مُقَدمَات لسُوء الظّن

خاص- ثقافات

*سيومي خليل

سُوءُ الظَّن هَذَا
ولَيدُ تَفَاصِيل صَغِيرَة تَنَام مَعي
وتَحلُم بأنَّها تَخْنُقُني .
لم يَكن هُنَاك فِي السَّاحة المقَابلَة للنَّفْس
غَير هَذه التَفاصِيل
هي الوَحيدَة التي كَانَت تَرتَدي أَبْهَى مَلاَبسهَا
وبَدَت أنَّها تَنْظرُ جهَة القَلْب .
سُوءُ الظَّن وَليدُ
بَلَدٍ
تَزَاوج دُونَ علْمِه مَعَ فَسادٍ
فَرَأى فَجْأةً أنَّه عَبْد
لأَحَاسِيسَ كَثيرَة غيرَ مَفْهُومَة .
قُلتُ :
هُنَاك فُرْصَة كَي تخْرُجَ أيُّهَا العَبد
من سَطْوة التَّفَاصيل الصَّغِيرَة
هنَاكَ هَامِشْ لتَرَى نَفْسَك عاريَا
منْ كُل تِلكَ الأَحَاسِيس
التي تَنْبُتُ دُونَ رِعَاية منَ الشَّمْس.
لكن لاَ شَيء ممَّا تَمْنَحُهُ الحَياة
فِي بَلَدٍ جَامِد
يجْعَلُ المَّقَاومَة أمْرَا مَطْرُوحَا
لا شَيء غَيرَ الكَثير من أشَواك
الشّك
والشرْك
تَتَعوسج دَاخلَ الصَّدْر
كَتَعوسج زُهور صبَّار شَوكية .
سُوء الظن هذَا
نَتِيجَة حَتْمِية لوَاقِع لمْ يَكْتَشف
دَاءَه المُّعدي إلاّ حينَ بَدَأ يُحقِقُ رَغْبَة العَيش
فبَدَأتْ كُل شُهب الحمَاسة فِيه
تَخْتَلطُ معَ دَمَامل الفَسَاد
المُّتَقيحة .
ماذا ستفْعَل أيها الوطَنْ هذَا الصَّبَاح ؟
أكيد سَتُقرر نَفْس مَا قَرَّرتَه الصَّباح السابق
وسَتُقَرر أنَّك في الصَّبَاح الموَالي
سَتُقَرر نَفْس القَرار ؛
سُوء الظنْ مَرْهُون بسَوَابِقَ
قَديمَة
لِوَطَن كلَّمَا همَّ بالنُّهُوض
تفَنَنت الأَشْبَاحُ
في إعَادَة إرْكَاعِه .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *