ثلاث غيمات فقط ..!

خاص- ثقافات

* منذر ابو حلتم

قطارات الوقت تسافر حولي ..

وفي الأفق تغرب نصف شمس باردة ..

.. ومثل رائحة الجدران في منزل قديم

ومثل دلال قهوة منسية فوق رف عتيق

يجيء المساء ..!

على استحياء تفتح الريح مصاريع النوافذ ..

ثم تغلقها بلا صوت ..

وحده الضوء ينمو على الجدار

يمتد ويقصر .. ثم يمضي

تاركا للظلال وحشة الإنتصار ..

***

بحكم العادة ربما ..

كان يشعل سجائره .. ثم يتركها لتحترق وحيدة ..

يصنع قهوته بدقة مضحكة ..

ثم يتركها لتبرد على مهل …!

بحكم العادة ربما  ..

يتناول كتابا عن الرف كل مساء

.. ثم يتركه مفتوحا

قرب فنجان قهوة باردة .. دونما اهتمام !

بحكم العادة أيضا ربما …

يكتب في كل يوم مطلع رواية او قصيدة

ثم يمزق أوراقها .. ويملأ بها

 تلك المسافة الضيقة تحت النافذة ..

***

كانت تهوى قراءة الغيم !

تقول .. هناك من يقرأ القهوة ..

لكن السماء أكثر اتساعا من قعر فنجان صغير ..

كانت تهوى قراءة الغيم

وتكره مرغمة مواسم المطر ..

حين يصبح الأفق سقفا من رماد

وكانت تكره سماء حزيران ..

حين يقفر وجه السماء ..

حتى من غيمة مهاجرة …!!

_____
*كاتب أردني مقيم في الكويت

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *