“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات)

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة معرضا فنيا بعنوان “اأثر على أثر” للفنان التشكيلي غسان مفاضلة، وذلك الساعة السادسة مساء يوم الإثنين 15/ 7/2024 ويستمر المعرض إلى 25/7.

ويضم المعرض 25عملاً تتوزع في توجهاتها المعاصرة بين فنون النحت والإنشاء والتركيب.

أعمال المعرض، بتكويناتها وتركيباتها ومساحاتها الكبيرة نسبيّاً، توزعت في الصالة الشاسعة التي تحتل الطابق الثالث من المبنى الأول للمتحف الوطني، وهو ما يجعل من مكان العرض نفسه، حاضناً للحوار الذي تتركه الأعمال الفنيّة مفتوحاّ مع متلقيها، ومشرعاً في أرجاء الصالة المطلّة على حديقة المتحف في جبل اللويبدة.

تتنوّع أعمال المعرض لجهة الخامات والمواد وطرائق التعبير، بين أعمال نحتيّة وإنشائية/ تركيبيّة بثلاثة أبعاد، وأعمال جداريّة ببعدين، وجميعها تتقاطع في توجهاتها الإنشائية والإختزالية. وعلى الرغم من التقاطع الشكلي لأعمال المعرض مع سياقات التشكيل المعاصر، إلا أنها تذهب من حيث الإنشاء والتعبير، باتجاه اختبار إمكانات تحويل الأثر بجانبيه المادي والمعنوي، إلى مساحاتٍ مفتوحةً على المدركات الحسيّة والتخيليّة.

مدير عام المتحف الوطني د. خالد خريس يشير في تقديمه للمعرض، إلى أن مفاضلة يمنح مواده بعداً جمالياً بعد أن ينزعها من سياقها ووظيفتها الأصلية، ليضعها منفردةً أو مع مواد أخرى، مستنطقاً فيها البُعد الجمالي البصري والفلسفي، ويضع أعماله أمام قراءات وتأويلات متعددة ومفتوحة. ويذهب خريس إلى أن أعمال المعرض تبرز  شغف مفاضلة إلى حد الولع بمواده في محيطه البيئي، والتي “يعيد تشكيلها ويضيف عليها ألواناً وملامساً. أو هو يأخذها، كما هي، ليضعها ضمن تصور ورؤية خاصتين به.

 ويبيّن خريس إن مفاضلة يأخذنا من عالم البعدين الى الثلاثة أبعاد: “ذلك أنه نحّات ورسّام ملوّن، وظف كل إمكانياته، وقدراته، وتقنياته، في إبداع أعمال تنتمي للمحيط، لكنها في النهاية تنتمي لنفسها، لتثير حزمةٍ من التساؤلات حول مدى إمكانيات الفن اللامحدودة في ابتكار طرائقه في الإنشاء والتعبير”.

من جانبه، يقول مفاضلة بأنه لا يسعى في أعماله وتوجهاته إلى تقليد الأثر في محيطه البيئي، أو محاكاة ارتساماته وترسباته على هذا النحو أو ذاك، بقدر ما يسعى إلى بناء أثرٍ على أثر. فالفن بالنسبة له “ليس سوى ذلك الإنشاء الذي لا يكفّ عن تشييد بنيانه من تراكمات الأثرٍ وتعيّناته، لينتج أثراً آخر متفرداً في حضوره وتعبيراته”. مبيّنا أنه بناءً على الكيفيّة التي يتم من خلالها معاينة “الأثر” والتعامل معه بوصفه مرجعاً للتعبير في الواقع، ونتيجةً له في الفن “أخذت أعمالي الإنشائية والنحتيّة بالتشكّل وفق ترسبات الأثر وخصائصه التي تحتضنها المادة الخام، وضمن النِّسق الذي تستدعيه المقتضيات الإنشائيّة والجماليّة”.

ويضيف مفاضلة في السياق نفسه، أنه بدأت تتكشّف لديه مع النِّسق الإنشائي ذاته، مساحات مفتوحة وإمكانات غير متناهية يحفلُ بها وجود المادة “الغفل” في محيطها البيئي: “بحيث يمكن إعادة انتاجها ضمن مقاربات بصريّة تتّسم بالفرادة والخصوصيّة. مقاربات  تُدْرج الفوضى في سياق المعنى، لتصبح معها المادة، بعد أن كان وجودها مبهماً و«غَفْلاً» في بيئتها الأولى، عنصراً أساسياً وفعّالاً في حضوره الفني”. لافتاً

 إلى أن المادة في سياقها الجديد الذي أُدرجت فيه عبر العمل الفني، تتحول إلى محفّزٍ للحوار مع المرئي، وهو “حوارٌ يتيح الكشف عن مناخات جديدة في التفكير والتعبير البصريين، بحسب خواص المادة، وقابليتها للانتظام والتشكّل مع غيرها من المواد والعناصر الأخرئ في بِنية العمل الفني، وفي منظومته الجماليّة والإنشائئّة”.

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *