الغزالي عبدالرحمن
خاص ( ثقافات )
انطلق الفنان التشكيلي السوري المبدع شبلي سليم، بأبحاث أعماله الفنية التشكيلية الفكرية في ثمة أعمال إبداعية متجدددة، من التساؤل حول فهم أهمية العلاقة التشاركية بين الجسد “الهيئة أو جسم الإنسان المُجَنَّوس للذكورية والأنوثية” كجمال تفصيلي في التصميم لخوارزميات المعرفة وخلايا المعلومات في فعل أنشطة التواصل (د.ابوذر) كعلاقة ثقافية ترابطية للرسوخ والسلطة من جهة، وبين منظور الصراع الوعي الطبقي الوظيفي المجتمعي المهيمن وبين التنوير من جهة أخرى (د.شعوب)، من خلال التغيرات والتفاعلات التي يشهدها التغيير الاجتماعي أثناء وبعد إنتاجه الذهني، مما جعل أصنافا جديدة من التشكيل في خلق استراتيجيات لإنتاج هذا التتشكل في التداول الابستمولوجي، والتي فرضها عند الأول، (الباحث د. أبوذر) في جعل الأعمال عند الفنان بتناوله الجسد كمنتج تفاعلات الحداثة والعلم والمعرفة المؤتمتة، والواقع والوعي الاجتماعي عند الباحثة الثانية، من خلال صراع بين أطروحة الجسد المؤتمت في جوهر وعيه اللاملموس ونهاية الجسد الملموس، الموذهن بالراهنية. ولأجل أن نجعل ارتباط موضوعنا بتلك المحاور في نظرتنا للأعمال الإبداعية للفنان، فُطِنَّ لنا ان نؤطر مقالتنا هذه، ضمن إطار يحتوي مداخلاته ضمن هذه الثلاثية مبرمين عنوان موسومه في رسم استراتيجيات الإنتاج المعرفي لذهنية الجسد عند الفنان التشكيلي السوري المبدع شبلي سليم، آخذين بأهمية الإنتاج المعرفي وتأثر انعكاسه على مفهوم ذهنية الجسد في سيل التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية داخل منظمات الأعمال للإنتاج وفائضه القيمي التي يحددها المناخ الفكري المعرفي لمرونة صناعة القرار القريب والبعيد والمتوسط ، فالقريب جدا، والمفاهيم التي أنتجت من أزمة في القيم العامة للمنتج/الخدمة في أبعاد هذه العلاقة في ظل التحولات التي أبدعها الفنان في أعماله الفنية الإبداعية وأبعادها، سواء تلك في منتجات/خدمات القيمة المضافة بواقعها التاريخي في ميل وعيها بأقدميته أو الجديدة التي أفرزت بعض التجاذبات الجارية في خضم الإنسان للتعرف على إنتاج وعيه خلال الفائض القيمي من أجنسة الاختلاف والتعدد والتنوع في عمليات الإنتاج وسيروراته التي تصنع جدلية الحرية والمعرفة، والتي نأمل أن نوضحها من خلال تبسيط أكثر للقارئ العام أو المختص.
وكما أوضحت الباحثة د. شعوب ببحث مقالتها الأخيرة في مخرجات وتوصيات في مجموعة ملاحظاتها التي شهدتها بجدل نقدي ذهني ثقافي متقدم في الكيان الاجتماعي والطبقي ما فتح باب على مصراعيه للدخول في مصنفات استراتيجيات الإنتاج المعرفي، لمعرفة موارد تلك الذهنية للجسد ” ذهنية جسد المثقف بين السلطة/الهيمنة والعلمنة، قبل وبعد الفائض القيمي، أن هذا المستجد أفرز صنفين آخرين من الذهنيتين، مورد الخام الاصلي المتأسس الذي تشبع أثناء بدء موجات الكلب المتسارع والمنافسة الذي صنعته الظروف المشحونة للمجتمعات في التغيير، والذي أسهمت العروض بدوره في المشاركة وتحمل ما صنع أو سيصنع هذا الجسد/ الثورات انطلاقا من خبرته التاريخية في الطموح والأمل بالمنتج المعرفي المتصل بالتاريخية والحديثة، وساعياً في الوقت ذاته على مكانة المنتج المعرفي للخامة بمركب منتجها الأصلي الذي لم ينفلت من حدة “كسر العظم بالمنافسة”، مما يجيء دوره الآن هو الذي جاء ليكون ما نكشف عنه في أعمال الفنان كأداة لبحث حقيقية أو تساعد أمكانيتنا المتواضعه أن نخضع العماليات الاستراتيجية في الإنتاج المعرفي لكتابة الواقع وتحليل أحداثه وظواهره.
والظواهر ارتبطت وتأصلت بشكل جلي عند الفنان شبلي سليم، حتى تكون أساسا للتحرك في كل الأوساط. ضمن تسلسل إنتاجية معرفية بمحتويات ذهنية جسد فردية بحس جمعي، وصمت ذهنية جسد جمعي في إنتاجية صراخ فردي، اقتضب في ظاهرية إنتاجية ذهنية كما أسلفت الباحثة شعوب مسندا لمتن مقالتها، والتي جاءت متجهة صوب إنتاج المعرفة نحو:
– موارد خامات الإنتاج المعرفي للجسد وأنهيار أو نهاية ذهنيته
– ذهنية إنتاج الجسد المعرفي التوظيفي
– ذهنية الجسد التدويني
– ذهنية الجسد المشاكس/المتمرد “ذهنية الجسد الميتا-معرفي في الإنتاج”
– استراتيجية فائض القيم الذهنية للجسد المعاصر في الإنتاج المعرفي:
١. استراتيجية التزام ذهنية الجسد بين مرونة الحرية وقرار العقلانية
٢.استراتيجية منظومات العمليات الإنتاجية للقيمة الذهنية في تشظي إعادة إنتاجه
واستوضحت النقاط أعلاه مع رفقة أعمال الفنان ومخرجاتها الباحثة د. شعوب والباحث ابوذر، رغم أنه على الباحث في الإنتاج المعرفي التشكيلي والناقد المتخصص نتفاوض معه بالقراءة الحثيثة لأجل إبراز إدارة القيم الإنتاجية المعرفية لذهنية الجسد نفسه، على الرغم من دورهما الجوهري فيما لعبانه في البحث في تنقيب المخاطر الناجمة والفرص حول ما قد هو أهم، أن نختلف بالآراء عليه هو رؤية الفنان خارج الواقع او داخله، لأجل الفائدة الأعم للقارئ العام، لأنه لا يمكن أن نستمر في مواجهة المثقف ولا الناقد ولا الفنان نفسه بلا نهايات.
أخيرا، أن نجاح الفكرة والإبداع الاستراتيجي الإنتاجي المعرفي لذهنية الجسد للفنان، طرحها للمتلقي، لأجل إعادة إنتاج متعه الفن جماليا، و التجلي بمستوى نقديته أو كشف ما يحمل العمل الفني من وراء ذهنية إنتاج معرفي، لكون الأخيرة هو هدفنا، أن تتمتع ذهنية العمل الفني جماليا بتفكيك الآفاق الحبيسة ليس للفنان شبلي سليم وحده، بل بميزة التأثير بالنقدية التي منحها للمتلقي، وإنجاح الفكرة المعطاءة بالقيم الفنية وأنسنتها، والمدى في استمرارية قيمها بالعطاء في منتج رؤية الاستراتيجية لقيمها المعرفية في إنتاج المجتمع، و التي لا نأمل أن تنتهي بانتهاء محطات التناوب الممغنط لأي منتج معرفي محدد فقط، بل لفتح أفاق معرفية لقيم أوسع للإبداع، والتميز المستمر في تنضيج الذهنية الإنسانية في إنتاجها المعرفي بمزيد من الرقي والجدية. وعليه جعلنا الفنان شبلي سليم شرع لنا الدخول في خضم عناوين ذهنية الجسد، لكنه الإنتاج المعرفي وفرعية محتوياتها في خلق المصادر ومعرفة نهايته الذهنية لها.