آداب المائدة في سانتا مونيكا

خاص- ثقافات

*ويليام فاوكس/ ترجمة : د. محمد عبد الحليم غنيم

الشخصيات :

1_ رجل في سن الثلاثين .

2_ امرأة في سن الثلاثين .

المكان : خارج مطعم في سانتا مونيكا . كافتيريا .

الوقت : الآن .

المشهد : خارج مطعم في سانتا مونيكا ، كافتيريا . رجل وامرأة وقد أخذا مكانهما في مقعديهما وراء المائدة .

صوت : موسيقى .

صوت : اصطدام الأمواج .

صوت : مطعم جميل .

الرجل : ليس فيك شيء من صورتك .

المرأة : ( منزعجة ) معذرة ؟

الرجل : أنت أجمل بكثير .

المرأة : ( بارتياح ) حسنا ، شكرا لك ، أنت لطيفا جدا .

الرجل : شكرا ( يحاول أن يبدء الحوار ) مم … هل سبق لك أن كنت هنا من قبل ؟

المرأة : لا أخرج كثيرا إلى سانتا مونيكا .. لا أحب الابتعاد كثيرا عن ويستوود.

الرجل : أوه ، أحب ويستوود ( ما زال يحاول ) إذن .. يمم .. هل هذه أول مرة تستخدمين موقع اللقاء الأول دوت كوم ؟

المرأة : نعم ، في واقع الأمر ، هل أنت أيضا .

الرجل : نعم .. آه . لا . لقد استخدمته من قبل .

المرأة : استخدمته ؟ كم مرة ؟

الرجل : لا أعرف .. عدة مرات على ما أظن .

المرأة : ألم يسبق لك أن جعلته موعدا ثانيا ؟

الرجل : ( بخداع ) بالتأكيد أفعل . طوال الوقت .

المرأة : إذن لماذا لا تحافظ على العودة ؟

الرجل : لا أعرف ، هناك شيء لطيف جدا في اللقاء الأول ، ألا تعتقدين ذلك ؟

المرأة : لطيف ؟

الرجل : نعم ، لطيف … أو ربما … ” مثير ” أو ” محير ” كما تعلمين ، تتعد الاحتمالات .

المرأة : ( في ذات الوقت ) هل تشير إلى الجنس ؟

الرجل : ( في ذات الوقت ) أنت تعرفين ما أقول ؟

الرجل : معذرة ، حسنا ، لم أقل ذلك بالتحديد .. لكن أنا مسرور بأنك تطرقت إلى ذلك أولا .

المرأة : أأنا تطرقت ؟

الرجل : ( في ذات الوقت ) نعم ، فعلت …

المرأة : ( في ذات الوقت ) أتقول أنك تحب أن تمارس الجنس معى ؟

الرجل : من المؤكد أن ذلك قفزة إلى الأمام في المخطوط ( المسرحية ) ألا تعتقدين ؟

المرأة : أوه ، هل تلتزم بالنص في تلك المواعيد الغرامية ؟

الرجل : لم أقصد …

( صوت : يصفع الرجل المائدة كما لو كان يضرب على زر )

الرجل : ( مناديا بصوت عال ) ريست.

المرأة : ماذا ؟

الرجل : مجرد مزاح .. أعتقد .

المرأة : ترى هل أجعلك عصبيا ؟

الرجل : لا . لا . دعينا نعود إلى ما كنا فيه . لقد سألتينى سؤالا .

المرأة : أأنا سألت ؟

الرجل : أتود أن تمارس الجنس معى ؟ حسناً، أوكيه – سأجيب عن ذلك … محتمل جداً .

المرأة : ” محتمل جداً ” ؟ حسناً ، على الأقل  نعرف أنك ضد الوساس الجنسى .

الرجل : هاه ؟

المرأة : لكنك مهتم . صحيح .

الرجل : لماذا لا يمكن أن أكون  مهتما ؟

المرأة : و لماذا تود أن تكون ؟

الرجل : هل تمزحين ؟

المرأة : لا . في الواقع أحب أن أعرف .

الرجل : أنت امرأة جميلة جداً !

المرأة : هل تعتقد أننى مثيرة  جنسيا؟

الرجل : بالظبط !

المرأة : و هل كونى مثيرة  جنسيا كافٍ لأن يجعلك تمارس الجنس معى ؟

الرجل : و لماذا لا يكون ذلك ؟

المرأة : أليس لدى أى شيء آخر يثير اهتمامك ؟

الرجل : حسناً ، أنا متأكد أنه يوجد ما يثير اهتمامى ، لكن لم أستطع مقاومة ملاحظة هذا …أوه … هذا الجانب فيك أولاً .

المرأة : ( محاولة أن تفهم ) إذن ، هل تقول أن انجذابك لى شرط ضرورى ؟

الرجل : هاه ؟

المرأة : ( لنفسها ) هذا في الواقع أكثر تعقيداً مما أدركت ؟

الرجل : ما هذا ؟

المرأة : القيام باللقاء الأول .

الرجل : هل قلت لى أن هذا أول لقاء لك ؟

المرأة : حسناً ، نعم ، في حقيقة الأمر ، هو كذلك .

الرجل : كيف يفعل ذلك ؟ هل سبق أن عشت تحت صخرة ؟

المرأة : لا ، أوه … كنت أعيش في دير .

الرجل : لا أفهم .

المرأة : حتى قبل ثلاث شهور مضت .

الرجل : هل تقصدين أنك راهبة ؟

المرأة : كنت راهبة . أخت في نظام الدومينكان ، على وجه التحديد  .

الرجل : أوه يا ربى!

المرأة : حسناً ، يسرنى أن أسمع أنك لست ملحداً. هل أنت كاثوليكى ؟

الرجل : ماذا تقولين … ؟ أوه ، هذا مجرد تعبير .

المرأة : بالنسبة لى كان حقيقياً تماماً .

الرجل : لست كاثوليكياً . ومن الناحية الواقعية ، أنا ملحد .

المرأة : بدأت أعتقد ماذا أكون أنا أيضاً .

الرجل : أذلك هو السبب في رحيلك ؟

المرأة : لا ، لقد أردت أن أجرب الحياة على نحو مباشر و ليس على  الهامش .

الرجل : واو ! انتظرى – لابد أن ذلك يعنى أنك لم تمارسى الجنس مطلقا عندما كنت …

المرأة : لا .

الرجل : حسناً ، لا تقلقى – لن أسعى لسؤالك إذا كنت ما تزالين عذراء .

المرأة : شكراً لأنك لم تسألنى  عن ذلك .

الرجل : عذراء في الـدير ؟ من المحتمل أن تكونى أنت الوحيدة .

المرأة : لكن ، قل لى – لماذا تحب حقاً أن تقوم بكل هذه المواعيد الأولى ؟

الرجل : من قال أننى أحبها ؟

المرأة : أنت قلت أنها كانت لطيفة . مثيرة … محيرة – أعتقد أن هذه كانت كلماتك على وجه التحديد.

الرجل : لقد وصلت للتو من أجلك .

المرأة : لا أفهم .

الرجل : أنت تفهمين … حسناً ، اوه . يعرف الجميع أن الرجال دائماً يحاولون الكذب – أوه ، آسف ، أقصد أتطلع لأن أكون حميمياً . لذلك من السهل الحديث عن – لكن نظراً لأنه عادة لا يكون الكلام عن ذلك صريحا  ، فإن ذلك يجعلنى أبدو ، لا أعرف ، جريئاً أو حاداً أو شيئاً من هذا القبيل .

المرأة : لا أفهم .

الرجل : انظرى – لا يمكن لى أن أكون صادقاً معك لأنك راهبة .

المرأة : لست راهبة .

الرجل : صحيح . لكنك أعتدت أن تكونى راهبة . ( معزياً روحه )

الرجل : تخرجنى المواعيد عن طورى تماماً . و من المحتمل أن أعوض ذلك بإدعاء القوة . أعتقد أن ذلك يجعلنى أفقد الكثير من النساء ، لأنه … حسناً . لم أفعل أبداً ذلك الذى يوصلنى للموعد الثانى

المرأة : و كيف نفسر ذلك ؟ أقصد ، أنت تبدو رجلاً لطيفاً و كل …

الرجل : حسناً ، لا بأس ، الحقيقة أن … حتى مؤخراً … كنت كاهناً ، كاهن يسوعى .

المرأة : قلت أنك لم تكن كاثوليكياً .

الرجل : لم أقل . تخليت عن كل ذلك ، مثلك تماماً .

المرأة :لا أصدق هذا .

الرجل : أعرف ! إنها لصدفة مدهشة . أليس كذلك ؟ ما الخلاف ؟

المرأة : ذلك بيتى ! أقصد – لست راهبة .

الرجل : أعرف – لقد تخليت عن ذلك .

المرأة : أنا لم أتخلى عن ذلك .

الرجل : إذن أمازلت راهبة ؟

المرأة : لا !

الرجل : ألم تكونى راهبة  مطلقا؟

المرأة :أنا اخترعت كل ذلك . لقد تربيت على اللوثرية ( مذهب لوثر ) الآن أمارس اليوجا .

الرجل : لماذا تكذبين على ؟

المرأة : كنت أريد أن أعرف إذا ما كان يمكن يربطنا ما هو أكثر من قوة الجنس ؟

الرجل : واو !

المرأة : و قد نجح ذلك . أعتقد أننى عرفتك أكثر مما كنت أتوقع – أقصد اعتقدت أننى عرفت أفضل – لكن كاهناً ! من كان يمكن أن يخمن ذلك على الإطلاق ؟ إن ذلك  يجعل من حقى استخدام مثل هذه الحيلة .

الرجل : كانت حيلة رائعة . لقد خدعتنى . و أتفق معك – الناس تتورط بسرعة كبيرة جداً هنا .

المرأة : الآن أشعر بالحرج يا أبى . هل يمكن أن أناديك بأبى ؟ لا انتظر – أنت اعتدت أن تكون أباً .

الرجل : لا . ليس ذلك في الواقع صحيحاً.

المرأة : هل مازلت كاهناً ؟

الرجل : ( دقة ) لست كاهناً . ولم أكن أبداً . لقد نشأت يهودياً .

المرأة : ليس ذلك مزاحاً .

الرجل : أنا لا أمزح .

المرأة : تلك لعبة قديمة جداً . كان ذلك رهانى . لماذا حتى ترتبك ؟

الرجل : لقد كنا  نسبر أغوارنا – أنا – أنا أردت فقط أن أغير الموضوع .

المرأة : آسفة . من المحتمل هذا الأمر كله فكرة سيئة ؟

الرجل : ما هذا الأمر كله ؟

المرأة : دخول موقع المواعيد الأولى دوت كوم . أنت رجل لطيف للغاية . ما كان ينبغى أبداً أن أجرك إلى كل هذا .

الرجل : كل ماذا ؟

المرأة : أنا لست راهبة و لم أكن حتى انسانة لطيفة . أنا عصبية .

الرجل : أوه ، ذلك أوكيه ، الجميع عصبى هذه الأيام .

المرأة : فوق أننى عصبية . أنا مصابة بالهوس الجنسى .

الرجل : لا أفهم .

المرأة : أنا في الواقع أهتم بللقاءات مع أناس مثلى . فمن المفترض أن أحاول معرفة ناس بدون … كما تعرف … بدون القفز إلى السرير في أول فرصة تتاح .

الرجل : الهوس الجنسى ؟ تقصدين أنك تفكرين في الجنس طوال الوقت ؟

المرأة : أحاول بالكاد ألا أفعل ذلك ؟

الرجل : أمثلما يحدث الآن ؟ أنت تنظرين إلى وأنت تفكرين في ممارسة الجنس معى ؟

المرأة : قلت لك – أحاول ألا أفعل .

الرجل : لكن أتقولين أننى أغويك ؟

المرأة : في واقع الأمر – نعم ، أنت تفعل . لكن لا تأخذ ذلك بشكل شخصى . الجميع يغوينى .

الرجل : هذا يجعلنى غير مستريح إلى حد ما  .

المرأة : آسفة . فكرت أنك تحب الحديث عن الجنس .

الرجل : نعم ، لكن لا يعنى ذلك أننى لا أحب أن … أقصد لا أفعل في الواقع … لا أقصد لم أكن في الغالب …

المرأة : ما الذى تحاول أن تقوله ؟

الرجل : إنه إلى حدٍ ما شىء خاص جداً .

المرأة : خاص.

الرجل : يمكن أن يكون الرجال فترين ؟ أو هناك كلمة أخرى للرجال مثلى ؟

المرأة : أوه ، يا طفلى المسكين ! منذ متى و أنت هكذا ؟

الرجل : لأطول وقت أستطيع تذكره . لكننى أحاول أن أغير حياتى – أحاول الاتصال بالمزيد من النساء … حسناً ، جسدياً أكثر . ذلك هو السبب في انضمامى إلى اللقاءات الأولى دوت كوم .

المرأة : حسناً ، هذا أحسن شىء فعلته ! الآن هل التقيت بالشخص الذى تفهمه .

الرجل : ماذا تقصدين ؟

المرأة : أقصد أننى ربما أكون قادرة على مساعدتك .

الرجل : كيف ؟

المرأة : قبل كل شىء ، لماذا لا نحدد موعدا ثانياً ؟ أقصد نتخذ هذا القرار الآن – نستفيد من ذلك الطريق . ثم نستطيع فقط أن نستمتع بصحبة كل منا للثانى .

الرجل : هل تقصدين أننى  لم أكن أضجرك؟

المرأة : بالطبع لا ! إلا إذا كنت لا تفضل ذلك . لا أريد أن أجبرك على فعل أى شىء …

الرجل : ( في خجل ) لا . أعتقد أننى أحب ذلك

المرأة : جيد . ذلك ما توصلنا إليه إذن .

الرجل : أعتقد أننى أفضل هذا … إذن ، ما رأيك ؟ هل ينبغى أن أطلب العشاء الآن ؟

المرأة : لا أعرف– لست جائعة جداً ( دقة ) مثلاً– لماذا لا تأتى إلى شقتى ؟ أنت قلت أنك تحب ويستوود.

الرجل : ( بتردد ، لكن بقليل من الغبطة ) حسناً ، لا بأس … لو أصررت على ذلك.

( نهاية المسرحية )

المؤلف : ويليام فاوكس :  كاتب مسرحى أمريكى يعيش في مانهاتن و كونتيكت ، عرضت مسرحياته في 12 ولاية و مقاطعة  بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهو عضو نقابة المسرحيين الأمريكية .

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *