قصتان قصيرتان جدا
أكتوبر 26, 2016
خاص- ثقافات
– هذه هي المرة الأولى .
– لا بأس .
– أشعر بالندم .
– طبيعي
– سأظل أشعر بالندم .
– لن يستمر طويلاً
– أعرف نفسي .
– أنت لا تعرف شيئاً .
– آه .
– ألم تستمع ؟
– آه .
– هل شعرت بمثل هذا الشعور من قبل ؟
– هذه هى المرة الأولى التي ….
– أعرف ، لا تكمل ، لكنك استمتعت أليس كذلك ؟
– ماذا تقصدين ؟
– أقصد أنك استمتعت وأنت تغوينى . اسستمتعت وأنت تكذب على زوجتك وتقول هناك عمل آخر …
– لكن …
– لكن ماذا ؟
– لكنني لم أكن أعرف …
– تعرف ماذا ؟ أنني جيدة في …
– لا أقصد .
– لماذا تنكر أنك استمتعت وأنك أنت الذى بدأت تغويني ، هل تنكر ؟
– لكن …
– أما زلت تشعر بالندم ؟
– الندم ؟
– هل تندم على متعتك ؟
– لكني ؟
– لكنك ماذا ؟
– لكنني ما زلت أريدك ؟
– لكنني اكتفيت .
– أرجوك .
– لا .
– أتوسل إليك .
– إذن لم تعد تشعر بالندم .
– نعم .
– حقاً ؟
– حقاً .
– اخرج .
– أتوسل إليك .
– اخرج ولا ترني وجهك بعد الآن .
انتبه لوجودها .
هذا الوجه مألوف جداً ، لا يمكن لذاكرته أن تتجاهل مثل هذا الوجه، وإلا فهي ذاكرة غبية أو بليدة ، بلا إحساس ، قال لنفسه :” هذا الوجه مألوف جداً ” ثم تراجع خطوة إلى الخلف ، كاد ينطق بالاسم إلا إنه تراجع فى اللحظة الأخيرة ، اختلطت في ذهنه الأسماء ، سعاد .. سلوى .. سناء ، أطال مدّ الألف في سناء ، ومع ذلك شعر أنه ليس الاسم الصحيح . وأخيراً نطق ، لكنه لم يذكر اسماً ، قال كلمة أخرى :
– أنتِ !
ابتسم ابتسامة من يحاول أن يعرف ، شجعته بابتسامة أجمل وأعرض من جانبها ، فعاد وقال من جديد :
– أنتِ !
اتسعت ابتسماتها ، وقالت وهي تفتح ذراعيها :
– أنت !
تكررت’’ أنت ‘‘واستطالت بينهما وهما يتعانقان .
همس :
– حبيبتي !
وهمست
– حبيبي !
انتبها معاً لوجود الناس من حولهما ،عقدت لسانهما الدهشة ، تراجعت خطوة إلى الخلف ، وتراجع هو أيضاً خطوة ، ثم على غير توقع اقتربا بشدة ، ودونما اعتبار لأحد حولهما فى الحجرة الممتلئة بالبشر، والتي كانت تزداد ازدحاما بمرور الوقت ، تعانقا من جديد ، وبصوت مسموع هذه المرة ، قالت :
– أحمد .
صاح هو من جانبه :
– سعاد .
ثم سحبته من يده وخرجا معاً ، دون أن يأبه أحد بهما .
عندما سارا معاً في الطريق العام ، وقد تحررت يده من يدها، لم يقل شيئاً ، ولم تقل شيئاً ، افترقا وكأن لم يلتقيا أبداً من قبل .
مرتبط
إقرأ أيضاً
قصتان قصيرتان جدا* الحسن أسويق( ثقافات ) الوقت والزمنوهو في السجن، لمدة عشر سنوات، لم يكن يجد…
نصوص*فيوليت أبو الجلدأزرق، من مخمل الشِعر،قلت لعينيه :هذا البحر دميوبكيت.***لما تراءَت له،سقطَت ثماره على نَصّها…
نصوص*عثمان بالنائلةخاص ( ثقافات )عبثاسمع طنين ذبابة. اِقشعرّ بدنه. أجال نظره داخل الغرفة. رآها تستقرّ…
الوسومد.محمد عبدالحليم غنيم قصة قصيرة جدا
شاهد أيضاً
أنس الغوريِ في المستودعِ الصّغيرِ الذي أبيتُ داخلَه، حيث لا وجودَ لأيّةِ نافذةٍ صغيرةٍ، …