اَلْمَلِكَةُ الْعَذْرَاءُ

خاص- ثقافات

مارْكُو دِنِيبِي*/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

عرفتُ أن إيزابيل الأولى ملكة إنجلترا كانت رجلا متنكرا في زي امرأة. لقد كانت الأم آنا بُولينا هي من فرض عليها لِبْسَةَ الجنس الآخر هذه كي تنقذ سليلتها من كراهية أبناء إنريكي الثامن الآخرين و من مكائد السياسيين. و بعد ذلك كان قد تأخر الوقت كثيرا و أصبح خطيرا كشف أمر هذه الخدعة. و هو متحمس لاعتلاء العرش المُوَشَّى بالحرائر و القلائد، لم يستطع إخفاء قبحه، صَلَعَهُ، ذكاءَه و عُصَابَهُ. إن تظاهره بعلاقات الحب مع ليسيستر، إيسيكس، و السِّيرْ والتر رالي، رغم عدم تجاوزها أبدا لحدود المغازلة العفيفة، كان من أجل التخفي. و كان يرفض بتعنت و من دون سبب واضح نصائح وزيره المخلص اللورد سيسيل كي يعقد قرانه متذرعا بكون الشعب هو قرينُه. لقد كان في الحقيقة مغرما بمَارِيَّا إِسْتواردُو. و نظرا لأنه لم يكن لِيَستطِيعَ أن يجعلها من نصيبه فقد لجأ إلى نظير الحب: إلى الموت؛ إذ إنه أمر بإعدامها. و كان هذا الفعل بالنسبة لعاطفته العاثرة تلكَ الطريقةَ الوحيدة لتملُّكِها.

*القصة في الأصل الإسباني:

La reina virgen

He sabido que Isabel I de Inglaterra fue un hombre disfrazado de mujer. El travestismo se lo impuso la madre, Ana Bolena, para salvar a su vástago del odio de los otros hijos de Enrique VIII y de las maquinaciones de los políticos. Después ya fue demasiado tarde y demasiado peligroso para descubrir la superchería. Exaltado al trono, cubierto de sedas y de collares, no pudo ocultar su fealdad, su calvicie, su inteligencia y su neurosis. Si fingía amores con Leicester, con Essex, y con sir Walter Raleigh, aunque sin trasponer nunca los límites de un casto flirteo, era para disimular. Y rechazaba con obstinación y sin aparente motivo las exhortaciones de su fiel ministro Lord Cecil para que contrajese matrimonio aduciendo que el pueblo era su consorte. En realidad estaba enamorado de María Estuardo. Como no podía hacerla suya recurrió al sucedáneo del amor: a la muerte. Mandó decapitarla, lo que para su pasión desgraciada habrá sido la única manera de poseerla.

*كاتب قاص و روائي و مسرحي و صحافي أرجنتيني معروف. مارس الكتابة و لفت الأنظار إليه في المشهد الثقافي الأرجنتيني و لما يكمل الثلاثين من عمره. درس القانون بالموازاة مع اهتمامه بالأدب. و هو كذلك كان عضوا في أكاديمية الأدب في الأرجنتين. حاصل على جائزتي كرافت و كونيكس للرواية. و هذه القصة التي ترجمنا ها هنا إلى اللغة العربية واحدة من أشهر قصصه القصيرة جدا. توفي سنة 1998 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.

**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *