الزوج المناسب
يناير 29, 2017
خاص- ثقافات
فى منتصف الليل تقريبا اتصلت بي أمي ، قمت من جوار زوجي وأنا أخشى أن يصحو ويستمع إلى ما تقوله عنه ، فى المرة الأخيرة قالت عليك أن تتخلصي من هذا الوغد وأنا فى الواقع لم أجد مبررا أبدا لكراهية أمي لزوجي ، ولكننى فى الوقت ذاته لم أشعر أبدا أن زوجي يحب أمي . فهو يتحدث عنها كما لو كان يتحدث عن أى شيء ينبغى التخلص منه أو وضعه فى مكان آمن كى لا يؤذى أحدا . بعد أن انتهيت من الرد على مكالمة لأمي أمس عدت إلى السرير وحضنت زوجي من الخلف ، ربما لأعتذر له ، لدهشتى كان متيقظا ، قال :
– لماذا تتصل أمك فى هذا الليل المتأخر ؟
– إنها الوحدة يا حبيبي .. تعرف منذ وفاة أبى وهى تعيش وحدها .
كنت أحاول إيجاد مبرر لاتصالها المتأخر ، مع أننى فى الواقع لست مقتنعة بهذا التبرير . قال وكأنه يقرأ أفكارى
– لماذا لا تتزوج .
– تتزوج ؟
– نعم .. أعتقد أن هذا علاج شاف .
قلت معترضة وأنا لا أتخيل رجلا آخر مكان أبى .
– أمي ليست مريضة
– لم أقل إنها مريضة . ولكن الزواج سيجعلها على الأقل لا تتصل فى هذا الوقت المتأخر من الليل .
لم أقل شيئا ، يبدو أننى كنت أدرس هذا الاقتراح من زوجي ، بيد أنه فاجأنى ضاحكا :
– ولربما ترضى عنى .
– قلت ماذا ؟
ـ- ترضى عنى ، تكف عن كراهيتى .
قلت مدافعة عنها :
– ولماذا تكرهك . أمي لا تكرهك .
فقال :
– ـ على أية حال أنا لا أكرهها .
وكنت أعلم أنه لا يكرهها على الأقل من أجلى ، ولكنى متأكدة أنه لا يحبها . لكن من يطيق أمي حتى يحبها ، لكم اشتكى أبى منها .
فى الصباح استيقظت ، تحسست المكان الخالى بجوارى ، أين ذهب زوجي ، سمعت صوتا فى المطبخ ، إنه حديث هامس وليس صوت البراد أو نار الطباخة أو صوت الماء الساقط من الحنفية ، إنه صوت زوجي يتحدث إلى أحد ، تسللت وسرت على أطراف أصابعى إلى المطبخ ، وقفت فى مدخل الباب ، كان زوجي يضع السماعة وهو يضحك هذه المرة ، كأنه يتحدث إلى نفسه :
– ألست على حق ؟
لاحظ زوجي وجودى لأول مرة ، فوجه لى السؤال :
– ألست على حق ؟
قلت :
– أى حق ؟ ومع من كنت تتكلم ؟
فقال ضاحكا :
– مع ماما
قلت فى تحفز:
– وما الذى يضحكك ؟
قال فى هدوء :
– لا شيء . علينا أن نساعد أمك فى اختيار زوج مناسب لها .
فقلت فى ارتباك هذه المرة :
– زوج مناسب ! هل قالت لك حقا أنها تريد أن تتزوج ؟
تجاهل سؤالى وقال :
– ما رأيك فى أبى؟
ضحكت ، ثم اقتربت منه وأنا أقول :
– ألن يكون مثلك ؟
ضحك هو أيضا وضمنى إليه بقوة .
مرتبط
إقرأ أيضاً
نصوص*فيوليت أبو الجلدأزرق، من مخمل الشِعر،قلت لعينيه :هذا البحر دميوبكيت.***لما تراءَت له،سقطَت ثماره على نَصّها…
نصوص*عثمان بالنائلةخاص ( ثقافات )عبثاسمع طنين ذبابة. اِقشعرّ بدنه. أجال نظره داخل الغرفة. رآها تستقرّ…
نصوصمحمد مراد أباظةخاص ( ثقافات )(المرآة)لا.. لا تصدِّق..ذاكَ الطفلُ لم يهرمهيَ الأحزانُ أتعبَتْهُ قليلاًفتراءَتْ على…
الوسوممحمد عبد الحليم غنيم
شاهد أيضاً
أنس الغوريِ في المستودعِ الصّغيرِ الذي أبيتُ داخلَه، حيث لا وجودَ لأيّةِ نافذةٍ صغيرةٍ، …