خاص- ثقافات
*عزالدين الشدادي
لا أخْفيك سِرا يا آسية ،،،
وكمَا عَاهَدتك دوما في حُضُورك قبل غِيابك أنك الشخص الوَحيد الذي يَحق لي الحديث إليه بكل صراحة وعفوية ،،،
منذ مدة شغلتني مسألة الحب وأصبحت مُدمن قصَص وحِكايات فِي الشعر والغَزل ، وأصَبحت متنقلا بين نزار قباني ومحمود درويش كَأني طِفل يهْوى السفر والترحال بين الكَلمات والحُروف ، وأصَبح السهر رفِيقي ليلا كشَاعر يعشق النجوم والقمر .
لكن كل هذا أثقل كاهلي وأصابني بنوبات اكتئاب حادة ، فأنا الوحيد الذي أسهر وأقرأ لدرويش ونزار وأستمع إلى كاظم بينما هي تعيش حياتها بشكل طبيعي وعادي ، وكُلما التقينا أخْبرتني عَن أخر سَفرياتها ومُتعتها الدائمة رُفقة صَديقاتها وزمَلائها في العَمل ، وعن برنامجها المقبل بدون أن يكون لي مكان ضمنه وكأني أنا وحدي الذي أحب ، وقد قرأت مرارا يا آسية أن الحُب من طَرف واحد مَيت ومقتول وأنا لا أريد المَوت ، بل أريد الحُب فقط .
لقد اكتشفت يا آسية ،،، واسمحي لي على هذا الوصف
أن النساء قاتلات وفاشلات في الحُب أو خَائنات ، متقلبات ومزاجيات وأنانيات فحتى الحب يدخلنه إلى عالم الحسابات الضيقة فيخسرن كل شيء ، الحب والحبيب ، وإني لا أكن لكن حقدا أو حنقا ، بل فقط أحاول إفراغ ما يجول في خاطري من كلمات ومفردات أشعر أنها ستخنقني لو مكثث بداخلي طويلا ،،،
لقد أحببتها يا آسية ،،،
وكنت خَاطئا ومُخطئا ، خَاطئا في حق الحُب ومخطئا في حَق نَفسي ، كُنت هنيئا عاشقا للحياة ومُقبلا عليها ، فتحولت إلى مُكتئب متسكع بين مشَاعر صَادقة وأخرى كَاذبة ، قتلتني المشاعر وأرْدتني قتيلا بين أشعار وأحَاسيس إستيهامية ظننتها لوهلة أنها صادقة .
لكن لا تقلقي يا آسية ،،،
إنني أتعَافى الآن من هذا المَرض بشَكل تدْريجي ، وقد ابتعْدت عَن التدخين والكحول ، وقد قررت أن لا أحب مرة ثانية ، فيكفيني القتل مرة واحدة .
________________
*كاتب وباحث
-
هذه الرسالة (الحب ) من عمل أدبي قيد الكتابة يحمل عنوان ” مذكرات عازب “