رَابْسُودْيَا بِالْأَزْرَقِ

خاص- ثقافات

        

خُوسِي يِيرُّو*/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

 الإهداء:

إليه وحده دون سواه؛ فارسُ المعنَى الذي حاولوا قتله مراتٍ و مراتٍ فقتلهم دفعةً واحدةً. كم قد قُتِلَ و كم قد مات عندهم ثم انتفض فزال القبرُ و الكفنُ.

أَثْنَاءَ جَوْلَةِ حَفَلَاتٍ مُوسِيقِيَّةٍ،

أَخْبَرَ وُلُفْغَايْنْغْ أَمَدِيُوسْ مُوزَارَتْ أَبَاهُ بِاكْتِشَافِ

صَوْتٍ خَاصٍّ جِدًّا؛

كَصَوْتِ الْمِزْمَارِ الَّذِي صَقَلَ نَبْرَتَهُ

الْبِدَائِيَّةَ، الْأَنْفِيَّةَ وَ الْبَدَوِيَّةَ

وَ اسْتَوْعَبَ لُغَتَهُ البَلَاطِيَّةَ.

اَللَهُ وَحْدَهُ يَعْلَمُ كَمْ شَيْءٍ سَيَقُولُ لَهُ عَنِ اللَّوْنِ، عَنِ الْجَرْسِ، عَنِ الْمُرُونَةِ،

عَن التَّسْجِيلَاتِ، عَنْ عَجَائِبَ مُحْتَمَلَةٍ لِهَذِهِ الآلَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْدُو

بِبَسَالَةٍ وَ كَآبَةٍ.

(طَاقَةٌ مَهْدُورَةٌ: لَكِنَّ وُلُفْغَايْنْغَ، بِقِرَاءَتِهِ ذَلِكَ عِنْدَ أُونَامُونُو،

كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْأَشْيَاءَ تُوجَدُ أَوَّلًا أَمَّا

غَائِيَّتُهَا فَتَأْتِي مِنْ بَعْدُ).

***

اَلآنَ بَدَأَ يَعْلُو رَنِينُ الْمِزْمَارِ

فِي الضِّفَّةِ الْأُخْرَى مِنْ مُحِيطِ السِّنِينِ.

رَسَا فِي شَوَاطِئِ الْقُطْنِ الْمُتَّقِدَةِ.

هُنَالِكَ مَاتَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ غَرِيبًا وَ عَاشَ مُتَشَرِّدًا.

خَضَعَ وَ قَاسَى لَكِنْ تَمَرَّدَ.

لِهَذَا يُغَنِّي الْآنَ، يَائِسًا وَ آمِلًا،

مِثْلَ صُرَاخِ صَفَّارَةِ سَيَّارَةِ الإِسْعَافِ،

أَوْ سَيَّارَةِ الشُّرْطَةِ.

يَرِنُّ بِطَرِيقَةٍ جَمِيلَةٍ وَ مُخِيفَةٍ.

***

مِنْ فَضْلِكُمْ، بِحُبِّكُمْ، مِنْ سَخَائِكُمْ:

لِيَقُلْ لِي أَحَدُكُمْ

مَنْ أَنَا، إِنَ أَنَا كُنْتُ، وَ مَاذَا أَفْعَلُ هَا هُنَا، مُتَسَوِّلًا.

تَمَاثِيلُ اَلسَّنَاجِبِ – أَبِي الْهَوْلِ فِي الْمُنْتَزَهِ الْمَرْكَزِي

تُمْلِي عَلَيَّ أَلْغَازًا كَيْ أَفُكَّ شِفْرَاتِهَا:

“عِشْ وَ اتْرُكِ الْآخَرِينَ يَعِيشُونَ”.

وَ أَشْعُرُ بِالْخَوْفِ. أَنَا الطِّفْلُ

الَّذِي يَسْمَعُ فِي الْمَمَرِّ الصَّغِيرِ وَ الْمُظْلِمِ لُهَاثَ الْفَهْدِ،

وَ يُغَنِّي، وَ يُغَنِّي، وَ يُغَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنْ يُبْعِدَهُ،

مِنْ أَجْلِ أَلَّا يَحُلَّ الظَّلَامُ.

***

اَلْمَقْبَرَةُ فِي وَسَطِ نَاطِحَاتِ السَّحَابِ

لَا تَبْعَثُ جَدِيدًا بِخُصُوصِ الْمَوْتِ.

(تَمَامًا مِثْلَ التَّوَابِيتِ الرُّومَانِيَّةِ،

الْمُسْتَعْمَلَةِ مِثْلَ الْأُصُصِ الَّتِي تَجْعَلُنَا

أَلْوَانُ أَزْهَارِهَا نَنْسَى قَدَرَنَا الْجَنَائِزِيَّ

وَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ تَمَّ تَصْمِيمُهَا).

***

هُنَا لَمْ يَمُتْ أَحَدٌ قَطُّ.

هُنَا لَنْ يَمُوتَ أَحَدٌ أَبَدًا.

كَانَتْ هُنَاكَ اسْتِثْنَاءَاتٌ: أَنْصَافُ الآلِهَةِ – الصُّلَحَاءُ، نُجُومُ السِّينِمَا أَوِ الرِّيَاضَةِ،

خُبَرَاءُ الاقْتِصَادِ، اَلْكُتُّابُ، أَعْضَاءُ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ وَ الرُّؤَسَاءُ –

الَّذِينَ غَادَرُوا فِي يَوْمٍ مَا إِلَى كَوَاكِبَ أُخْرَى تَارِكِينَ كَبَصْمَةِ لِلْوَدَاعِ

أَسْمَاءَهُمْ الْمَنْقُوشَةَ فِي أَلْوَاحِ مِنَ الرُّخَامِ

مُعَلَّقَةٍ عَلَى وَاجِهَاتٍ مِنَ الطُّوبِ الْأَحْمَرِ.

هُنَا الْمَوْتُ هُوَ الْمَجْهُولُ،

اَلْمُهَاجِرُ السِّرِّيُّ: يَتِمُّ تَرْحِيلُهُ

 إِلَى بَلَدِهِ الْأَصْلِيِّ. لَيْسَ مِنَ الذَّوْقِ السَّلِيمِ التَّلْمِيحُ إِلَيْهِ.

“عِشْ وَ انْظُرْ إِلَى النَّاسِ وَ هُمْ يَعِيشُونَ”.

***

اَلْمَدِينَةُ تَغْلِي: اَلْفُقَاعَاتُ

تَنْفَجِرُ عَلَى السَّطْحِ…

تِلْكَ الْعَتِيقَةُ ذَاتُ الْأَدَمَةِ الْجِلْدِيَّةِ الْمُحْتَرِقَةِ

الَّتِي تَصُدُّ النُّجُومَ…

اَلْمُوسيِقِيَّ رَثَّ الثِّيَابِ الَّذِي يَعْزِفُ بِعَصَاتَيْنِ

أَصْوَاتَ مَارِيمْبَا أَوِ الْفِيبْرَافُونِ

عَلَى وِعَاءٍ مِنْ نُحَاسٍ…يُدَاعِبُهُ بِرَاحَتَيْ يَدَيْهِ،

بَابَ الْمَتْجَرِ الْمُمْتَازِ،

حُيْثُ الْعُبُوَّاتُ الْفَارِغَةُ الَّتِي تَغْفُو فِيهَا

إِيقَاعَاتُ الْأَدْغاَلِ الضَّارِيَةُ…

شُيُوخٌ مُتَّكِئُونَ عَلَى عَكَاكِيزِهِمْ

أَوْ مَدْفُوعُونَ – وَ السِّيقَانُ شَاحِبَةٌ وَ مُتَرَهِّلَةٌ

فِي مَقَاعِدِهِمِ الْمُتَحَرِّكَةِ وَ الَّتِي، يَا لَلْمُعْجِزَةِ!- ،

عِنْدَمَا يَنْعَطِفُونَ عِنْدَ زَوَايَا الشَّوَارِعِ سُرْعَانَ

مَا يَظْهَرُونَ فِي الْأَزِقَّةِ مُتَلَأْلِئِينَ، مُتَجَدِّدِينَ، فِي خِضَمِّ

تَدَافُعِ صِبْيَانٍ رَشِيقِينَ،

مُتَزَحْلِقِينَ مُجْتَذَبِينَ بِنَايِ هَامْلِينَ،

الَّذِي يَصِلُ إِلَيْهِمِ انْطِلَاقًا مِنَ السَّمَّاعَاتِ…

***

مَنْ مِنَ الْكَائِنِينَ يَسْتَطِيعُ أَلَّا يُغَنِّي

عِنْدَمَا يَدْفَعُ لِمَحَلَّاتِ بَيْعِ الْخَضْرَوَاتِ وَ الْفَوَاكِهِ – بَصَلٌ، جَزَرٌ، أَفُوكَا، تُفَّاحٌ،

 تُوتٌ، مَوْزٌ وَ كُشْمُشٌ – الطَّرِيَّةِ؟…

ذَلِكَ النَّوْرَسُ الَّذِي يَرْمِي رَأْسِي بِرِيشَةٍ،

يُصِيبُ الْهَدَفَ، وَ يَنْتَهِكُ حُرْمَتِي، فَأَنْزِفُ

وَ أُوقِفٌ النَّزِيفَ أَمَامَ أَمْوَاجٍ مِنَ الْوُرُودِ، وَ الْوُرُودِ الْكَثِيرَةِ وَ الْأَلْوَانِ الَّتِي

تَبْتِسِمُ خَلْفَهَا عُيُونٌ شَرْقِيَّةٌ سَاحِرَةٌ…اَلْبَالِينِيُّ الَّذِي يَعْبُرُ

 بِصُوفِيَّتِهِ ذَاتِ الطُّرُوزِ الْمُرَبَّعَةِ، اَلْبَيْضَاءِ وَ السَّوْدَاءِ،

يَجُرُّ عَرَبَةً غَاصَّةً

بِالْعَجَائِبِ الْمُقْرِفَةِ الْمُسْتَخْرَجَةِ مِنَ الْحَاوِيَّاتِ،

(دُولَارًا دُولَارًا، جَمْرَةً جَمْرَةً

يَسِيرُ مُدَّخِرًا نَارَ الْمِحْرَقَةِ

الَّتِي بِوَاسِطَتِهَا سَيُسَدِّدُ رُسُومَ أَبِيهِ

حَتَّى بَلَدِ الْغُيُومِ فِي الضِّفَّةِ الْأُخْرَى)…

فِي مِيلِ الْمَتَاحِفِ،

فِلِيبُّ IV ، بِلَوْنِهِ السَّلْمُونِي الْفِضِّيِّ،

يُنْصِتُ إِلَى الثَّرْثَارِ مُونْتِيسْكْيُو – شَارْلُوسْ هَذَا –

ضَيفُ فْرِيكْ كَذَلِكَ –

يُثَرْثِرُ بِإِسْهَابٍ وَ دِقَّةٍ،

حَوْلَ حَيَاةِ السَّيِّدَاتِ، مَالِكَاتِ

 الْكِلَابِ الْخَزَفِيَّةِ الَّتِي

يَرْعَاهَا حَارِسٌ بِلِبَاسٍ مُوَشًّى.

اَلْمَوْشُورَاتُ الزُّجَاجِيَّةُ، اَلدُّخَّانُ، اَلْقَصْدِيرُ

تَضْمَحِلُّ عَشِيَّةً نَاثِرَةً،

فَوْقَ حَرِيرِ النَّهْرِ الْبَارِدِ وَ الْبَنَفْسَجِيِّ،

نُقُودًا قَدِيمَةً مِنَ الذَّهَبِ، مِنَ النُّحَاسِ الْوَامِضِ غَيْرِ الْمَلْمُوسِ.

يَلْتَهِمُهَا فَمُ اللَّيْلِ. مُصَابَةً

بِآلَافِ الْجُرُوحِ الْمُضِيئَةِ

تَكُفُّ الْمَبَانِي عَنِ النَّزِيفِ.

مَسْحُورَةً، تَسْتَمْتِعُ الْمَدِينَةُ في

صُورَتِهَا الْمَعْكُوسَةِ، وَ تَحْلُمُ بِذَاتِهَا

مُنْقَلِبَةَ الْهَيْئَةِ فِي الْمَسَاءِ…

***

وَ أَنَا مُنْقَلِبَ الْهَيْئَةِ فِي الْمَسَاءِ، أَمْتَهِنُ

طَقْسَ الْانْقِلَابِ

بِمُعَاقَرَةِ خَمْرَةِ جُونِيفَ، بُورْبُونَ،

وِيسْكِي، تِكِيلَا، رُونْ، مُخَفَّفَةٍ

بِعَصِيرِ اللَّيْمُونِ، الْحَامِضِ وَ الْأَخْضَرِ،

الَّذِي يَتَحَدَّثُ نَفْسَ لُغَتِي بِنَبْرَةٍ أَحْلَى.

يُنَبِّهُنِي أَحَدُهُمْ إِلَى كَوْنِي وَحِيدًا.

أُمْسِكُ بِيَدِ صَغِيرِي كَيْ أَطْرُدَ الْخَوْفَ.

وَ لَا يُوجَدُ صَغِيرٌ. لَا يُوجَدُ أَحَدٌ،

وَ أَنَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ أَرْحَلَ،

قَبْل أَنْ يَتَبَخَّرَ كُلُّ شَيْءٍ فِي رَهَافَةِ الذَّاكِرَةِ.

يَجِبُ أن أَعُودُ إِلَى الْوَاقِعِ

الَّذِي قَدْ لَا أَكُونُ دَخِيلًا عَلَيْهِ.

لِهَذَا أَتَوَجَّهُ تَوًّا إِلَى الشَّارِعِ 90 أَوْ إِلَى 69،

– لَمْ أَعْرِفْ ذَلِكَ قَطُّ، وَ لَا أَنَا نَسِيتُهُ –

فِي الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ حَيْثُ حَدَثَ أَمْرٌ مُذْهِلٌ

أَوْ أَنَّهُ سَيَحْدُثُ.

أَصْعَدُ، مِثْلَ كَالِيسْطُو، عَبْرَ دُرْجِ الْحَرِيرِ

حَتَّى الطَّابَقِ الرَّابِعِ، أَوِ الْخَامِسِ، أَوِ الْعَاشِرِ.

وَ النَّافِذَةُ مُوصَدَةٌ. وَ مِلِيبِيَّا لَيْسَتْ هُنَاكَ.

أَوْ لَعَلَّهَا تَتَقَفَّى أَثَرَ

د. فْرَانْثِيسْكُو دِي كِيبِيضُو

الَّذِي يَسِيرُ أَعْرَجَ، مُتَحَاشِيًا بِرَازَ الْكِلَابِ،

أَوْ أَنَّ مِلِيبِيَّا لَمْ تَكُنْ قَطُّ سِوَى نُدْفَةِ حُلْمٍ

مِنْ أَحْلَامِ الْمُرْتَدِّ طَالَابِيرَا دِي لَا رَّيِّينَا.

تَتَجَعَّدُ هَنْدَسَةُ نْيُويُورْكَ،

 تَتَلَيَّنُ كَقِنْدِيلِ الْبَحْرِ،

تَنْحَنِي، تَتَأَرْجَحُ، تَرْتَفِعُ، مُتَسَارِعَةً وَ ذَكِيَّةً

 كَالزَّوْبَعَةِ.

مَاذَا، مَنْ هُوَ هَذَا الشَّبَحُ، هَذَا التْشِيكَانِيُّ

 بِإِسْبَّانِيَّتِهِ الْخَرْقَاءِ، بِكَلِمَاتِهِ الْمُصَفَّاةِ وَ الْمُلَيَّنَةِ بِدُخَّانِ الْمَارِخْوَانَا

الَّذِي يَهْمِسُ حَاقِدًا، نَاظِرًا إِلَيَّ دُونَ أَنْ يَرَانِي،

“لَقَدْ سَرَقُوا مِنِّي لُغَتِي”؟

***

لَا أَسْتَطِيعُ الْمَزِيدَ. أَتَقَيَّأُ سُبَابًا وَ قَذْفًا ضِدَّ التَّمَلُّكِ.

أَصْرُخُ، أَجُشُّ، أُصَلِّي، أُخَرْخِرُ بِلَاتِينِيَّةِ الْكَنِيسَةِ

الْكَلِمَاتِ الإِلَاهِيَّةَ الَّتِي أَحْدِسُ مَعْنَاهَا بِشَكْلٍ مُبْهَمٍ:

“إِلَى اللَهِ الَّذِي يُعْطِي الْفَرَحَ إِلَى شَبَابِي”،

أَتْلُو بِسِتَّةِ أَصْوَاتِ مُخْتَلِطَةٍ آيَاتِ

 بَّالِيسْتْرِينَا أَوْ فِكْتُورْيَا

مُرْفَقًا بِإِيقَاعِ النَّهْرِ السَّاهِرِ،

بِهَاتِفِي الْوَحْيِ الصُّفْرِ لِلْقَمَرِ الْمُتَضَائِلِ:

“يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ الْمَارِّينَ بِهَذَا الطَّرِيقِ

انْتَظِرُوا وَ سَتَرَوْنَ…”

آخِرَ الْخَفَافِيشِ

ذَاتِ الْأَجْنِحَةِ الْكَارْطُونِيَّةِ الْمُمَوَّجَةِ وَ وَمَضَاتٍ مِنَ الْفُوسْفُورِ،

يُكَفِّنُونَ الْمَدِينَةَ. بَعْدَهَا سَيَعُودُونَ

إِلَى حَاوِيَّاتِ الْكُهُوفِ.

***

وَ هَا أَنَا هُنَا حَيْثُ يَرِنُّ أَحَدُ الْأَجْرَاسِ،

لَيْسَ فِي بُرْجٍ لِلْأَجْرَاسِ وَ لَا فِي نَبْتَةِ الْبَرْدِي بِلَقالِقِهَا،

وَ إِنَّمَا مُسَجَّلًا عَلَى أَحَدِ الْأَشْرِطَةِ الْمِغْنَاطِيسِيَّةِ.

يُعْلِنُ أَنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الأَحَدِ

وَ سَيَتَحَوَّلُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَى نُورٍ وَ حَاضِرٍ.

سَيَقُودُ حَرِيرُ هُودْسُونْ، الْمُقَاوِمُ وَ الْفَخْمُ،

الْمَدِينَةَ حَتَّى الْحُرِّيَّةِ وَ التَّطْهِيرِ النِّهَائِيِّ لِلْبَحْرِ

الَّذِي يَتَجَدَّدُ عَلَى الدَّوَامِ.

صَبَاحُ الْخَيْرِ.

فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ الزَّمَانِ انْدَمَجَتِ

الْمُوسِيقَى الَّتِي تَبْعَثُهَا النُّجُومُ

مَعَ تِلْكَ الَّتِي أَلَّفَتْهَا الْخَمْرَةُ

وَ الظُّلْمَةُ؟

***

فَوْقَ ضِفَّةِ شَاطِئِ

فَجْرِ الْجَزْرِ تَلْمَعُ زُرْقَةُ السَّمَاءِ.

وَا أَسَفَاهْ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةً كُلُّ هَذِهِ الْأَحَزَانِ الْكَثِيرَةِ!

*القصيدة في الأصل الإسباني:

Rapsodia en blue

Durante una gira de conciertos,
Wolfgang Amadeus Mozart
comunicó a su padre el descubrimiento
de un sonido muy peculiar;
como de oboe que pulió su acento
primitivo, nasal y campesino
y asimiló el lenguaje cortesano.
Dios sabe cuántas cosas le diría sobre el color; el timbre, la versatilidad,
registros, maravillas potenciales
del instrumento que cantaba
con gallardía y con melancolía.
(Un filón no beneficiado:
pero Wolfgang sabía, lo leyó en Unamuno,
que las cosas se hicieron, primero,
su “para qué”, después.)

***
El clarinete suena ahora
al otro lado del océano de los años.
Varó en las playas tórridas de los algodonales.
Allí murió muertes ajenas y vivió desamparos.
Se sometió y sufrió, pero se rebeló.
Por eso canta ahora, desesperanzado y futuro,
con alarido de sirena de ambulancia
o de coche de la policía.
Suena hermoso y terrible.

***
Por favor, por amor, por caridad:
que alguien me diga
quién soy, si soy, qué hago yo aquí, mendigo.
Las ardillas-esfinges de Central Park
me proponen enigmas para que los descifre:
“viva y deje vivir”.
y siento miedo. Soy el niño
que en el pasillo oscuro oye el jadeo del jaguar,
y canta, y canta y canta para ahuyentarlo,
para que la sombra no sea.

***
El cementerio entre los rascacielos
no radia nuevas de la muerte.
(Igual que los sarcófagos romanos,
utilizados como jardineras
en las que los colores de las flores
nos hacen olvidar el fúnebre destino
para el que habían sido imaginados.)

***
Aquí no ha muerto nadie nunca.
Aquí nadie morirá nunca.
Hubo excepciones: semidioses
-filántropos, estrellas del cine o del deporte,
economistas, escritores, senadores y presidentes

que algún día zarparon con rumbo a otras galaxias
y dejaron en son de despedida
sus nombres cincelados sobre placas de mármol
en las fachadas de ladrillo rojo.
Aquí la muerte es la desconocida,
la inmigrante ilegal: se la deporta
a su país de origen. No es de buen gusto mencionarla.
“Viva y mire vivir”.

***
La ciudad borbotea: las burbujas
revientan en la superficie. ..
esa vieja de piel de cuero requemado
que increpa a las estrellas…
el músico harapiento que arranca con dos palos
sonidos de marimba o de vibráfono
a una olla de cobre… el que golpea
con las palmas de las manos,
a la puerta del supermarket,
embalajes vacíos en los que dormitaban
ritmos feroces de la jungla…
ancianos apoyados en bastones
o conducidos -pálidas piernas fláccidas
en sus sillas de ruedas que ¡oh prodigio!

cuando doblan la esquina de las calles
reaparecen en las avenidas
luminosos, metamorfoseados
en estampida de muchachos ágiles,
patinadores imantados por la flauta de Hamelin,
que les llega a través de los auriculares…

***
¿Quién que es podría no cantar
al costear los puestos de hortalizas y frutas
-cebollas, zanahorias, aguacates, manzanas,
fresas, bananas y grosellas- acabadas de barnizar? …
esa gaviota que dispara una pluma sobre mi cabeza,
y atina, y me vulnera, y sangro
y me desangro frente al oleaje
de flores y más flores y colores tras de los que sonríen
mágicos ojos orientales… el balinés que pasa
con su pareo ajedrezado, blanco y negro,
arrastra un carro abarrotado
de maravillas pestilentes extraídas de los contenedores,
(dólar a dólar, brasa a brasa
va ahorrando el fuego de la pira
con el que pagará el peaje del padre
hasta el país del otro lado de las nubes)…
en la Milla de los Museos,
Felipe IV; de salmón y plata,
escucha a ese chismoso de Montesquiou-Charlus
-huésped también de Frick

cotillear, proustiano y minucioso,
sobre la vida de las damas, dueñas
de los perros de porcelana
que pasea un portero engalonado.
Los prismas de cristal, humo y estaño
se otoñan al atardecer y depositan,
sobre la seda fría y violeta del río,
monedas de oro viejo, de inmaterial cobre parpadeante.
La boca de la noche las engulle. Asaeteados
se desangran los edificios
por sus miles de heridas luminosas.
La ciudad, hechizada, se complace
en su imagen refleja, y se sueña a sí misma
transfigurada por la noche…

***
Transfigurado por la noche, oficio
el rito de la transfiguración
con libaciones de ginebra, bourbon,
whisky, tequila, ron, humanizadas
por el zumo de lima, ácida y verde,
que habla mi misma lengua con acento más dulce.
Alguien me advierte que estoy solo.
Tomo a mi niño de la mano para espantar el miedo.
Y no hay niño. No hay nadie,
y yo lo necesito antes de que me vaya,
antes que todo se evapore en la fragilidad de la memoria.
He de recuperar la realidad
en la que yo no sea intruso.
Así que pongo rumbo a la calle 90, o a la 69,
-nunca lo supe, o lo he olvidado

 En el West Side donde algo prodigioso
pudo haber sucedido o podrá suceder.
Subo, Calisto, por la escala de seda
hasta la planta cuarta, o quinta, o décima.
Y la ventana está apagada. Y no está Melibea.
O tal vez sigue los pasos
de D. Francisco de Quevedo
que avanza cojeando, sorteando las cacas de los perros,
o que nunca haya sido Melibea más que un vellón del sueño
del converso de Talavera de la Reina.
La geometría de New York se arruga,
se reblandece como una medusa,
se curva, oscila, asciende, lo mismo que un tornado
vertiginosa y salomónica.
¿Qué, quién es esta sombra, este chicano
que en español torpísimo, filtradas,
aterciopeladas sus palabras por el humo de la marihuana
susurra rencoroso, mirándome sin verme,
“ellos me han robado el idioma”?

***
No puedo más. Vomito
blasfemias y jaculatorias de poseso.
Grito, me desgañito, rezo, ronco en latín de iglesia
las divinas palabras cuyo sentido vagamente intuyo:
ad Deum qui laetificat juventutem meam

canto a seis voces mixtas responsorios
de Palestrina y de Victoria
acompañado por el son del río en pena,
por los oráculos amarillos de la luna menguante:
o vos omnes qui transistis per viam
atendite et videte…
Los últimos murciélagos
con alas de cartón acanalado y destellos de fósforo,
amortajan a la ciudad. Luego, regresan
a las cuevas de los contenedores.

***
Y he aquí que tintinea una campana,
no en campanario ni en espadaña con cigüeñas
sino grabada en una cinta magnetofónica.
Anuncia que la noche es ya domingo
y vuelve todo a ser claridad y presente.
La seda peregrina del Hudson,
incansable y majestuosa,
conduce a la ciudad hasta la libertad
y la purificación definitiva de la mar
siempre reciennaciendo.
Buenos días.
¿En qué lugar del tiempo se ha fundido
la música que los astros destilaban
con la que compusieron el alcohol
y la sombra?

***
Sobre la orilla de la playa
del alba de la bajamar brilla el azul del cielo.
¡Lástima grande que haya sido verdad tanta tristeza!

*شاعر إسباني مشهور. ازداد بمدينة مدريد في 3 أبريل من سنة 1922. أثرت الحرب الأهلية الإسبانية كثيرا في حياته إذ اضطر إلى هجر دراساته الثانوية و هو ابن 14 سنة و بعدها تم الزج به في السجن لانتمائه إلى جماعة كانت تساعد المعتقلين السياسيين في جو الحرب هذه و الذين كان من بينهم أبوه. و بعد أن خرج من السجن عاد إلى مواصلة اهتماماته الثقافية و الأدبية و صقل موهبته و تعميق تجاربه بالاحتكاك مع كتاب و شعراء عصره. و هذا ما أغنى تجربته كثيرا كما يذهب إلى ذلك بعض العارفين بأسرار عالمه الإبداعي. بالإضافة إلى تخصصه في الشعر فإننا نجده كذلك ناقدا خبيرا للوحات الفنية و ذلك منذ سن مبكر. يتعلق الأمر بواحد من كبار أدباء إسبانيا في العصر الحديث من دون منازع. و نذكر من بين أعماله على سبيل المثال لا الحصر دواوينه الموسومة بعنوان “فرح” و “بالأحجار، بالريح” ثم “دفتر نيويورك”. و جدير بالذكر أنه كتب حتى في جنس المقالة و جنس الرواية. ففي المقالة نذكر عمله “مشاكل تحليل اللغة الأخلاقية” و “تأملات حول شعري” أما في الرواية فنشير إلى روايته الموسومة بعنوان “خمسة عشر يوما من العطلة”. و نظرا لقيمة منجزه الإبداعي فقد تم تتويجه من طرف وزارة الثقافة الإسبانية بجائزة ثربانتس سنة 1998؛ و هي أعلى جائزة تمنح للأدباء في العالم الناطق بالإسبانية. توفي هذا الشاعر الفذ بنفس المدينة التي رأى فيها النور و قد كان ذلك في 21 دجنبر من سنة 2002.

**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *