لا شيء

خاص- ثقافات

*إفدوكيموس تسولاكديس/ ترجمة:  د. محمد عبد الحليم غنيم

الشخصيات :

امرأة : متفرجة .

امرأة : ناقدة مسرحية .

رجل : المنتج .

امرأة : ضابطة الشرطة

   خشبة المسرح خالية ، نسمع الرسالة المسجلة التالية  :

     سيداتي . سادتي . يبدأ العرض بعد دقيقة واحدة . رجاء اغلقوا التليفونات المحمولة ، حقاً ، بعد دقيقة واحدة ستخفت الأضواء  إظلام . أشعة الأضواء الدافئة ، تغرق جميع أرجاء خشبة المسرح .

صمت .

صمت طويل .

صمت طويل جداً .

ثم فترة صمت أطول .

يطول الصمت ويطول .

ربما يمتد فى الطول حتى يصل إلى خمس دقائق .

المرأة – المتفرجة  جالسة فى الصف الأمامى ، تبدأ فى الهياج. تنظر حولها فى عصبية ، تتنهد . تنفخ وتنفخ . تربت على  قدميها بنفاد صبر .

المرأة – الناقدة المسرحية ، تجلس فى الصف الثالث ، وتشاهد العرض فوق خشبة المسرح بانتباه شديد ، تصبح منزعجة .

الناقدة : سشششش !

(تستدير المتفرجة  وتنظر فى تعجب )

صمت .

صمت طويل .

صمت طويل جداً جداً .

ثم فترة صمت أطول .

يطول الصمت ويطول .

يستمر الصمت طويلاً طويلاً .

حتى لأن يمتد لأكثر من خمس دقائق .

( ديالوج هامس )

المتفرجة : لا يمكن أن أصدق هذا .

الناقدة : ساه ! أرجوك الهدوء ؟

المتفرجة : أنا … أتريدننى أن كونى هادئة ؟

الناقدة : نعم ، أنت اجلسى ودعينا نشاهد العرض .

المتفرجة : أى عرض ؟

الناقدة : أوه ! ماذا تريدن ؟ ما هذا ، نقاش ؟ الهدوء !

المتفرجة : لا أصدق .

صمت .

صمت طويل .

صمت طويل جداً .

صمت طويل جداً جداً .

ثم صمت أطول .

يستمر الصمت أطول وأطول .

حتى لأنه يمتد لأكثر من خمس دقائق .

( تفقد المتفرجة  صبرها وتقفز . تخاطب خشبة المسرح الخالية )

المتفرجة : كم من الوقت سننتظر حتى يبدأ العرض ؟

الناقدة : اجلسى ! أين تظنين نفسك ؟

المتفرجة : ( إلى الناقدة ) لماذا لا تغلقين فمك ! ( إلى خشبة  المسرح ) هاى . ماذا يجرى ؟ كم يستغرق هذا من الوقت ؟

الناقدة : راقبى فمك قبل أن أستدعى الشرط ؟

المتفرجة : ( إلى الناقدة ) أوه اذهبى واستدعى أيا من يكون … ( إلى الخشبة الخالية ) مرحباً ! هل يوجد أحد هناك ؟ أريد أن أرى المدير !

الناقدة : سوف ترين . وقحة ، امرأة مثيرة للاشمئزاز

( بينما تفتح الناقدة تليفونها المحمول لكى تتصل بالشرطة ، تقفز المتفرجة  فوق خشبة المسرح )

المتفرجة : هل يمكن أن يسمعنى أحداً ؟ مرحباً ! هل يوجد أحد هناك ؟

الناقدة : ( فى التليفون ) نعم ، مرحبا .. أنا أتصل من .. المسرح  ، ثمة امرأة مجنونة تسبب مشكلة … إنها تقاطع العرض ، والآن هى فوق المسرح … أرجوك ارسل أحداً … اسمى كريستنا أسبرى ريف . أنا ناقدة مسرحية لمسرح ’’ ايفيرمور ‘‘ … نعم ..  شكراً لك … أرجوك تعالى سريعاً . إنها تبدو خطرة ، مثل المجنونة … نعم …. شكراً لك . ( إلى المتفرجة  ) ذلك سوف ترينه .

المتفرجة : هل أنا مجنونة ؟! أنت كلبة مسعورة ! أنا الذى أقاطع العرض … أمر لايصدق … ( إلى جانبى المسرح ) هل أحد هنا ؟

( الرجل – المنتج – يظهر من وراء خشبة المسرح . يشير إلى طاقم الإضاءة بفتح كابينة الأضواء ، تشتعل الأضواء . )

المنتج : ما الذى يحدث هنا ؟ من الذى أعطاك الحق فى مقاطعة العرض والصعود فوق خشبة المسرح ؟

المتفرجة : أى عرض ؟ ! لابد أنك تمزح ؟

المنتج : العرض بدأ منذ خمس دقائق .

المتفرجة : هل تحاول أن تدفعنى إلى الجنون  ؟ انظر … فقط رد لى نقودى التى دفعتها . وأنا سأخرج من هنا .

الناقدة : لن تذهب إلى مكان ، ستأتى الشرطة إلى هنا فى أية لحظة للقبض عليها . ذلك لكى تٌعلمها الأدب .

