اَلْمَصْلُوبُ

 

خاص- ثقافات

خُورْخِي مَارْيُو بَارْلُوطَّا لِبْرِيرُو*/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**              

 

   كان ماكرا أو غبيا كفاية بحيث اندس بيننا خِفية. و عندما انتبه إليه إيدواردو كان عليه أن يقبله إذْ كان هناك قانون مضمر مفاده أنه كان يجب أن تستمر الأمور أو تتطور هكذا مثلما هي عليه أو مثلما كانت تسير و إلا فإنه في المقابل لو طلب الإذن لكنا قد رفضناه من دون شك.

   كان ذا أسنان قليلة، رشيقا، ملتحيا، متسخا جدا،  بوجه بني أدكن، تعرُّق دُهني و شعر متشابك و طويل. رائحته كانت تشبه خليطا من رائحة الفم الكريهة و العرق و البول. كان يحمل كيسا باليا و كبيرا جدا و يلبس سراويل متسخة و ممزقة. ما كان يثير الانتباه فيه أكثر، خاصة في البداية، هو وضعية ذراعيه المفتوحين دائما و الجامدين. فيما بعد سيتبين أن يديه كانتا مسمرتين على خشب. و بتفحصه بعمق اكتشفنا أن هذا الخشب جزء من صليب (مغطى بالكيس) يمتد من الكليتين إلى القفا. كانت جروح اليدين ملتئمة، و بها خليط من الدم الجاف و رؤوس مسامير يعلوها الصدأ.

   بإعادة بناء القصة، أتخيل أن أحدهم، و أتصور من، سيُناوله شيئا ليأكله لأن وضعية الذراعين كانت تمنعه من أن يعبُر عبر الفتحة المشرفة على غرفة الطعام. و عليه فمنطقيا كان دائما غائبا عن مائدتنا. أميل إلى التفكير في أنه في الواقع لم يكن يأكل.

   في ذلك الحين كنا مشتتين و غير متواصلين و لم تكن تمارس أيّة مراقبة على تصرفات أحد، فقط أن إيدواردو كان يخرج بعض الحسابات بين الفينة و الأخرى. كنا نتحدث لماما و لم يصل المصلوب إلى أن يكون موضوعا. أشك في أننا كنا جميعا نفكر فيه و لكن لسبب ما لم نكن نناقش ذلك. كان ضون بيدرو، الأكثر غيابا و الدائم الشرود أو المنشغل باللعب بكرياته المعدنية، هو الوحيد الذي اقترب منه في البداية كي ينبهه بصوت مائل إلى الإرشاد بأن سحَّاب سرواله مفتوحٌ. رد المصلوب بما يشبه الابتسامة قائلا له بأن يحكيها إلى العاهرة أمه التي خلفته لينقطع الحوار نهائيا بينهما.

   كان يبقى على الهامش بوضعية فزاعة الطيور هذه، و في غير ما مرة فكرت بمكر في أن أقترح عليه أن يؤدي هذه الوظيفة في الحقول (و هو الأمر العابر الذي لم ننتبه إليه كفاية؛ فقط البدينة من كانت تتكفل بعملية السقي، لكن في ذلك المستوى لم يعد هذا الأمر مهما).

   في المساء كان يدخل إلى المستودع بطريقة جانبية بالضرورة عبر الباب الضيق و كان يكلفه كثيرا أن يتمدد كي ينام. أخيرا، قررتُ أن أساعده في تلبية هذه الحاجة و هو الأمر الذي لم يشكرني عليه بطريقة صريحة و أنا لا أتخيل كيف ينهض كل صباح لأنني كنت أستمر في النوم إلى وقت متأخر. كان الجميع يعلم أنه في فاتح شتنبر قد تقفل إيميليا الخمسَ عشْرة سنة من عمرها و كان مقبولا بلا نقاش بأنها ستُفتض بكارتُها من طرف إيدواردو مثلهن جميعا. بعد ذلك كان هذا الأخير يهملهن لتمر تلك الشابات، أو لا تفعلن، إلى تكوين زِيجة مستقرة نسبيا مع أيٍّ كان من الباقي.

   كانت إيميليا أكثرَ مَنْ تُتمنى و الأكثر نضجا: السنون الأربع عشرة و الشهور التسعة من عمرها كانت تجننا. فتاة مِغناج من دون تكبر، كانت لا مبالاتُها تنسحب علينا جميعا بما في ذلك إيدواردو.

   كان شعرها أسود و لامعا، طويلا و مستقيما. أما وجهها فكان بيضاويا لا عيب فيه و بعينين نجلاوين و خضراوين و عطرها طبيعي مدوِّخ على وجه خاص.

   في الواحد و العشرين من يوليوز، فجرا، أيقظتني الضجة الجهنمية و غير الاعتيادية في المستودع. عندما نهضت رأيت أنهم في المرحلة الأخيرة من صنع أشياء كبيرة من الخشب. وجدوا إيميليا معتليةً المصلوبَ و هما عاريان معا. الآن كانوا قد ربطوهما منفردين بأسلاك هوائيات التلفاز. كانت البدينة بصدد التكفل بالأسطوانات الموسيقية بينما السيدة إلويسا، على كسلها، نهضت و كلها متعة كي تعد الشاي و الفطائر، في حين أن إيدواردو كان يدير العمليات، عجيج من الناس في نشاط محموم. بمجرد إنهاء الاستعدادات، أطلقت البدينة النشيد الفرنسي و فكوا وثاقهما ثم حملوا إيميليا على الصليبين لأنه ظهر أن المصلوب لم يكن بإمكانه أن يحمل صليبه الجديد. في منتصف الطريق عبر التل بدأ يلوح الصباح. كان موكبا حاشدا و صامتا أما أنا فكنت أمشي في مؤخَّره و لم يكن بإمكاني أن أرى جيدا ما كان يجري. انضم بعض العابرين بالصدفة إلى الموكب بينما آخرون تابعوه من بعيد. لم أكن متفقا مع ما كان يُصنع و لكن ليس من المنصف أن أقول ذلك الآن، في تلك اللحظة لذت بالصمت.

   اشتغلوا كالسود من أجل أن يثبتوا الصليبين في الأرض و على وجه الخصوص صليب إيميليا الذي كان على شكل حرف X. قيدوا ساعديها و كاحليها بسلك نحاسي بينما اكتفوا بتسمير صليب المصلوب القديم المنكسر على الحديث.

   جعلوهما في وضع تقابلي، على مقربة من بعضهما البعض، تقريبا كان يفصلهما متر و نصف إلى مترين. كانت إيميليا بدم جامد في ساقيها و كدمات في سائر جسدها. في حين كان جسد المصلوب عبارة عن خليط لا يطاق من الآثار القديمة و الجديدة و الندوب و الكدمات.

   اقتعد الباقون العشب. كانوا يأكلون و يستمعون إلى مذياع الترانسيستور. كان ضون بيدرو يلعب بكرياته بينما بحثت أنا عن ظل شجرة قريبة  ناظرا إلى الحشد بأسف كبير و ندم كذلك.

   أخذني النوم و عندما استيقظت وجدتني في غمرة المساء و المشهد لا زال كما كان عليه. اقتربت فتبينت أنهما كانا ينظران إلى بعضهما البعض، المصلوب و إيميليا، كمخدَّرين و عينا هذا في عيني تلك. كانت إيميليا جميلة أكثر من أي وقت مضى و لكنها لم تثر في أية رغبة. كان الآخرون يحسون بأنهم غير مرتاحين. بين الفينة و الأخرى و بدون قصد كانوا ينطقون ببعض الإهانات إزاءهما أو يرمونهما بحجرات أو قاذورة ما لكنهما بديا و كأنهما لم ينتبها إلى هذا الأمر.

   بعد ذلك حشا أحدهم بعصا إسفنجةً منقوعةً في الخل في فم المصلوب. بصق هذا الأخير قائلا بصوت واضح و شبابي لا يمكن أن أزيله من ذاكرتي:

– كان الأمر خطأً في المرة الأولى، لقد أربكوني، أما الآن فأنا في وضع جيد.

   و لم يمنعهما أحد من أن ينظرا إلى بعضهما البعض بحيث بدا و كأنهما يمارسان الحب بنظرتهما فيتملك أحدهما الآخر. و لم يكن ليتحمس أحد كي يقول أو يفعل أي شيء، إذ أرادوا أن ينصرفوا و لكن لم يستطيعوا، بحيث كنا نحس بالسوء.

   بنزول الظلام، كانت إيميليا قد بلغت منتهى الجمال الممكن و هي تبتسم. بدا المصلوب أكثر بدانة كما لو أنه غلُظ بينما بدأ الدم يتقاطر من جروحه القديمة نتيجة المسامير المغروزة في اليدين و من الندوب التي لم ننتبه إليها على مستوى الرجلين. كذلك كانت تسيل خيوط حمراء من تحت الشعر و تجري على الجبهة و الخدين. أظلمت السماء فجأة. عاود المصلوب الكلام:

– وا أبتاه – قال – لماذا هجرتني.

   و ضحك بعد ذلك.

   بقي المشهد ثابتا، متوقفا في الزمن. لم يقم أي أحد بأدنى حركة. زمجر الرعد، و رخا المصلوب رأسه ميتا.

   بدوا جميعا ميتين، كلهم لم يبرحوا وضعياتهم حيث كانوا، و الباعثة على الضحك غالبيتها. كان ضون بيدرو في وضعية حيث يضع أصبعه في علبة الكريات. اقتربتُ من صليب إيميليا و فككت وثاق رجليها و يديها بجهد جهيد كي لا تسقط فوقي فيصيبها الأذى. كانت لا زالت تبدو كالمخدَّرة، الابتسامة مرسومة على شفتيها و التي يبدو أنه زاد منها جمالُها الجديد فأصبحت كالهالة.

   رغما عني كان علي أن أتلمسها قليلا كي أخرجها من هناك، فكرت في أنني قد أتهيج لكن لم يكن الأمر ممكنا، لقد بدا و كأنني بدون جهاز جنسي. و بالرغم من كسلي المعروف فقد حملتها بين ذراعي كما أي مخلوق آخر و جلبتها إلى المنزل. كان الطريق طويلا و شاقا إذ كدت أستسلم آلاف المرات من شدة التعب غير أنه لم يكن علي أن أتوقف. تشنج ذراعاي، شعرت بألم على مستوى الحزام و كنت أتصبب عرقا كالحصان. في المستودع وضعتها على سرير إيدواردو الذي كان الأفضل حالا و بعد ذلك ارتميت على الأرض في مكاني المعتاد.

   في اليوم الموالي أيقظتني إيميليا بكأس شاي. تناولته و أنا لا زلت في الفراش فإذا بي أنتبه إلى أنها لا زالت عارية و مبتسمة.

– الآن ماذا سنفعل؟ – سألتها عندما صحوت جيدا. كنت أفكر في جثة المصلوب، في كل الناس المحنطين هناك في التل. هزت كتفيها و أجابتني بصوت في منتهى العذوبة:

– لا شيء يهم.

   توقفت قليلا ثم أضافت:

– أنتظر ابنا، سيرى النور خلال ثلاثة أيام.

   انتبهت، فعلا، إلى أن بطنها كان قد انتفخ بشكل ملحوظ. ساورني الخوف قليلا.

– هل أبحث عن طبيب؟ – فأجابتني بصوت المصلوب الواضح، المنخفض و الشاب.

– لم يعد لك شيء تفعله هنا. جُلْ عبر العالم و احك ما رأيته.

   و قبلتني في فمي.

   ذهبت إلى الخزانة و أخرجت القفازات البيضاء و السترة و لبستهما.

– وداعا – قلت بينما إيميليا شيعتني إلى الباب مبتسمةً. كان اليوم ربيعيا و باردا، مضيئا و جميلا. على بعد خطوات استدرت فرأيت  إيميليا لا زالت عند الباب.

   لم تودعني بيدها، لكن بعد ذلك، في الطريق، اكتشفت أنها كانت تلاعب أصابع يدي اليمني بساق وردة، وردة حمراء.

*القصة في الأصل الإسباني:

El crucificado
                                                         

   Fue lo bastante astuto o estúpido como para deslizarse entre nosotros sin hacerse notar, y cuando Eduardo lo advirtió tuvo que aceptarlo, porque había una ley tácita de que las cosas debían permanecer o desenvolverse así como estaban o transcurrían; si en cambio hubiera pedido permiso, sin duda lo habríamos rechazado.

   Tenía pocos dientes, era flaco y barbudo, muy sucio, la cara amarronada, de transpiración grasienta, y el pelo enmarañado y largo. Un olor mezcla de halitosis, sudor y orina. Llevaba un saco hecho jirones, demasiado grande, y pantalones mugrientos y rotos. Lo que en él más llamaba la atención, sobre todo al principio, era la posición de los brazos perpetuamente abiertos y rígidos. Después se supo que tenía las manos clavadas a una madera y, examinándolo más a fondo, descubrimos que la madera formaba parte de una cruz (cubierta por el saco), rota a la altura de los riñones, y que terminaba cerca de la nuca. Las heridas de las manos estaban cicatrizadas, una mezcla de sangre seca y cabezas de clavos oxidados.

Al reconstruir la historia, imagino que alguien, y supongo quién, le alcanzaría algo de comer; porque la posición de los brazos le impedía pasar por el agujero que daba al comedor, y siempre estaba, por lógica, ausente de nuestra mesa. Yo me inclino a pensar que en realidad no comía.

   En ese entonces estábamos dispersos y desconectados, no se llevaba ningún control ya sobre las acciones de nadie, y apenas Eduardo, de vez en cuando, sacaba cuentas. Hablábamos poco, y el Crucificado no llegó a ser tema. Sospecho que todos pensábamos en él, pero por algún motivo no lo discutíamos. Don Pedro, el más ausente, siempre en Babia o con su juego de bolitas metálicas, fue el único que en un principio se le acercó, para advertirle con voz un tanto admonitoria que tenía la bragueta desabrochada. El Crucificado esbozó algo parecido a una sonrisa y le dijo que se fuera a la putísima madre que lo recontramilparió, con lo cual el diálogo entre ellos quedó definitivamente interrumpido.

Se mantenía al margen, con esa pose de espantapájaros, y más de una vez pensé con maldad en sugerirle que cumpliera esa función en los sembrados (que dicho sea de paso habíamos descuidado bastante; sólo la gorda se ocupaba del riego, pero a esa altura ya no valía la pena).

   De noche entraba al galpón, necesariamente de perfil por lo estrecho de la puerta y le daba mucho trabajo tenderse para dormir. Al fin me decidí a ayudarlo en este menester, cosa que nunca me agradeció en forma explícita, y no imagino cómo se levantaba por las mañanas, porque yo dormía hasta mucho más tarde.

   Era por todos sabido que el 1° de setiembre Emilia cumpliría los quince, y se aceptaba sin discusión que sería desflorada por Eduardo, como todas ellas. Después Eduardo se desinteresaba, y las muchachas pasaban, o no, a formar alguna pareja más o menos estable con cualquiera del resto.

   Emilia era la más deseable y desarrollada: sus 14 años y nueve meses nos tenían enloquecidos. Ella, sin altanería coqueta, dejaba fluir su indiferencia sobre nosotros, incluyendo a Eduardo.

   Tenía el pelo negro mate, largo y lacio, un rostro ovalado perfecto, ojos grandes y verdes, y un perfume natural especialmente turbador.

El 21 de julio, a la madrugada, me despertó el revuelo infernal, inusual, del galpón. Cuando logré despejarme vi que estaban en la etapa de fabricar los grandes objetos de madera. Habían encontrado a Emilia montada encima del Crucificado, los dos desnudos. Ahora, a ellos los tenían sujetos, por separado, con cables de antena de televisión. La gorda se ocupaba de los discos, doña Eloísa, baldada como estaba, se había levantado gozosa a preparar mate y tortas fritas, Eduardo dirigía las operaciones, un hervidero de gente en actividad febril.

   Finalizados los preparativos la gorda puso la Marsellesa, y a ellos les desataron los cables y cargaron a Emilia con las dos cruces, porque evidentemente el Crucificado no tenía cómo cargar la suya nueva. A mitad del camino del cerro comenzó a insinuarse el amanecer. Era un cortejo nutrido y silencioso, y yo iba a la cola y no pude ver bien lo que pasaba, pero era evidente que les tiraban piedras y los escupían. Algunos transeúntes casuales se sumaron al cortejo, otros siguieron de largo. Yo no estaba conforme con lo que se hacía, pero no es justo que lo diga ahora; en ese momento me callé la boca.

   Trabajaron como negros para afirmar las cruces en la tierra, en especial la de Emilia, que era en forma de X. A ella le ataron las muñecas y los tobillos con alambre de cobre, a él simplemente le clavaron la madera de su cruz rota sobre la nueva.

Los pusieron enfrentados, muy próximos entre sí, como a un metro y medio o dos metros. Emilia tenía sangre seca en las piernas y magullones en todo el cuerpo. El cuerpo del Crucificado era una mezcla imposible de marcas viejas y nuevas, cicatrices y cardenales.

   Los demás se sentaron sobre el pasto. Comían y escuchaban la radio a transistores. Don Pedro jugaba con sus bolitas. Yo busqué la sombra de un árbol cercano, y miraba el conjunto con mucha pena, y también remordimientos.

  Me quedé dormido. Cuando desperté era plena tarde. La escena seguía incambiada. Me acerqué y vi que se miraban, el Crucificado y Emilia, como hipnotizados, los ojos de uno en los ojos del otro. Emilia estaba más linda que nunca, y sin embargo no me despertaba ningún deseo. Los otros se sentían incómodos. De vez en cuando, sin ganas, proferían insultos o les tiraban piedras o alguna porquería, pero ellos parecían no darse cuenta.

   Alguien, luego, con un palo, le refregó al Crucificado una esponja con vinagre por la boca. El Crucificado escupió y después dijo, con voz clara y joven que no puedo borrar de mi memoria:

 -La otra vez fue un error, me habían confundido, ahora está bien.

   Y ya nadie los sacó de mirarse uno a otro, y parecían hacer el amor con la mirada, que se poseían mutuamente, y nadie se animaba ya a decir o hacer nada, querían irse pero no podían, nos sentíamos mal.

   Al caer la tarde Emilia había alcanzado el máximo posible de belleza, y sonreía. El Crucificado parecía más nutrido, como si hubiera engordado, y la sangre empezó a manar de sus viejas heridas de los clavos en las manos y de las cicatrices que nunca habíamos notado en los pies; también, por debajo del pelo, manaban hilitos rojos que le corrían por la frente y las mejillas. El cielo se oscureció de golpe. El Crucificado volvió a hablar.

-Padre mío -dijo- por qué me has abandonado.

Y después rió.

   La escena quedó estática, detenida en el tiempo. Nadie hizo el menor movimiento. Hubo un trueno, y el Crucificado inclinó la cabeza muerto.

   Todos parecían muertos, todos habían quedado en las posiciones en que estaban, la mayoría ridículas. Don Pedro con un dedo metido en la caja de las bolitas.

   Me acerqué a la cruz de Emilia y le desaté los pies y las manos, con un trabajo enorme para que no se me cayera y se lastimara. Ella seguía como hipnotizada, la sonrisa en los labios y con su nueva belleza que parecía excederla, como un halo.

   Sin querer tuve que manosearla un poco para sacarla de allí; pensé que debería sentirme excitado, pero no era posible, era como si yo no tuviera sexo. A pesar de mi tradicional haraganería la cargué en mis brazos, como a una criatura, y la llevé a la casa. Fue un camino largo, penoso, que mil veces quise abandonar por cansancio, y sin embargo no podía detenerme. Tenía los brazos acalambrados y me dolía la cintura, transpiraba como un caballo. En el galpón la deposité en la cama de Eduardo, que era la mejor, y después me tiré en el suelo, en mi lugar de siempre.

   Al otro día Emilia me despertó con un mate. Yo lo tomé, todavía dormido, y después advertí que seguía desnuda y sonriente.

-¿Y ahora qué hacemos? -le pregunté cuando estuve más despierto. Pensaba en el cadáver del Crucificado, en toda la gente momificada allá, en el cerro. Ella se encogió de hombros y me respondió con voz infinitamente dulce:

-Ya nada tiene importancia.

Hizo una pausa, y agregó:

-Espero un hijo. Nacerá dentro de tres días.

Noté, en efecto, que su vientre se había abultado en forma notoria. Me asusté un poco.

-¿Busco un médico? -pregunté, y me contestó con la voz clara, grave y joven del Crucificado.

-No tienes más nada que hacer aquí. Ve por el mundo y cuenta lo que has visto.

Y me dio un beso en la boca.

   Fui al casillero y saqué los guantes blancos y el pullover; me los puse.

-Adiós-  dije; y Emilia, sonriendo, me acompañó hasta la puerta. Era un día primaveral y fresco, lleno de luz, hermoso. A los pocos pasos me di vuelta y miré. Ella seguía en la puerta.

   No me hizo adiós con la mano. Pero más tarde, en el camino, descubrí que hacía jugar los dedos de mi mano derecha con el tallo de una rosa, roja.

*كاتب، مؤلفُ سيناريو، مقالاتي، كُتبي، مصور و فكاهي أوروغوياني معروف. ولد بمدينة مونتبيديو في 23 يناير من سنة 1940 و بها توفي في 30 غشت من سنة 2004. في الحقيقة، لا يمكن أن نحصر أعماله في حساسية أو اتجاه أدبي بعينه كما يذهب إلى ذلك أغلب العارفين بفنه و صنعته رغم حضور لمسة سريالية فيها. كما تحضر في هذه الأعمال، كذلك، تأثيرات الثقافة الشعبية بصورة جلية. بدأ الكتابة و النشر منذ الستينيات من القرن الماضي في كل من العاصمة مونتبيديو و بوينس آيرس. و نذكر من أعماله على سبيل التمثيل لا الحصر روايتيه الموسومتين بالعنوانين التاليين: “المدينة”، 1970 و “الخطاب الأجوف”، 1996.

**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.

 

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *