قصتان قصيرتان جدا

خاص- ثقافات

*د.محمد عبدالحليم غنيم

  • المرة الأولى

– هذه هي المرة الأولى .

– لا بأس .

– أشعر بالندم .

– طبيعي

– سأظل أشعر بالندم .

– لن يستمر طويلاً

– أعرف نفسي .

– أنت لا تعرف شيئاً .

– آه .

– ألم تستمع ؟

– آه .

– هل شعرت بمثل هذا الشعور من قبل ؟

– هذه هى المرة الأولى التي ….

– أعرف ، لا تكمل ، لكنك استمتعت  أليس كذلك ؟

– ماذا تقصدين ؟

– أقصد أنك استمتعت وأنت تغوينى . اسستمتعت وأنت تكذب على زوجتك وتقول هناك عمل آخر …

– لكن …

– لكن ماذا ؟

– لكنني لم أكن أعرف …

– تعرف ماذا ؟ أنني جيدة في …

– لا أقصد .

– لماذا تنكر أنك استمتعت وأنك أنت الذى بدأت تغويني ، هل تنكر ؟

– لكن …

– أما زلت تشعر بالندم ؟

– الندم ؟

– هل تندم على متعتك ؟

– لكني ؟

– لكنك ماذا ؟

– لكنني ما زلت أريدك ؟

– لكنني اكتفيت .

– أرجوك .

– لا .

– أتوسل إليك .

– إذن لم تعد تشعر بالندم .

– نعم .

– حقاً ؟

– حقاً .

– اخرج .

– أتوسل إليك .

– اخرج  ولا ترني وجهك بعد الآن .

 

  • وجه مألوف

انتبه لوجودها .

هذا الوجه مألوف جداً ، لا يمكن لذاكرته أن تتجاهل مثل هذا الوجه، وإلا فهي ذاكرة غبية أو بليدة ، بلا إحساس ، قال لنفسه :” هذا الوجه مألوف جداً ” ثم  تراجع خطوة إلى الخلف ، كاد ينطق بالاسم  إلا إنه تراجع فى اللحظة الأخيرة ، اختلطت في ذهنه الأسماء ، سعاد .. سلوى .. سناء ،  أطال مدّ الألف في سناء ، ومع ذلك شعر أنه ليس الاسم الصحيح . وأخيراً نطق ، لكنه لم يذكر اسماً ، قال كلمة أخرى :

– أنتِ !

ابتسم ابتسامة من يحاول أن يعرف ، شجعته بابتسامة أجمل وأعرض من جانبها ، فعاد وقال من جديد :

– أنتِ !

اتسعت ابتسماتها ، وقالت وهي تفتح ذراعيها :

– أنت !

تكررت’’ أنت ‘‘واستطالت بينهما وهما يتعانقان .

همس :

– حبيبتي !

وهمست

–  حبيبي !

     انتبها معاً لوجود الناس من حولهما ،عقدت لسانهما الدهشة ، تراجعت خطوة إلى الخلف ، وتراجع هو أيضاً خطوة ، ثم على غير توقع اقتربا بشدة ، ودونما اعتبار لأحد حولهما فى الحجرة الممتلئة بالبشر، والتي كانت تزداد ازدحاما بمرور الوقت ، تعانقا من جديد ، وبصوت مسموع هذه المرة ، قالت :

– أحمد .

صاح هو من جانبه :

– سعاد .

ثم سحبته من يده وخرجا معاً ، دون أن يأبه أحد بهما .

عندما سارا معاً في الطريق العام ، وقد تحررت يده من يدها، لم يقل شيئاً ، ولم تقل شيئاً ، افترقا وكأن لم يلتقيا أبداً من قبل .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *