*د. سمر الشامسي
خاص ( ثقافات )
استيقظت يوما مبكرا وإذا بخاطرة تشغلني هي عبارة عن سؤال (ماذا لو حكم الأطفال العالم) وأخذت الافتراضات والتوقعات تسير أمامي في سلسلة من الأماني وإجابات على سؤالي. هل كنا ننبذ العنف وتستقر الأوطان ويعم الأمن والأمان وينتشر السلام وينعم كل طفل بحياته دون عنف أو تحرش أو اغتصاب لبراءته؟
وأتخيل شكل المؤسسات والوزارات والدوائر عندما يكون على رأسها طفل يجلس خلف مكتبه الصغير ويسير أمور العمل كما لو كان برفيسوراً ليسود جو البراءة داخل أروقة المكان، وأتخيله أيضاً في وقت الراحة يسير إلى غرفة معدة للاسترخاء بها بعض الألعاب التي تنبئ عن طفولته ولا تمنعه المسؤولية ولا المنصب عن ممارسة طقوسه الطفولية.
بل ربما يكون حاسماً إذا أراد شخصٌ العبث باستقرار المرأة التي هي أمه وأخته، أو العبث ببراءة الأطفال وعدم استحواذ الأشخاص على القرارات التي يصدرونها ويراعون فيها مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة أعتقد كانت ستغلق كل مصانع السلاح حول العالم وما كان هناك نزاع أو حروب أو تدمير أو عدم استقرار .
لو حكم الأطفال العالم لوجدنا الصرخات التي تعبر عن الفرحة والتهليل الذي ينادي بالسلام والبراءة ونشر الأمن والإخاء والمثالية الفطرية، ولما تاهت الحقائق خلف دهاليز وأروقة المباني، وكانت الشفافية هي السمة الرئيسية في المعاملات ولا ترتدي زي الخديعة أو زيف الرياء ولتحطم على سندان براءتهم كل أحلام الطامعين .
في يوم من الأيام سألت أحد الأطفال ماذا لو كنت مكان أبيك أو أمك شرط أن تجيبيني بصراحة ولا تجامل أحدهم ؟ وكانت الإجابة في منتهى الواقعية التي تكسوها البراءة ! لو كنت مكان أبي لا أستطيع أن أوفر ما يوفره لنا من احتياجات ! ولو كنت مكان أمي ما استطعت أن أوزع الحنان علينا كما توزعه أمي، تلبي رغبات كل منا على حده بخلاف مسئوليتها تجاه الأسرة كاملة وما سألناها يوماً ما هي رغباتك وحاجتك .
إجابة رغم بساطتها إلا أنه تدل على طفل لديه رؤية بما يدور حوله وقوة ملاحظة وفطنة في التعبير وفهم للواقع الأسري ودور كل فرد ومسؤوليته، بحيث ميز بين دور الأم ودور الأب وعبر عن ذلك بمنتهى الواقعية الفطرية التي تحدثنا عنها فيما سبق .
إذا كانت تلك هي رؤية الأطفال في المجتمع البسيط وملاحظاتهم في المحيط الضيق، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن (ماذا لو حكم الأطفال العالم؟)