فَارِسُ الخَرِيفِ

خاص- ثقافات

خُوسِّي يِيرُّو*/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

يَأْتِي وَ يَجْلِسُ بَيْنَنَا

وَ لَا أَحَدَ يَعْرِفُ مَنْ سَيَكُونُ،

وَ لَا حَتَّى لِمَاذَا عِنْدَمَا يَنْطِقُ سُحُبًا

نَمْتَلِئُ بِالْخُلُودِ.

***

يُحَادِثُنَا بِكَلِمَاتٍ جَادَّةٍ

وَ تَتَطَايَرُ مِنْ رَأْسِه أَثْنَاءَ التَّكَلُّمِ

أَوْرَاقٌ جَافَّةٌ

تَغْدُو وَ تَرُوحُ بِهَا الرِّيَّاحُ.

***

نَلْعَبُ بِلِحْيَتِهِ الْبَارِدَةِ.

يَتْرُكُ لَنَا الْفَوَاكِهَ ثُمَّ يَسْتَدِيرُ

فِي حَالِ سَبِيلِهِ وَ هُوَ يَمْشِي

بِخُطَى بَطِيئَةٍ وَ وَاثِقَةٍ

كَمَا لَوْ كَانَ شَابًّا.

***

يُوَدِّعُنَا: إِلَى اللِّقَاءِ! بَيْنَمَا نَحْنُ

 نُحِسُّ بِرَغْبَةٍ فِي الْبُكَاءِ.

*القصيدة في الأصل الإسباني:

Caballero de otoño

Viene, se sienta entre nosotros,
y nadie sabe quién será,
ni por qué cuando dice nubes
nos llenamos de eternidad.
***
Nos habla con palabras graves
y se desprenden al hablar
de su cabeza secas hojas
que en el viento vienen y van.
***
Jugamos con su barba fría.
Nos deja frutos. Torna a andar
con pasos lentos y seguros
como si no tuviera edad.

Él se despide. ¡Adiós! Nosotros
sentimos ganas de llorar.

*شاعر إسباني مشهور. ازداد بمدينة مدريد في 3 أبريل من سنة 1922. أثرت الحرب الأهلية الإسبانية كثيرا في حياته إذ اضطر إلى هجر دراساته الثانوية و هو ابن 14 سنة و بعدها تم الزج به في السجن لانتمائه إلى جماعة كانت تساعد المعتقلين السياسيين في جو الحرب هذه و الذين كان من بينهم أبوه. و بعد أن خرج من السجن عاد إلى مواصلة اهتماماته الثقافية و الأدبية و صقل موهبته و تعميق تجاربه بالاحتكاك مع كتاب و شعراء عصره. و هذا ما أغنى تجربته كثيرا كما يذهب إلى ذلك بعض العارفين بأسرار عالمه الإبداعي. بالإضافة إلى تخصصه في الشعر فإننا نجده كذلك ناقدا خبيرا للوحات الفنية و ذلك منذ سن مبكر. يتعلق الأمر بواحد من كبار أدباء إسبانيا في العصر الحديث من دون منازع. و نذكر من بين أعماله على سبيل المثال لا الحصر دواوينه الموسومة بعنوان “فرح” و “بالأحجار، بالريح” ثم “دفتر نيويورك”. و جدير بالذكر أنه كتب حتى في جنس المقالة و جنس الرواية. ففي المقالة نذكر عمله “مشاكل تحليل اللغة الأخلاقية” و “تأملات حول شعري” أما في الرواية فنشير إلى روايته الموسومة بعنوان “خمسة عشر يوما من العطلة”. و نظرا لقيمة منجزه الإبداعي فقد تم تتويجه من طرف وزارة الثقافة الإسبانية بجائزة ثربانتس سنة 1998؛ و هي أعلى جائزة تمنح للأدباء في العالم الناطق بالإسبانية. توفي هذا الشاعر الفذ بنفس المدينة التي رأى فيها النور و قد كان ذلك في 21 دجنبر من سنة 2002.

ob_dec2bb_13100790-10209153137130154-84022660611-1-1-1-1-2-1-5-3-1

 

___

**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *