أمُّ الثُّوَارِ بِغُصَّتِهَا لَا تَفْنَى

خاص-ثقافات

*عبد اللطيف رعري

عادت  تأكل من لحمها بالعلاني ,….حزينة
عادت تتلظّى من نسجها للمعاني…عديمة
عادت متوجعة ترتل آيات النفور…بحُوحَة…
أم الثّوار………
والغصّة تنحر الوريد والأوردة
ونفسها أدمت القلوب والأفئدة
غير مبالية ببرقعات  عريّها  ماشية لسعيها أم الثوار
والغاشم يصطاد الضحكة من بلل شعرها…
من خرفها…… من هدرها …..منها وإليها….
آثار أقدامها لهيب للحرائق
كلما خبت نار زادتها النار نارا
وكلما أومأت ببصرها قرن الجبل نفثت من فمها سماً
قاتلا يطوي الغلاة في كدر
ونذيرا بحياة الكواكب الإحدى عشر
أصحاب اليمين في اليمين..
ولا راحل ولا منتظر
وأصحاب الشمال في الشمال..
لا حساب ولا ودرْ….
لا لُعَاعٌ ولا مطر….
ترحال وسفر ….
غواني وهجر…نعيم بلا ضرر..
إن كانت أمي باكية..
فلان  الأرباب عاتية….
وإن كانت أمي شاكية
فلأن فجار الأرض باتت دامية
وإن كانت أمي فانية فالمجد للأمهات الباقية
نصيبها بالوفيِّ زائدٌ من مأساتنا…
تساوم شهقتها بالبقاء
وتروض حصى المستنقعات بالبكاء
أهل حالها بعيونهم يقرؤون المحال
تولول في صمت ….
تلوِّح بأكْمامِها ….
زغرودة من هنا وزغرودة من هناك….
تكبوا مع صيحاتها….
وتعلوا حين تلحق الأرض…
بأسنانها تلتقط أنفاسها حتى ترتمي فوق قبر ابنها الوحيد….
إبنها الشهيد….
قلب الحديد…..
منذ بدء الحرف حتى المصيد
ومن المصيد حتى المصيد….
من يعترض سبيل أم الثوار…
من يغمض عيناها بثوب صنعته بلون الجراح…
اسألوا عنها الأسود والأزرق….
القاتم والغامق… واليوم الأخرق….
اسألوا عنها الماء الفاتر حين  يجتاح
والدمع الحارق حين ينزاح
إسألوا أم الثوار تأتيكم بالأخبار..
وتبعد عن فنائكم غمض الأسرار…
هي الشعر والغنى والرقص للأبرار…
.هي الحلم ومقبرة الأحرار…
هي الأرض وما تبقى من الأقطار…
هي أم الثوار
تنهش بأصابعها موج البحر
لتُردي عنفوان الطغاة على الأرض
آتية آتية…
من صوب البِّيد تغزل لحافًا من ثلج..
آتية آتية….
من حدب الخلاء تلعق أصابعها تباعاً…
ليستمر النهر في البكاء
آتية آتية….
من العلياء تنثر حروف المجد في الكفوف هدية للسماء

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *