديم يد المساعدة للذين يعانون من ادمان الإنترنت.
في كثير من الحالات، استخدم العلاج متعدد الوسائل في علاج اضطراب إدمان الإنترنت. في هذه الطريقة العلاجية، وفي حال كنت تعاني من هذه الحالة ستتم معالجة ادمانك عن طريق الأدوية والعلاج النفسي.
وجود مستمر أم مشكوك فيه؟
على الرغم من تشخيصه بداية كاضطراب كاذب إلا أن العصر الرقمي المتزايد قد دفعنا إلى عصر الإنترنت وقد أصبح ادمان الإنترنت أمرا حقيقا صحيحا. في حين أن كثيرا من الباحثين ليسوا على يقين ما إذا كان ادمان الإنترنت اضطرابا بحد ذاته أو أنه عرض لحالات أخرى كامنة.
ما يفاقم المشكلة أكثر هو أن كل شيء أصبح في وقتنا الحالي على الإنترنت. فقد صار من الصعب إقامة فاصل بين العالم المتصل وغير المتصل، فكل شيء قائم على الإنترنت، من طلب الطعام والتفاعل مع الأصدقاء واللعب إلى مشاهدة التلفاز. ما يضيف طبقة اضافية من الخلط والفصل هو أن التقنية الرقمية الاخرى باتت تسيطر على العالم وتجعل الوصول الى أجهزة الكمبيوتر أسهل. فنحن الآن لا نحتاج إلى أن نجلس أمام الكمبيوتر وإنما بوسعنا فعل أي شيء من أي مكان عن طريق هواتفنا وأجهزتنا اللوحية والأجهزة الالكترونية الأخرى.
ومع ذلك، يشكك الباحثون الاخرون ما إن كان استعمال الإنترنت الزائد إدمانًا أو أنه وسواس قهري أو اضطراب السيطرة على الدوافع. في الواقع كان الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية محقًا في إقراره على وجود حاجة إلى مزيد من الأبحاث لدراسة هذا الاضطراب.
__________
*حكمة فلسفي