خاص- ثقافات
*مصطفى ملح
تقدّمت نحو العمّ ميمون، ولجتُ الدّكّان وحلقتُ. نفحته بما جاد به الجيب وقبل المغادرة ناديتُ النّادل من المقهى المجاورة ورجوته أن يصنع شايا فاخرا ودفعتُ الثّمن. كانت هذه خطوتي الأولى لشراء صداقة الحلّاق. وتكرّرت الزّيّارات إلى أن صرتُ وجها مألوفا في الدّكّان، وصار كلُّ مرتادٍ له شبهَ صديق..
صوت رخيم حادّ ينبعث من دكّان بائع الأشرطة. لست أدري أكان صوت مهيار الدّيلمي، أم صوت صباح فخري، أم صوت الزّمن:
ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ |
قلْ للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ |
|
حتّى خطرتِ لهُ ببابِ المسجدِ |
قدْ كانَ شمّرَ للصّلاةِ ثيابهُ |
|
لا تقتليهِ بحقِّ دينِ محمّدِ |
ردّي عليهِ صلاتَهُ وصيامَهُ |