المنتج : الشرطة ؟ مالذى يحدث هنا ؟ ومن أنت ياماما ؟

الناقدة : ( تصعد إلى خشبة المسرح أيضاً ) كريستينا أسبرى ريف .ناقدة مسرح الـ ( إيفرمور ) أخشى أن أكون قد اضطررت إلى استدعاء البوليس . لا يمكن أن يكون لكل مخبول فى البلد الحق فى إهانة  مثل هذا العمل العظيم بهذه الطريقة !

المنتج : شكراً لك سيدتى . يشرفنى ، لكن ، ألا تظنين أن استدعاء الشرطة سيكون فيه قدراً من المبالغة ؟ يبدو فقط أن السيدة هنا ، وجدت صعوية فى استعياب التعقيد الدقيق فى هذه ” التحفة “ كما تسمينها أنت . أنا على ثقة أنه لو كان لديها قليل من الصبر ، لكانت قد انتشت فرحاً إلى نهاية العرض . ( إلى المتفرجة  ) اصبرى … انتظرى … عودى إلى الجلوس فى مقعدك . اهدئى ودعى نفسك لسحر ذلك المسرح . أنا متأكد ، أنك مع نهاية العرض سوف تكونين مسرورة .

المتفرجة : هل ستعيد إلى نقودى ، إن لم يحدث هذا ؟

المنتج : بالطبع ، بالطيع ، عودى إلى مقعدك الآن . رجاء ، سيدتى . سيدتى …

[ تعود المرأتان إلى مقعديهما من جديد ]

المنتج : ( إلى الممثلين ) هيا نبدأ من حيث توقفنا .

[ يغادر الكواليس ، تعتم الأضواء من جديد ]

صمت .

صمت طويل .

صمت طويل جداً .

صمت طويل جداً جداً

يستمر الصمت أطول وأطول .

حتى لربما يمتد لأكثر من خمس دقائق .

[ تبكى الناقدة بهدوء ، متأثرة بما تراه على خشبة المسرح . تحدق فيها المتفرجة  ، بلهفة ، تُستفز مرة أخرى . تصعد من جديد على خشبة المسرح ، من الواضح أنها فى مزاج لا يسمح بالمناقشة .]

المتفرجة : أريد نقودى الآن ، الآن قلت .

[ يظهر المنتج من وراء خشبة المسرح ، يشير إلى طاقم الممثلين أن يعيدوا الإضاءة مرة أخرى  فتشتعل الأضواء ]

المتفرجة : أعد لى نقودى الآن حالاً .

المنتج : ما الخطأ ؟

المتفرجة : لا تجادلنى . أريد نقودى . وأريدها الآن .

المنتج : رجاء ، اهدائى .

الناقدة : هذا مستحيل . أين البوليس ؟

الشاهدة : يجب على البوليس أن يقبض عليكم جميعاً أيها البلطجية ، بسبب خداع الناس وسرقة أموالهم بهذا الهراء  . نقودى .

المنتج : قلبى .

المتفرجة : قلت : اعطنى نقودى

الناقدة : ( تصعد على خشبة المسرح ) . هكذا . أنت حقاً غبية ؟ لا يمكن أن ترى أن الرجل مريض ؟

المتفرجة : حسناً ، لا تخيل علىً خدعه . لم تربنى أمى على الغباء .

المنتج : أية خدع ؟

المتفرجة : لم أدفع مبلغ تذكرة كاملة من أجل أن أشاهد لا شيء .

المنتج : وماذا عن القليل من العرض الذى حضرت لمشاهدته ؟

المتفرجة : ( لا تجيب )

المنتج : فهمت . إذن . لم يحاول أحد خداعك .

الناقدة : لا أفهم لماذا تبذل جهداً لكى توضح هذا  لها ، ألا يمكنك أن ترى أنها مخبولة ؟

المتفرجة : حسنا . إذا كان لك مثل هذا الذكاء الربانى ، لماذا لا توضحين بحق الجحيم ، ما الذى يجرى هنا ؟ ما الخطير جداً الذى من شأنه يجعلك فى الواقع تبكين ؟

الناقدة : ذلك هو كل ما أحتاج … لكى أعطيك درساً فى تقدير الفن . بالكاد أعتقد أننى المسئولة عن جهلك بالثقافة الجمالية .

المتفرجة : سأظهر لك عجزك عندما أصل إلى هناك وأركل مؤخرتك .

الناقدة : فقط حاولى هذا يا بنت!

( تأخذ موقف لاعبة الكارتيه أو شيئاً من هذا القبيل )

المنتج : سيداتى ، رجاء ، أهدأن . ( إلى المتفرجة  ) سيدتى ، هذا العرض يوضح ، إذا جاز لى أن أقول ، بطريقة أكثر تميزاً ، المأزق الذى يجد فيه الإنسان الحديث نفسه ، هو غياب المُثل العليا ، غياب الأهداف ، غياب العلاقات الحقيقية والقيم . الفراغ الروحى والعاطفى ، الذى نشهده اليوم وخلال هذا العصر . انظرى حولك ، انظرى داخل نفسك ، انظرى فى المرآة . صفر. صفر . لاشيء . لا شيء . لاشيء .

المتفرجة : نقودى .

المنتج : قلبى .

الناقدة : لماذا تقطع نفسك ؟ ألا يمكنك أن تلحظ أنها جاهلة وغير متعلمة ومعتوهة .

المتفرجة : إذا لم تعطنى نقودى الآن حالاً .. فسوف أهدم هذا المكان .

المنتج : قلبى .

الناقدة : أين الشرطة حقيقة ؟

المتفرجة : لماذا حقاً لا تخرسى قبل أن أركل مؤخرتك أيضاً ؟

الناقدة : من الأفضل أن تحترسى لكلامك ، وإلا حقاً اسمحى لى أن أعطيك هذه [ تأخذ وضع لاعب الكارتية أوشيئاً مثل ذلك مرة أخرى ]

[ تشدها من شعرها ، ويتعاركان تحت نظرات الخوف من المنتج الذى يحاول عبثا أن يفرق بينهما . تعوى صفارة الشرطة فى الخلفية ، تتجمدان ]

المنتج : ( إلى المتفرجة  ) قلت لك كونى صبورة ، ألم أقل لك ؟ هيا اذهبى إذن ، ها هو العرض الذى تريدينه .

المتفرجة : ما الذى تتحدث عنه ؟

المنتج : رجاء ارجعى إلى مقعدك ، سيبدأ العرض من جديد .

المتفرجة : هل تظن أننى غبية ؟

المنتج : لا مطلقاً . إن لم تكونى سعيدة بهذا الجزء من العرض . أود أن أؤكد لك ، سوف أعيد لك نقودك .

المتفرجة : ( لا تجيب )

المنتج : رجاء اجلسى . اجلسى .

[ تعود المرأتان إلى مقعديهما ]

المنتج : ( إلى طاقم الإضاءة ) أضواء .

[ تعتم الأضواء من جديد ، تظهر المرأة ، ضابطة الشرطة ، تصعد إلى خشبة المسرح ]

ضابطة الشرطة : مرحباً . من الذى يتشاجر فى هذا المسرح ؟

المنتج : ماذا يمكن أن أعمل من أجلك يا حضرة الضابطة ؟

ضابطة الشرطة : لقد تلقينا قبل دقائق قليلة  مكالمة حول …

المنتج : وجهك مألوف جداً … ساعدينى … تعملين حقاً بجوار المركز . هل هذا صحيح ؟

ضابطة الشرطة : رجاء سيدى …

المنتج : معذرة للأسلوب ، لكن لن أنس أبداً الوجه ، وأنا متأكد أننى رأيتك . حضرت لكى تطلبى منه يوم إجازة أو شيئاً ما … هيا ، لا يمكنك أن تخدعينى . لمثل هذا الوجه الفاتن والعينين المغويتين …..

ضابطة الشرطة : سيدى . رجاء ، لقد حضرت إلى هنا بسبب …

المنتج : أعرف ، أعرف … كيف حال مارك على أية حال ؟ ألم  يقلع بعد عن التدخين ؟

ضابطة الشرطة : لابد أنك وقعت فى بعض الخطأ ، الكابتن إمبرى لم يحاول أبداً أن يتوقف عن التدخين .

المنتج : لقد فكر فى هذا مع ذلك . ينبغى أن تعترفى بذلك . لايمكنك أن تقنعينى أنه لم يخطر على ذهنه أبداً ، الإقلاع عن تلك الأشياء الملعونة ؟

ضابطة الشرطة : يكفى ذلك لقد تلقينا رسالة عن شغب و …

المنتتج : شغب ؟ أى شغب ؟ هل ترين أى شغب هنا ؟

ضابطة الشرطة : إذن لابد أن هناك خطأ .

 ( تستعد للرحيل ) .

المتفرجة : ( قافزة  من مقعدها) ليس هناك أى خطأ ،. (مشيرة إلى ضابطة الشرطة ) . هى اتصلت بالشرطة من أجل هذا الحرامى .  (تشير إلى المنتج ) اقبضى عليه

( تصعد إلى خشبة المسرح )

المنتج : إنها تواصل عمل تلك … المقاطعة للعرض ! لماذ تقاطعين ؟ فقط منذ خمس دقائق كان لديك مشكلة ، مع حقيقة أن لا شيء يحدث على خشبة المسرح . الآن لديك مشكلة ، أن شيئاً ما قد حدث . ما الذى تريدينه بالضبط ؟

الناقدة : ( إلى المتفرجة  ) اتصلت بالشرطة لكى يتم القبض عليك .

ضابطة الشرطة : ما الذى يجرى هنا ؟ من هذه المرأة ؟

المنتج : ( هامساً إلى الضابطة ) متفرجة ، وتريد أن يستمر العرض .

ضابطة الشرطة : ( إلى الناقدة ) اصعدى إلى خشبة المسرح من فضلك .

المنتج : ليس هناك فى الواقع حاجة إلى ذلك . ( يشير إلى المتفرجة  ) على أى نحو . السيدة ممثلة ولديها الاستعداد أن تقوم بتقديم العرض .

الناقدة : حقاً ؟ هل أنت ممثلة ؟ وأنا هنا ، طوال كل هذا الوقت أعتقد … ذلك رائع …. عرضك حى جداً . أنت حصلت على عرض نقدى منى . وأنا آسفة جداً عما حدث من قبل . لم أكن أعرف . لكن ماذا أعمل فوق هنا ؟

( تستعد للذهاب إلى مقعدها )

ضابطة الشرطة : اننظروا لحظة ، أنا فى حاجة إلى تفسير .

الناقدة : أوه ، أفهم … هذا واحد من تلك العروض التفاعيلة . أنا حقا غبية . كان ينبغى أن أخمن ، لكنه كما ترى ، أنا لست مجرد مشاهدة بسيطة ، تخير شخصاً آخر لأننى يجب أن أنزل إلى هناك ، أشاهد …

المتفرجة : مضحك جداً ، لكن ألا تعتقد أن هذا صار حقاً مملاً ( إلى المنتج ) أعطنى نقودى لكى أستطيع أن أخرج .

المنتج : قلبى .

الناقدة : رائع ، رائع .

المتفرجة : أوه اخرسى يا عاهرة .

الناقدة : نعم ، وجهى إلى الأهانة ، لقد رأيت عرضاً مثل هذا العرض فى برلين . مسرح العنف ، أوه ، أحب مسرح العنف ، يقول انتونى آرتو أن …

المتفرجة : فقط اخرسى قبل أن …

ضابطة الشرطة : ما الذى يحدث هنا ؟ ( إلى المتفرجة  ) هل أنت ممثلة يا سيدتى أم لا ؟

المتفرجة : بالطبع لا .

المنتج : لكن بالطبع هى ممثلة . أنا مندهش لأنك لم تعرفيها .

الناقدة : حسناً ، هناك الكثير جداً من الجدد كل عام . ومن المستحيل أن تقولى لهم ابتعدوا .

المتفرجة : أنا لست ممثلة وكل ذلك .

المنتج  : يتطلب دورها أن تنكر أنها ممثلة ، يحدث هذا للعديد من الممثلين  . إنهم يتماهون مع الدور الذى يلعبونه بعمق شديد ، لدرجة أنك لا تستطعين أن تنتزعى ذلك الشىء من رؤوسهم . ( إلى المتفرجة  ) اهدئى يا عزيزتى . نحن لا نمثل الآن . أجيبى على سؤال السيدة ، والتى تسألك بلطف شديد . هل أنت ممثلة  أم لا ؟

المتفرجة : لا لا لا لا .

المنتج : كما ترى ؟ ثابت فى رأسها ، لكن لا تقلقى ،  حتى لو كنت فى مهمة عمل ، وعادة هذا النوع من الأشياء غير مسموح به ، سوف أسال صديقى الكريم مارك أن يسمع لك .

المتفرجة : ( فى حركة سريعة وخفيفة ، تستولى على المسدس من جراب الضابطة وتصوبه نحو المنتج ) قل لها أننى لست ممثلة ، أنا لست ممثلة .

المنتج : قلبى .

الناقدة : ماذا يفترض على أن أعمل الآن !

المتفرجة : اخرسى عندما أبدا يا غبية !

ضابطة الشرطة : اهدئى وسلمينى بهدوء السلاح . يمكن أن يتم القبض عليك بسبب هذا .

المتفرجة : لن أعطيك الزفت .

ضابطة الشرطة : إذا أعدت السلاح إلى الآن حالاً ، فسأنسى هذا الذى حدث ، ويمكنك أن تعودى إلى البيت ، بلطف وسهولة .

المتفرجة : لا أريد أن أعود إلى البيت ، لن أعود أبداً إلى البيت من جديد ، هنا .

الناقدة : هل أنا فى المكان الصحيح هنا ؟ هل ينبغى أن أتحرك … ؟

المتفرجة : كيف يمكن أن تكونى غبية إلى هذا الحد ؟

الناقدة : ألا تود أن تمنع التمادى أكثر من ذلك ؟ سيدى …. ما اسمك ؟ … سأكتب المراجعة الأسوأ أبدا عن عرضك . كان العرض مشوقاً جداً فى البداية ، لكنى لست سعيدة على الإطلاق بخصوص ما يجرى الآن .

المنتج : لقد ثم إيقاف العرض لبعض الوقت الآن .

الناقدة : آه ! أنت لست ممثلة .

المتفرجة : واو ! كيف كنت تخمنين على أى نحو ؟

الناقدة : لا يمكن أن يعزى أسلوبك للتأثر بأى مدرسة بالطبع . بالطبع واقعية باهتة جداً ، ومع ذلك أستطيع أن أقول ذلك… لذلك هل لابد حقاً أن تمسكي المسدس كل هذا الوقت وتهددينا ؟ أعتقد أننى سيغمى علىً .

المتفرجة : لا تقلقى . لن أوقفك كثيراً جداً . فقط أريد نقودى أن تعود ولا شيء آخر . أقسم لن يخدعنى أحد أبداً مرة أخرى . وهذه سأفى بوعدى .

المنتج : لكن سيدتى . أعتقد ، أنك تعانين من نوع من الاضطهاد . من الذى يحاول خداعك ؟

المتفرجة : زوجى .

المنتج : زوجك ؟

المتفرجة : نعم ، زوجى . ولا ينبغى أن ينظر كل منكما إلى الآخر بهذه الطريقة ، لأننى لم أفقد هذه بعد .

الناقدة : ما الذى نستطيع أن نعمله مع زوجك ؟

المتفرجة : أنت ، شخصياً ، لا شيء ، لكننى فعلت ، أو على الاقل حتى ساعة مضت ، عندما ضبطه فى السرير مع تلك الفأس  فى سريرنا . يا إلهى ! أنا على وشك الجنون ..

( تبدو كما لو كانت على وشك السقوط . يقترب الآخرون منها ، بقلق )

تجمدت !  صار ذهنى خالياً . تمنيت لو كان معى مسدس ، لضربتهما معاً . فقط هكذا . خرجت مسرعة  و جريت فى الشارع ثم واصلت الجرى . اعتقدت  أنه يمكن أن يجرى ورائى . لقد كرهته أكثر من أى شيء كرهته مطلقاً فى حياتى . لكنى مازلت أريد أن أسمعه يقول  ” حبيبتى ، دعينى أوضح ” أو شيء ما مثل ذلك ، بأى شكل  ، لكنه لم يفعل أى شيء . جريت كما لو كان شخص ما يجرى خلفى . لا أعرف كم من الوقت جريت . لم أكن أفكر فى أى شيء مطلقاً . لا شيء . لا شيء .. لا شيء . لا شيء ... و عندئذ وجدت نفسى أمام المسرح . لاشيء . فى حروف كبيرة ، فكرت أنها كانت إشارة من الله .أو شخص ما.اشتريت تذكرة و دخلت . احتجت إلى رؤية قصة ، أن أتماهى مع أحدٍ ما ، مع شيء ما ، لمكان ما يسمح بإخراج هذه العقدة التى فى معدتى . لم يسبق لى أبداً أن ذهبت لمسرحية من قبل كما تعلمون … هذه هى المرة الأولى لى ، ويبدو أنها ستكون الأخيرة .

( فى تلك اللحظة بالضبط تسحب الناقدة المسدس من يديها و تصوبه مباشرة نحوها )

الناقدة : لا تتحركى و إلا سأطلق النار عليك! هل  تظنين أنه ليس لدينا شيء لنفعله أفضل من الوقوف حولك ، و الاستماع إلى خراءك ؟ من تظنين نفسك ؟ قاطعت العرض بأكمله . استدعيت هذه الجحيم  من قوة الشرطة لكى تحضر إلى هنا . فقط لكى تقولى لنا أنك ضبطت زوجك مع امرأة أخرى ؟ هل تعتقدين حقاً أننى سأعطيك أى اهتمام  بمشكلاتك ؟ نصف النساء فى الخارج ضبطن أزواجهن مع امرأة أخرى . هاه هاه ! ولم يعملن ضجة كبيرة مثلك  و لم يقتحمن المسارح ، و يُفسدن العرض ، هل سألتينى كم عدد المرات التى ضبطت فيها زوجى  مع أمرأة أخرى ؟ هل سألتينى ، كم من الوقت منذ أن كان زوجى مع امرأة أخرى ؟ كم من الوقت . هل سألتينى؟ أجيبى . كم من الوقت ؟

المتفرجة : ( لا تجيب )

الناقدة : كم من الوقت ؟ أجيبى .

المتفرجة : و كيف يفترض أن أعرف ؟

الناقدة : أجيبى !

ضابطة الشرطة : سيدتى ، اهدئى .

الناقدة : لن أهدأ .

ضابطة الشرطة : أعطينى المسدس …

الناقدة : لن أفعل ! ( إلى المتفرجة  ) الآن ، اذهبى و اجلسى فى هدوء و شاهدى بقية العرض . بالطبع سيكون ذلك المسدس فوق رأسك ، لكنه سيعلمك ألا تكونى وقحة للغاية . على أية حال ، سيكون ذلك فرصة جيدة للضابطة التى معنا هنا ، لكى تأخذ فكرة عن القضايا التى سوف تتعامل معها ؟ هل تعتقدين أنه كان يمكنك أن تنصرفى  بعد كل هذا  هكذا ؟ لقد أفسدت العرض .ثم تريدين استعادة  نقودك ؟ الآن ، سأريك من أكون أنا . عودى إلى مقعدك الآن ! ولا تصدرى أى صوت آخر ! ( إلى الضابطة ) و أنت ، اذهبى وقفى فى آخر الركن هناك ، بجوار الصف الأول . ( إلى المنتج )  هل تعتقد أن علينا أن نشاهد العرض من حيث تركناه .أم نعود إلى القمة ؟

المنتج : أعتقد أن العرض قوطع فى منتصف المشهد العاشر بالضبط . وسيكون من الصعب جداً أن نبدأ من حيث انتهينا . من الأفضل أن نأخذها من القمة .

الناقدة : كما ترغب .

(تشيرالناقدة بالمسدس بثبات نحو المتفرجة  ، والتى تكون قد اتخذت مقعدها . تعود الناقدة إلى مقعدها أيضاً ، بينما تتخذ الضابطة موضعها فى مقدمة الصف الأول ، أما المنتج فيشير إلى طاقم  الإضاءة وهو يخرج من خشبة المسرح عبر الكواليس . ثمة وهج أضواء دافئة فوق خشبة المسرح )
صمت .
صمت طويل .
صمت طويل جداً .
صمت طويل جداً جداً .
ثم فترة صمت أطول .
يستمر الصمت طويلاً و طويلاً .
حتى لأن يمتد لأكثر من خمس دقائق .

( تقفز المتفرجة  من مقعدها ، مربدة الوجه من الغضب ، تصعد إلى خشبة المسرح )

المتفرجة : ( إلى الناقدة ) تطلقين على النار . أوكيه ؟ حقاً أطلقى على النار .

الناقدة : اجلسى يا مجنونة .

المتفرجة : اطلقى على النار ! لا يمكن أن أهتم بأى شيء من هذا .

( تصعد الناقدة على خشبة المسرح ، مصوبة المسدس نحوها ، فى تلك اللحظة يظهر المنتج من الكواليس )

الناقدة : فقط اجلسى …

( فى تلك  اللحظة تتسلل الضابطة نحوها ، وبحركة سريعة ، تشل حركة ذراعيها )

الضابطة : اثبتا ! كلاكما . أنت وهى . صبرت عليكما بما يكفى .

المنتج : أخيراً ، دعونا يكون لدينا قليل من النظام هنا ، لقد كان هناك ما يكفى من المقاطعات فى أول ليلة .

الضابطة : افتح فمك بعد ذلك مرة أخرى و سأطلق عليك النار .

المنتج : لكن … أنا لم أفعل شيئاً .

الضابطة : كل هذا غلتطك . ما كان يمكن أن نصل لهذا أبداً لولاك و لولا صراخك .

المتفرجة : أوه يا إلهى ! لقد ظننت أننى كنت مجنونة .

المنتج : هاى ، رجاء ، أنت تهيننى ، هل أنا حرامى ؟ هل تشكين فى شرفى و سمعتى ؟ لقد أهنت حقا ؟ و لا أحب مثل هذه اللهجة أيضاً !

ضابطة الشرطة : أنت شريف ! صحيح ! هيا بنا نعود قليلاً ونتذكر شيئاً أو اثنين . هل لديك ذاكرة جيدة . صحيح ؟ انتقائية إلى حدما ، لكن جيدة . أنت لم تلتق بى فى مكتب الرئيس ، لكن كان ذلك هنا منذ سنوات قليلة . أنا ممثلة ، أو على الأقل حاولت أن أكون . لقد تخرجت من مدرسة التمثيل بمستوى ممتاز ، و ظن الجميع أننى سأكون نجمة . كنت جيدة جداً ، على الأقل ذلك ما قاله الناس . أوقفت اختبارات الأداء بسبب الموسيقى فى ذلك الوقت ، حاولت أن …

المنتج : أتذكر شيئاً ما ….

ضابطة الشرطة : لا تقلق ، أنا أتذكر كل شيء . كنت مدربة جيداً . قدمت أفضل عرض على الأطلاق . غنيت ورقصت ، مثلت كوميديا ودراما ، وارتجلت ، بدا الجميع سعيداً بأدائى . وبعد عدة أيام ، علمت أن البروفات قد بدأت ، ولم تتصل أنت بى أبداً …

المنتج : لقد أكدت أننا ينبغى أن نختارك ، لكن المخرج لم يرد أن …

ضابطة الشرطة : ( كما لو كانت لم تسمعه أبداً ) لقد ذهبت إلى طنٍ من اختبارات الأداء . كان الجميع سعيداً دائماً . لكنهم فى النهاية يختارون أحداً غيرى . مر الوقت وكل أصدقائى فى المدرسة ، حصلوا على وظيفة بعد وظيفة وأنا الأكثر موهبة … أقرأ سطرين من كلام معسول ، وأجرى من منتج إلى منتج ومن مخرج إلى مخرج ، يقول الجميع أننى موهوبة ، لكن هل أعطونى وظيفة ؟ لا شيء . استغل صديق لى بعض نفوذه ؛ وذهبت إلى أكادمية الشرطة ، وها أنا هنا شرطية . صار حلم جدى حقيقة ، عندما قالوا لى أن هناك اتصال من هنا ، فكرت ألا أحضر . وكنت قد أقسمت على نفسى ألا تطأ قدماى المسرح أبداً مرة أخرى . وحضرت بعد كل ذلك . ربما لأننى أردت إجابة عن السؤال الذى كان قد التصق بذهنى كل هذا الوقت . لماذا ؟ لماذا لم أحصل على فرصة فى المهنة ؟ لماذا لم أحصل أبداً على دور فى التمثيل  ؟

الناقدة : ( إلى المنتج ) دعنى أجيب ، لا أعرف أى موهبة لك ، أو كانت الأقل ، لكن اسمحى لى لن أوضح ما قد رأيته فى أدائك حتى الآن ، مبتذلة ، يا حبيبتى مبتذلة جداً . أنت ممثلة مبتذلة . وإلا كيف يمكن أن أصوغ ذلك ؟ أداء مُبالغ فيه . ماذا كنت تظنين نفسك أبداً ؟ سيئة جداً ! الزمن تغير يا بيبى . وأنت مازلت تعيشين فى زمن جدتك . أعتقد كونك شرطية هو أكثر مما تستحقين  .

المتفرجة : كيف يمكن أن تكونى قاسية إلى هذا الحد ؟ فقط هذه المرأة كشفت عن روحها من أجلنا وأنت …

ضابطة شرطة : هى على حق . يصعب دائماً سماع الحقيقة . لكنها على حق . ليس لدي  شيء . ( توجه المسدس لنفسها ، تضعه على صدغها ) تعالوا هنا ، هذا هو الشىء الصحيح الذى كان ينبغى  أن يفعل  ، لابد  أن أواجه مصيرى ، فوق خشبة المسرح ، من كان قد فكر ؟

[ تغلق عينيها ، وبمجرد أن تفتح الزناد ، يسحب المنتج المسدس من يدها )

المنتج : يكفى ذلك . اذهبى إلى بيتك لتفجرى رأسك إذا أردت . أيتها الممثلة … كل معتوه ، قبيح ، مبتذل .. يذهبون جميعاً إلى ذلك المكان … ما اسمه ؟ مع القديس ؟ ما ذلك القديس الذى يذهب إليه الجميع ؟

الناقدة : المداوى على ما أعتقد .

المنتج : على أية حال … ليس ذلك هو الموضوع . كنت جيدة كما تقولين ، وحاصلة على مستوى ممتاز . هل تعلمى كم عدد الطلاب الحاصلين على هذا المستوى  وأرى أنهم لا يعرفون حتى كيف يمشون على خشبة المسرح ؟ . دعينا نرى فقط كيف تكونين جيدة إذن . هذه المرأة هنا تريد العرض الذى من شأنه أن يساعد فى علاج العقدة التى فى بطنها . هيا إذن، مثلى شيئاً ما .

ضابطة الشرطة : رجاء ، لا تجعلنى أعمل هذا .

المنتج : هيا ، مثلى .

ضابطة الشرطة : أطلق النار علىً . أفضل أن أموت على أن تحرجنى بهذه الطريقة .

المنتج : الدرس رقم واحد . أى واحد يفضل الموت بدلاً من أن يكون الأحمق الخالى من موهبة  التمثيل .

المتفرجة  . لا تعمل ذلك معها . إنه شيء غير إنسانى .

المنتج : ( يصوب المسدس نحو المتفرجة  ) مثلى وإلا سأطلق عليها النار .

ضابطة الشرطة : لا أستطيع أن أتذكر شيء ، كان ذلك من وقت طويل جداً .

المنتج : مثلى .

ضابطة الشرطة : ( من مسرحية ” النورس ” لتشيكوف ، منولوج نينا الأخير)

  لماذا لا تقول لى أنك قبلت الأرض التى مشيت عليها ؟ يجب عليك قتلى بدلاً من ذلك . أنا متعبة جدا . لو كان بإمكانىى فقط أن أستريح  …لو أستريح  . أنا نورس – لا . لا – أنا ممثلة  . هو هناك أيضاً.  بقطع النظر ….

المنتج : اظهرى بعض الإحساس فى هذا.

ضابطة الشرطة : هو الذى لا يؤمن بالمسرح ، اعتاد أن يسخر من أحلامى ، وشيئاً فشيئاً أصبحت مكسورة القلب ، وملت إلى تصديق ذلك أيضاً … وسرعان ما صرت تافهة وبلا روح وأمثل أدوارى بلا معنى ….

المنتج : بانفعال ، مزيداً من الانفعال.

ضابطة الشرطة : لم أكن أعرف أبداً ماذا أفعل بيدىً ، ولا أجيد الوقوف على الخشبة ولا أتحكم فى صوتى ….

المتفرجة : ألا تستطيع أن ترى أنها  تعانى ؟

ضابطة الشرطة : لا يمكنك أن تتخيل تلك الحالة التى تشعر فيها بأنك تمثل بصورة فظيعة …. المنتج : أكملى ..

ضابطة الشرطة : أنا نورس ….

الناقدة : أنت ممثلة مبتذلة .

ضابطة الشرطة : لا . لا . ليس ذلك ما أقصد أن أقول ….

الناقدة : امرأة مسكينة !

ضابطة الشرطة : لقد تغيرت الآن . الآن أنا ممثلة حقيقية أمثل باستمتاع ، وباعجاب ، أنا منتشية بذلك . وأشعر أننى رائعة ….

المنتج : أنت لا شيء ، إن لم تستطيعى أن تمنحيها العزاء ، فأنت لا تساوى شيئاً ، سأمنحها أنا العزاء إذن …  ( يصوب المسدس نحو المتفرجة  )

ضابطة الشرطة : أعرف الآن ، أفهم أخيراً … ليس الشرف ولا البريق الذى كنت أحلم به هو المهم ، بل القدرة على الصبر . يجب على المرء أن يعرف كيف يحمل صليبه ، ويجب أن يكون لديه الإيمان . إننى أؤمن ، ولذلك لا أتألم بتلك الدرجة وعندما أفكر فى دورى فى الحياة لم أعد أخشاها ….

المنتج : ( إلى المتفرجة ) هيا ، ابكى . أليس ذلك ما أردتيه .

المتفرجة : لا أستطيع .

ضابطة الشرطة : هل نسيت … كم كان الماضى طيباً ؟ وكم كانت الحياة مرحة و دافئة . رقيقة وطاهرة ؟….

المنتج : ( إلى المتفرجة  ) ابكى !

ضابطة الشرطة : كل الرجال ، والوحوش والأسود والنسور و السمان ، والغزلان ذات القرون والأوز والعناكب ، والأسماك الخرساء التى تعيش فى المياه ، ونجوم البحر والمخلوقات التى لا تراها العين …

المنتج : هيا . ابكى .

ضابطة الشرطة : …الحياة ، انطفأت بعد أنجزت دورتها الكئيبة ….

المنتج :  هل تنوين البكاء ، وإلا سأطلق عليك النار .

المتفرجة : لا أستطيع ….

ضابطة الشرطة : لقد مرت ألاف السنين والأرض لا تحمل على سطحها أثر لحى ، وعيثا يضيئ هذا القمر المسكين الآن مصباحه . ولم تعد تسمع صرخات اللقالق فى المروج . أو أزيز الخنافس فى بساتين الليمون … ’’

المنتج : ( فجأة ، يطلق النار على الشرطية ، وإلى المتفرجة  ) الآن ، هل يمكنك ؟

المتفرجة : لا .( طويلة جدا )

ضابطة الشرطة : هش ! يجب أن أذهب . وداعاً . عندما أصبح ممثلة مشهورة تعالى لكى ترانى … لكن الآن ، فقد تأخر الوقت ….

[ تسقط على الأرض ، ميتة . تنظر إليها المتفرجة  ، وهى غير قادرة على الكلام . أما الناقدة فغير مبالية ]

المنتج : ولا حتى الآن ؟

[ المتفرجة  ، فى حالة صدمة ، تقترب  من المرأة الميتة ]

المنتج : ابكى ؟ ماذا تريدن أكثر من ذلك ؟ ابكى .

( تحاول المتفرجة  الثأثأة بشيء ما ، لكن دون جدوى . يفقد المنتج صبره ويطلق النار ، فتسقط المتفرجة  على الأرض ميتة.)

الناقدة : أخيراً ، كنت قد بدأت أعتقد أنك فقدت السيطرة التامة على الموقف .

المنتج : لماذا اعتقدت ذلك ؟

الناقدة : لا أعرف ، لقد رأيت شيئاً أو اثنين فى حياتى .

المنتج : هل تودين أن تقدمى لى يد المساعدة هنا ؟

[ يحملان الجثتين إلى خارج المسرح ]

الناقدة : ( مشيرة إلى المسدس ) وماذا عن هذا ؟

 المنتج : ينبغى أن نتركه هنا ، سوف نحتاج إليه فى الفصل الأخير .

[ يضع المسدس  فى وسط خشبة المسرح ]

سيدتى …

( تعود الناقدة إلى مقعدها من جديد )

المنتج : ( إلى الممثلين ) دعونا نواصل من حيث توقفنا .

[ بينما المنتج يختفى وراء الكوليس ، تعتم الإضاءة ، يغرق المسرح من أدناه إلى أقصاه بوهج الأضواء الدافئة ]

صمت .

صمت طويل .

صمت طويل جداً .

صمت طويل جداً جداً .

ثم صمت أطول .

يستمر الصمت طويلاً طويلاً .

حتى لربما يمتد لأكثر من خمس دقائق أو بقدر ما تأخذ موسيقى شوبرت ” ثلاثية الحجرة ”  وقتها – والتى تؤدى بالفعل فى الخلفية – إلى النهاية

إظلام

 

_________
المؤلف : إفدوكيموس تسولاكديس: (
Evdokimos Tsolakidis )

   ولد إفدوكيموس تسولاكديس في مدينة سالونيك  فى اليونان عام 1962، هو ممثل يونانى، ومدير مسرح، و معلم دراما، والمؤسس والمدير الفني لمسرح التغيرات ،. تخرج فى المدرسة الثانوية في سالونيك. ودرس في كلية الطب في جامعة روما. وحصل على دبلومة من مدرسة الدراما في المسرح الوطني في شمال اليونان مع مرتبة الشرف. ثم تابع دراساته في الدراما والتمثيل والإخراج في مدينة نيويورك (HB ستوديو، ستوديو الممثل) الذي تموله حكومة الولايات المتحدة الأمريكية (مؤسسة فولبرايت). وهو أيضا خريج الجامعة اليونانية المفتوحة (قسم العلوم الإنسانية والثقافة الأوروبية). وقد عمل كممثل في العديد من الفرق، وشارك في إنتاج الأعمال السينمائية والتلفزيونية وإخراج المسرحيات في اليونان والخارج. وقد عرضت له اولى مسرحياته ” أثينا – موسكو ” وهى من إخراجه ايضا  لمدة سنتين (2001/ 2002 -2003 ) والتى نشرت  مع مسرحيته الثانية  ” لا شيء ” فى كتاب  عام   1998فى اليونان . كما نشر أيضا كتابا بعنوان ”  التمثيل ” , وفي أبريل 2010 تم انتخابه في مجلس إدارة المركز اليوناني للمعهد الدولي للمسرح كعضو ومدير مسرحى. أن أ

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *