اللعبة

خاص- ثقافات

*حازم شحادة

كنّا نلعب.
هيَ تمدًّ يديها وأنا أحاولُ لمسهما قبلَ أن تسارعَ إلى سحبهما.. ضاحكة.
كانَ شرطي بسيطاً، بريئاً، طفولياً، أمّا شروطها فكانت تعجيزية.
كلما نجحتُ بلمسِ اليدين طلبتُ منها خلعَ قطعةٍ من ملابسها.
لا تعقيدَ عندي.
البداية مع القميص..
احتجّت على ذلك لكن ما أوّله شرطٌ.. آخرهُ امرأة عارية.
الرابحُ هو من يقررُ وقد ربحتُ في البداية فطلبتُ أن تخلعَ القميص.
نفذتِ الشرط وعادت للجلوسِ أمامي متربعة على السرير.
ربحتُ مرة ثانية فطلبتُ أن تخلعَ البنطال..
المرأة ذات الفخذين الممتلئين والساقين الرخاميتين والقدمين الجميلتين الناعمتين تحفةٌ حقيقية وهي متربعة شبه عارية.
المشكلة أنني فقدتُ تركيزي.
في المحاولة التالية فشلت.
ـ عليكَ القيامُ بثلاثين حركة ضغط.
قالت آمرةً.
نظرتُ إلى كرشي ثمّ أعدتُ النظر إليها..
ـ تمزحين؟
قلتُ بمسكنةٍ لم تنفعني.
أشارت بإصبعها صوبَ الأرضِ وأمرت مرة ثانية:
ـ نفّذ ثمّ اعترض..
إلا إذا كنتَ ترغبُ أن نوقفَ اللعبة.
أشعلتُ سيجارة ولعنتُ حظي..
ما زلنا في البداية ولم أنجح حتى الآن إلا في دفعها لخلعِ قميصها وبنطالها وها هي الآن تريد أن تذلني.

ـ ثلاثون حركة ضغط؟
رحتُ أفكرُ في هذه المهمة المستحيلة على كائنٍ أدمنَ الكسلَ.
كنتُ متكئاً على ظهرِ السرير أعبّ دخانَ السيجارة وأقلبُ الخيارات التي بين يدي.
بعد دقيقتين من التفكير حزمتُ أمري.
لا بدّ أن أراها عارية ولو كلفني ذلك كرشي كله.
قمتُ بعملية إحماء خفيفة ثم بدأت..
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة..
وتتالت الأرقام ساحبة معها أنفاسي المتهالكة.
ـ هذه المرأة تريد قتلي قبل أن أنجح في لمس يديها مرة ثانية.
لكنني لم أستسلم.
رحتُ أتخيلها وهي تخلعُ حمالة نهديها منفذة أوامري.
تدفقت دماءٌ جديدة في عروقي كانت أشبه بالهيدروجين السائل الذي تستخدمه المركبات الفضائية في الصعود.. إلى الفضاء طبعاً.
عند الرقم ثلاثين ارتسمت على ملامحها خيبة أمل ممزوجة بغنجِ نساء الأرض مجتمعات.
جلستُ لاهثاً، مُرهقاً، لكن.. متفائلاً.
عدنا للعبة من جديد.
مدّت يديها الراجفتين.
تريثت بدوري.
لا بد أن تكون ضربتي موفقة وإلا ستطلبُ مني هذه اللئيمة أن أقوم بمئة حركة لتمرين المعدة وهكذا ستضمن انسحابي من المنافسة وتعود إلى ارتداء ملابسها.
لطيتُ كما يلطي الذئب.
سالَ لعابي قليلاً فمسحتهُ بلساني.
تهيأت، تحفزت، ثم انقضضتُ وأصبت يديها إصابة مباشرة.
لا شيء يصفُ ملامحها وهي تنتظر قراري..
كانت بملابسها الداخلية فقط.
هل أطلب أن تخلع الفوقانية أم التحتانية..
أشعلت سيجارة وكبعتُ من زجاجة العرق مجّة .
تلذذت بمراقبتها وهي تنتظر الحكم الذي سأصدره.
أصبح جسدها كله متورداً..
تركتها تستوي بهدوء..
لم أتعجل..
لا بل إنني فتحتُ حديثا معها عن الفن التشكيلي الذي كانت بارعة فيه لكنني لم أفهمه يوماً.
أربكها برودي فزادَ توهُّجها لكنني أمعنت في تجاهلِ الطلب.
فتحتُ نقاشاً آخر عن كتابِ بوكوفسكي الذي قرأتهُ قبل أسبوعٍ في المقهى البحري.
راقبتُ عينيها الغائمتين فاستنتجتُ أنها لم تسمع حرفاً واحداً مما كنت أحكيهِ عن مكتب البريد.
تلذَّذتُ بعذابها فأمعنت فيه وتجاهلت جسدها كلياً.
رحتُ أحدثها ناظراً في عينيها فقط الأمر الذي زاد جنونها لكنها أكدت لي بعد ساعة أنها لم تندم أبداً على ما قامت بفعله.
ما أجمل أن تتعرى امرأة من أجلك دون أن تطلب منها ذلك.

__________

*شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *