مياه الأيكة

خاص- ثقافات

*كريم ناصر

(1)

كان قلبُ الأميرةِ شجرة

شجرة تورقُ ذهباً..

ففي غُضونِ النهارِ البهـيج،

هطلَ عطرٌ على المصطبة

هطلَ كالشفق

ليروّضَ التضاريس،

ما دعاها أن تظفر به.

(2)

لو لا وردة الأمل

لقنصَ الباشقُ فريستَهُ على الجسر،

هذا نبع

نبتَ زغبُهُ كأزهارِ النيلوفر،

هذه النغمة صحيحة، وليست حقلَ تجارب.

(3)

كسمكةٍ لم تلبث بالبحيرة

كأفعىً لا تطأطئُ رأسها،

كقطّةٍ تغوي فحلَ التوت،

وتنهبُ الريح،

راحت تصارعُ الزوبعة

وتنكّل بالماء.

(4)

ولئن انتوتْ شجرَ الشلّال

ربّما كان الأثير

فلأنها لا تبتسمُ كالنسيم..

هكذا تنثرُ العنب،

وتسوقُ كالريحِ ثمارَها الداخلية،

وتفيضُ كالماء.

(5)

كطائرٍ بارعٍ ينقرُ الذهب،

ظلّت تنطّ لتلثمَ صُنبوراً

وكريحٍ تهبُّ من الشمالِ والجنوب

سال رحيقُها مثل لبِّ الجثّة

كمُهرةٍ لم تعوّل على أيكة،

لم تعذلِ الشمس حين لا تشرق،

لم تدندن على الصَمْدة،

لم تمسّد على يافوخِ الطفل..

هكذا انطلقتْ لتتباهى بعرقِ إبطها

لتدلقَ ساقيَها في الفضاء،

كيف لماذا

متى انسكبتْ قطرات المطر؟

(6)

حلمت بحديقةٍ وأريكة،

تلك الروضة، وذلك النبعُ وهذا القلم: قراطيسُ تُلول..

ها هي ذي المرأةُ تتلعُ ـ تلمعُ ـ تحت العريشة.

(7)

ما من نوّاسةٍ إلّا وتنطّ لتكتم زئبقَها..

كلّما انفرجتْ أساريرها على الحصى،

تدلّت رقبتُها من الشجرةِ كفرسٍ تصهل

هكذا دوالَيك

حتى بدا نهداها كشمامتين.

(8)

قال لها البطلُ اخلعي ملابسك،

وكزنجيّةٍ جُنّتْ من العشق

خلعتْ سروالَها لتغوي الدغل،

ليتها ترقص، ترقص فقط

لتستنشقَ على الفيافي رياحَ الغدير.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *