أَهُوَ الخَلاصُ أسْمَاءٌ تتَلوَّنٌ

خاص- ثقافات

*عبد اللطيف رعري

من بعيدٍ
وكعادةِ الأخبارِ ألطافُها ناذِرةً
تتلوى الظِّلالُ علَى وَشمٍ مَفادُهُ أنه هُنا
في الأرْصِفةِ..
في الأعتَابِ المُباركةِ واللامُباركَةِ …
فِي مُزحَةٍ معَ ضَبابِ أيلولَ ..
تَارَة علَى البالِ قَهقهة…
وتَارَة شهقة تأتِي على الرّيحِ بالإنكَارِ …
في سُباتٍ أعمَقَ مِن توغُّلِ الحِيرةِ
يبْردُ الجَسدُ الرّاقصُ علَى ختم الألحَانِ
واصُفرتاهُ علَى وُجُوهٍ لا كَالوجُوه
…علَى طَلعةٍ باتتْ بدُونِ شُروقٍ
فهَوَتْ مِن تتحتِهَا أسْماءٌ خِلنَاهَا الخلَاصُ
الكُلُّ تصَلَّبّ علَى الجدارِ التُرابِي
الكُلُّ مَاسكٌ بالعاصفةِ
الكُلُّ في الكلِّ شَاردٌ …
من يُحركُ الحَصيرَ فهنَاكَ المفتاحُ
من يُزحزحُ سِتارَ النَّار
فبداخِلهَا جرّة  الأحْرفُ البَاليةِ
وبهَا رَوعَة الحِكَاياتِ
من يلتقِطُ النّبر الصَّاعد لمقامَاتِ الصَّمتِ
فآثار الكُفوف لا تُعنَى بهَا الجِبالُ
ولا بَصمٌ بريءٌ يشهدُ للسَّماءِ بزُهدِيةِ الأنبياءِ
ولا خَدشٌ دامِيٌ في أقدامِ الأحْبارِ فيهِ شَفيعٌ
فوحدُهَا السَّماءُ تحتوِي الحِوار
ووحْدُها الأرْضُ مائِدةٌ لأثخَمِ التفاهاتِ
ومن بعيدٍ كلّها الأخبارُ باردةٌ …
بلونِهَا المُعتادُ…
بعنفِها المُنقادُ لوَطأةِ الرِّجالِ …
بالرَّعْشةِ التِّي تألفُها أصْواتُنا فنَفقدُ صَوابَ الحَالِ…
بالغَمزةِ المُسيَّجةِ بالبُكاءِ فتبرئ قُلوبُنا علَى القَسْوةِ..
عَلى الهَفْوةِ التِّي يبتَسمُ لَها الجَمِيعُ..
عَلى العَدْوةِ المشْلُولَةِ التِّي لا يَلتفِتُ لوَجَعِهَا أحَدٌ
على اللّقوةُ العُضالِ التِّي امَالَتْ الشّدق
فمَا مِّنا أفَاق
وَلاَ مِّنا نطَق…
الكُلُّ خرَّ ونهقْ
يَكفِينَا الشّهق علَى أحسنْ طَبقْ….

من بعيدٍ…
وكعَادتنا أبدَانٌ ثقيلةٌ علَى البسِيطَةِ
لا تُمِيلُنا ضَحكةٌ مِنء هُنا
ولا نكْسةٌ من هُناكَ
مُنبطِحُونَ علَى الجُبن نُعرِكُ جَهلنَا بِتجَاهُلنَا
نُقيسُ عَددَ الوَّمْضِ الخَافِتِ من عُيوننَا
بوَمْضِ الشُّمُوسِ التِّي يَعْتَصِرُها وبَالُ العَاصفةِ..
وكَمْ هِي سَاعَاتُ الجُبنِ عَليْنا
في سَاحَاتِ لا يتَحرَّكُ فِيهَا بَردٌ
ولَا تُدْفئ فِيهَا لاَقيةٌ  …
وكَمْ يزِنُ الرَّدْفُ علَى ظُهُورِنا لمَّا يستَحِيلُ القِيامُ
فَمَن يَزْأَبُ عَنَّا المَزِيدَ …..
وَنَارُ اللهِ تطْلُبُ المَزِيدَ…. وهلْ مِنْ مَزِيد..
مِنْ بعِيدٍ..
وَكَمَا لاَ عَادتُنا فِي كُلِّ العَادَاتِ
نُطِّلُ مِنْ شُقُوق اللِّحَافِ الفَاصِلِ عَنَّا الفَضَاءَ
كُلُ مُا يُخفِيهِ الفَضَاءُ
فمَن يُمناهُ تدْمعْ
ومن يُسراهُ أيضًا تَدمَع ْ
أهُوَ ذَالك الضَّوءُ الهَاربُ فَضَاءٌ
أمْ مِنْ فَضَائِهِ يَأتِي الفَضَاءُ
وَذَاكَ المَقْصِدُ حِينَ لَا يَتَوَقَّفُ
هُوَ أيْضاً فَضَاءٌ
أمْ أنَّ الفَضَاءَ الذِّي سَيُوقفُهُ ينتَظِرُ الفَضَاءَ الأكْبَرُ
مِنْ بَعِيدٍ …
تلَمْلَمْنَا حَولَ حَتفِنَا …..
نَصَبْنَا خِيامَنَا ….أمَّننَا الطِّريقَ لِوَأدِنَا …..
وَصِحْنَا بأَعْلَى أصْوَاتِنا ….
لكُمْ أعْنَاقَنَا ….لَكمْ شُرُودنَا ….
لكمْ هَوسُنَا بالاَّحَيَاة…
لكمْ منَّا ما شِئتُم …
ولكمْ منَّا ما ترْغَبُون…

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *