نميمة النعاس

خاص- ثقافات

*الكيلاني عون

مما يختفي إن لم يكن من نفسه

من ثغاءٍ مرصودٍ تركته النجومُ

لئلّا تضيع الزيارةُ المنشورة

كسميدِ الأعراس فوق سطحٍ هو الآخر

لبيتٍ هناك وحده

يدور بالريح

تدور به بذرةُ الدهر فيسقط العالم

بين عابرين يجوبون الفراغَ .

مما تراه يختفي وقد سلخَ الذئبَ

مرتدياً عواءَه الأخيرَ

إزاء عينيه اللتين ظلَّتا كأجيرٍ

يتقصَّى جسدَه الممزّق كشرفةِ تحريرٍ

توزِّع القتلى صفّاً صفّاً

على الثكنات حاملين الذبابَ

خوذاتٍ كما يحملون الجوعَ

مائدةً لانتصاراتٍ يذرذرها السُّخامُ .

أين يربط ، غير عابئ بالفوانيس ،

ارتجافَ نشارةِ المدِّ

يقايضه بغبارِ أسرى

ينزلون من يديه ليقابلوا الأوراقَ

كما عرفوها قبل الهذر ونعاجه

الملتَبَسُ عليها الغناءُ

كيف يترفَّق بالناي وحصانه مسكونٌ ،

إثر الفراشاتِ ، بغيمةٍ لا تقابل إلا نفسها

وماذا عن رأسه تحت السرير

يبطل عبوات الليل

أو يبدِّل ألقابَ الجمر متواطئاً مع أجنحةٍ

 أفراحها صغيرة

كأقدام نومٍ تحت عجلات الحريق ؟

كطلاءٍ جديدٍ يقع من ضربات

العيون

أو عيون هكذا بلا وجهٍ

تبحث عن كرسيِّها الهزَّاز

سرقته الهجراتُ آن ركضتْ غزلانُ

المشهد وقد غيَّرتِ الأرضُ كذبتها

إذ غيَّرَ الطينُ أُجورَ الستائر ،

من أين يعود إلى مسقط رأسه ؟

كانت هناك شجرة في مسقط رأسه ،

لم تخرج بعد من رأسه ،

كيف يكلِّمها وتكلِّمه ؟

كيف يردّ المسافةَ بينهما إلى

أوّل نظرةٍ توجعه حتى الآن ؟

يا لجباةٍ ينوِّمون ، بحشيشة الزّبد ، جباةً آخرين ليحصدوا غلالَ

المؤمَّل وحدهم

ليشدّوا السلالمَ من غرفات اللّوز

متناثرين على الدراهم دراهمَ أخرى شطوطاً تدرّ الخرائطَ

أشباحاً

قفازاتٍ كشرودِ الظَّليم

نباحاً كأروقةٍ ليست كجيب الرعد

زنجبيلاً لمرارة الأشدِّ دواراً

بين نهرين ممَّدداً  يهزّ النومَ من

غبشِ اليقظة

كقضماتِ الغبار شجارُ الأسماء

تُترَك على مقابض الأبواب

وقفاطين الريح

عاليةٌ أنتِ ترفعين سهرَ مجنَّديك

فوق أسوار اللفافات

ترومين الأكثر شباباً في السطو

غريق شبر الحياة الأوّل .

لو كنتُ فلاحاً في أرض اليونان

وأبي من آلهة التسديد

يُضمر الشِركَ بما حوله ،

بنفسه ، بالغابات

يجمعها كالناس يعلِّمها شتائمَه

جبيرةَ الأسماء

خلَّ الغيب الجالس على الهدير ويلقِّن النوارسَ الخارجة من صدوع الشتات

آثامَ الأغصان

يُقرئني سفائني

عِلَلي الموثقة بسور النبوَّاتِ

لو كنتُ شجرةً في البحر

لأضرموا النارَ بالبحر وقالوا :

رأيناه يتسلّق نفسه إليكِ

مخموراً بالحبل ذاته من دمعتكِ

أين يحلم لو شاء القرنفلُ

وشَعركِ لا لون له الآن وراء جدارٍ

أنقره بغيمةٍ

لم أكن واقفاً هناك أو هنا ، لم أرك مطلقاً

في محطاتٍ تكنس النائمين

كأجنحةٍ يابسةٍ سقطتْ من فراشاتٍ تبكي

لا أذكر لونَ الباب

رائحةَ الربيع خلف الشرفة

لم يحتفظ بي شيءٌ أو أحدٌ

لكنني أراقب ظلي

منذ ألف عام وهو يعود مهملاً

ويكتب رسائل خلواته وينام حاملا صورةَ شارعٍ

إنه هو في أزهى خياناته

يذهب ويأتي

يمشي كقمرٍ يبحث عن كتاب

كشارعٍ يخبئ البيوتَ عن الطوفان

كزجاجةِ ماءٍ تحلم بالشفاه

وحيدةٌ أنتِ

سمّيتكِ النومَ

فأحلامي كثيرة

كالعابرين
______

مجزوء من نصٍّ طويل بنفس الاسم

*شاعر وتشكيلي من ليبيا.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *