يَحْدُثُ أنَّكَ تَعْرِفُ

*طلال حمّاد

تفتح النافذة صورة في الجسد
والجسد
باب
يودي إلى مرعى
والمرعى سهلٌ من الأمنياتْ
فيا ليت الأمنياتْ
زرعٌ
تأكُلُ منه الحيواتْ
وترعى
على أطراف وادٍ
من السنواتْ
سنواتْ
فتكبُرُ في الحدائِقِ
والحدائِقُ جنّاتْ
تَصْدَحُ فيها
أجمَلُ الأغنِياتْ
هيهاتْ
أنْ تَقْتُلَها الطَعَناتْ
لَو يُدْرِكُ الإنْسان
أنّه حارِسُها
فيُسْكِنُها
كالأمنِياتْ
في الوجدانْ!
**
تتدحرج الكرة
تتدحرج إلى أن أصل إلى حدودها
فأنسحبُ
أتركها تتدحرَجُ
أتركها تنقلٍبُ
وأنقَلِبُ
تعودُ إلى ملعَبِها
وأعودُ أنا
من حيثُ أتيتُ
أعودُ
أعودُ
وقَدْ رميْتُ
فلقد سجَّلْتُ
هدفاً..
ويا لهُ من هَدفٍ
ليْسَ لَهُ
مثْلَهُ
هَدَفُ
تعترفُ الكُرَةُ
وأعتَرِفُ
تتدحرَجُ الكُرَةُ
وأنا مثلها
أتدحْرَجُ
من فوقٍ إلى تحتٍ
ومن تحتٍ إلى فوقٍ
ومن حيثُ لا أحْسِبُ
أو أرغَبُ
***
لم تسقط جميع الأوراق
لكن لم يقل أحَدٌ عن ماذا
التوتُ وحدَهُ
ظلّ مثلما كان
منذ مزقت
حرب الخيانة الكبرى
ورقته
عارياً
على الضفاف
****
يحْدُثُ أنّك تَعْرِفُ
منْ أيْنَ تُؤكَلُ كَتِفُكْ
يَحْدُثُ.. وتَعْرِفُ
مَنْ يأكُلُها..
وتَعْرِفُ.. لِمَ يَأكُلُها
يَحْدُثُ.. تَعْرِفُ
تَعْرِفُ.. يَحْدُثُ
وعليْكَ
كُلّما
عَضَّ
لِيأكُلَ
مِنْها
ما يَسُدُّ جوعَهُ المُتَوالَد
أنْ تقولَ لَهُ:
“هنيئاً.. مَريئاً”..
ولا تَسألَهُ كي لا يَغْضَبَ:
” ألا تَشْبَعُ؟”…
بَلِ اسْأَلَه:
” كيْفَ حالُكَ اليَوْمَ..
يا صديقي؟”…
وادْعُهُ صراحَةً..
أنْ يأكُلَ منْكَ لليَوْمِ…
وجْبَةً مًتَوازنَةً
على راحَتِه
ولا تَقُلْ لَهُ أنّكَ تَعْرِفُ
أنّهُ يأكُلُ..
مِنْ
كَتِفِك!
*****
لم يقف أحدٌ أينما شئت
وحدي التفتُّ حولي
ووقفتْ
وفهمتْ
لا أحَدَ غيري
يريد الصعودَ
مجازفاً بحياته
إلى قمة برج بابل
ليرى
ما يحدثُ تحتْ
لم أسألْ ما الذي يحدثُ تحتْ
وصعدتْ
لم يفهم أحدٌ
كيفَ
فعلتْ
ولكني الآنَ فوق
وأعرف من منكم
ظلّ تحتْ
في قاع الدِسْتْ

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *