خاص- ثقافات
*الكيلاني عون
يتسلَّق الغرقى السفنَ الراسيةَ
يملؤونَ جيوبَ الليل بعَرَقِ عمَّال السطح المنهكين
يسرقون أحذيةَ البحّارة النائمين ولفافاتهم
ووجباتٍ أغفلها القائمُ بأعمال الجوع
يترنَّمون بالتفاتاتٍ لكلِّ الرسائل المحفورة
على صدر البردِ
شحّاذِ القطيع الملقى كالغبار بلا شكلٍ
ويكتب أحدهم :
كنَّا هنا يباغتنا صفيرُ الجزر المأهولة بالأشباح
وتنقر ظهورنا طيورُ الشمس
ويبيعنا كتابٌ لجاريةٍ تلد كلَّ يومٍ ديكاً
يمزِّق اليابسةَ مثل المناديل
كنَّا هنا ترسمنا أقلامٌ عجولةٌ
تمحونا مِلَلُ أمزجةٍ نحمل الضوءَ إلى سيِّدها
مكبَّلين بالعواء
كنَّا هنا وأنقذنا البحرُ من فخِّ النجاة
ويعودون بأثمان الضياء المعبور :
نحن الغرقى
نسمع الأنينَ فنبكي
نحن لصوصُ الأزرق
ثمةَ دائماً بيننا مكانٌ لضيفٍ جديد
يسقط من تلقاءِ التعب
_________
*شاعر وتشكيلي من ليبيا