قلمٌ مُسجّى


*يوسف نصّـر


خاص ( ثقافات )
أيها القلمُ المسجّى بحبرنا القديم
أيها القلبُ القانع بحزننا القديم
لماذا التقيتما قبل الخريف الأخير ؟
هل تركتم لفصلنا القادم يوما جديدا ؟
نعيدُ فيه على أحفادنا قصّة الذّئب البريء
و نحمل فيه على أكتافنا جثثنا القديمهْ
و نتوسّلُ نجوم ليلهِ الخائن
هل تركتم لنا ورقة لكتابنا الجديد ؟
نسجّل فيها ما دوّنّته شفاهنا من حكايا
و نرسم عليها صورَ هاماتنا الهزيلهْ
هل تركتم لنا سماءً تسقي أرضنا القاحلهْ ؟
نكسرُ على زرقتها أيادينا
ألا تبّت أيادينا لا تحسن العزف
و لا تعرفُ أنّ الكتابة غواية قديمهْ
هل تركتم لنا شيئا غير هذا ؟
أثرُ شفاهنا على نهود أميراتنا
و بقايا فجر جميل نحاول أن نجمع شتاته
و نسمّيها ” قصيدهْ “
تبّت أيادينا لا تعرفُ العزفَ
نتحسّسُ بها موتنا العاري على أعمدة الجريدهْ
أيها القلمُ كم رسالة كتبتَ ؟
و لم تصل الرّسائل إلى بلادنا البعيده …
هل تركتم لنا شيئا غير هذا ؟
أريدُ خيانة جديدةً و نهدا جديدا
أستريحُ على حلماتهِ
أثأرُ به لنفسي من لعنة القبيلهْ
أريدُ قصيدة جديدة لا حرف فيها…
و لابحر فيها و لا وزن فيها
أيها القلمُ، أريدُ قصيدة تكتبني
كخصلة شعر تتدلّى على جبين الحبيبهْ

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *