– أقصد أنك استمتعت وأنت تغوينى . اسستمتعت وأنت تكذب على زوجتك وتقول هناك عمل آخر …
– لكن …
– لكن ماذا ؟
– لكنني لم أكن أعرف …
– تعرف ماذا ؟ أنني جيدة في …
– لا أقصد .
– لماذا تنكر أنك استمتعت وأنك أنت الذى بدأت تغويني ، هل تنكر ؟
– لكن …
– أما زلت تشعر بالندم ؟
– الندم ؟
– هل تندم على متعتك ؟
– لكني ؟
– لكنك ماذا ؟
– لكنني ما زلت أريدك ؟
– لكنني اكتفيت .
– أرجوك .
– لا .
– أتوسل إليك .
– إذن لم تعد تشعر بالندم .
– نعم .
– حقاً ؟
– حقاً .
– اخرج .
– أتوسل إليك .
– اخرج ولا ترني وجهك بعد الآن .
وجه مألوف
انتبه لوجودها .
هذا الوجه مألوف جداً ، لا يمكن لذاكرته أن تتجاهل مثل هذا الوجه، وإلا فهي ذاكرة غبية أو بليدة ، بلا إحساس ، قال لنفسه :” هذا الوجه مألوف جداً ” ثم تراجع خطوة إلى الخلف ، كاد ينطق بالاسم إلا إنه تراجع فى اللحظة الأخيرة ، اختلطت في ذهنه الأسماء ، سعاد .. سلوى .. سناء ، أطال مدّ الألف في سناء ، ومع ذلك شعر أنه ليس الاسم الصحيح . وأخيراً نطق ، لكنه لم يذكر اسماً ، قال كلمة أخرى :
– أنتِ !
ابتسم ابتسامة من يحاول أن يعرف ، شجعته بابتسامة أجمل وأعرض من جانبها ، فعاد وقال من جديد :
– أنتِ !
اتسعت ابتسماتها ، وقالت وهي تفتح ذراعيها :
– أنت !
تكررت’’ أنت ‘‘واستطالت بينهما وهما يتعانقان .
همس :
– حبيبتي !
وهمست
– حبيبي !
انتبها معاً لوجود الناس من حولهما ،عقدت لسانهما الدهشة ، تراجعت خطوة إلى الخلف ، وتراجع هو أيضاً خطوة ، ثم على غير توقع اقتربا بشدة ، ودونما اعتبار لأحد حولهما فى الحجرة الممتلئة بالبشر، والتي كانت تزداد ازدحاما بمرور الوقت ، تعانقا من جديد ، وبصوت مسموع هذه المرة ، قالت :
– أحمد .
صاح هو من جانبه :
– سعاد .
ثم سحبته من يده وخرجا معاً ، دون أن يأبه أحد بهما .
عندما سارا معاً في الطريق العام ، وقد تحررت يده من يدها، لم يقل شيئاً ، ولم تقل شيئاً ، افترقا وكأن لم يلتقيا أبداً من قبل .