شَاهِيَةٌ ..


د.بليغ حمدي إسماعيل


خاص ( ثقافات )
جَسَدٌ يَبْتَكِرُ لذَّته مِن وَجَعٍ يَلُم بِه،
احْتياجاً، واحْتِجَاجاً،
وأوَاصُلَ يُقيْمها كَرْهاً بين الْتِزَامٍ وعِفَّةٍ..
أنا الضَّاربُ في النَّبْعِ ، والنَّحْوِ،
لا شَاهِدَ لقاعِدةٍ ، أُدَوِّنها حِيناً،
وتمَّحِي بفعلِ ذَاكرةٍ لامْرأة في البعادِ..
جَسَدٌ ؛ يَشْحب وجهُه، وينسَابْ،
وسَوْسَنٌ ينزرعُ بنَهديْها،
هذا شُكُولٌ بالذَّهبِ بِجِيدِها،
مفتون، لكني سأضمن البَقاءَ لهَوسِي شِتاءً آخر..
وسيكون عزيز جداً أن أُغالِبَ ظَنَّاً 
يحترفُ اليقينَ وقتما تَسْهد،
وربما شِتاؤهَا القَادِم يَعزف حَقاً يُقارب مُنتهىً.
أصْنَعُها ابْتداعاً،
وينحرف التَّأويل لجَهْدِي،
على مَنَادِيلها حُبُّ يَهْذِي،
يحيل صِبَاي رَشَدا… 
تَضْحَكِين ، وَتخفقين،
فالقَمَرُ مَرَّة يتدلى عِراكاً،
ومرة يُدنُو هَيِّجاً بغيرِ رَائحةٍ..
هذا شَعْبٌ من الغُبَارِ، والرَّفْضِ أحْياناً،
وأنت انتثارٌ ، ونِثَارُ مُخَالفةٍ،
يا لهَوسي بِصَوتها، وأكْرهه، وربما سِراً
أصَلِّي من أجْلِه بَقاءً،
وهي؛ ممتدةٌ في الأفقِ تَلْعَن النَّصَّ، وتحج لثَكْنتي،
ها مَنطِقُ الدَّهْشَة أوان اللُّقْيا،
فسَلامٌ على الرَّافِضِين، والكَارهِين، والمُكْرَهين،
وطُوبى لكلِّ صَبِيَّةٍ تَنْتَشي لرَقْصِ مَنادِيلها ..
صبَاحُ جمِيلٌ حقاً عندَ حَافةِ يديكِ،
فكلُّ وجهٍ ينحَني هو لذَّةٌ،
ومُفارقةٌ بين الْتِجَاءٍ وانحِراف يُمَاثل فضِيلةً،
صبَاحٌ جَليلٌ مفرطٌ في الدَّهشةِ،
متوهمٌ فيه أني زَنبقهْ،
أو طالعٌ من شَرْنقهْ،
تلك شاهيةٌ ؛لا تٌفارقني حالاً ومقاماً،
أعودُ لتفاصيلِها بغير نَصَبٍ،
وبغيرِ صَخَبٍ،
ودونما مَحْو لذَاكرةٍ تصيبْ…
هي البنتُ التي حلَّتْ ضَفائِرَها،
لم تزل تعانق صَحوها،
فهي صُبْحٌ يرفضُ عصْيانه الإداري،
وهي وَقْتٌ يلامسني دونما وَجَعٍ..
هي البنتُ التي كانت،
وأنا صبِيُّها الذي اعْتاد الظِّلَّ ،واحْترف الشِّتاءَ،
بعضٌ من هوسي، وقليل من ذكرياتِ الفتياتِ الرِّيفيَّاتِ؛
أعانِقهن سِراً،
وربما أكتب لهن بعضَ الكَلامِ المسْكوتِ،
لكني مثل النَّص، مكرورٍ دون مَرارةٍ،
وأنت شاهية،
كَلامٌ يفطن الفِسْر، ويعلِّل غُموضَه،
من يشتهي حيَاته لدونه فهو صَوتٌ،
لا رَجْعَاً للصَّدَى،
ومن يشْتَهي صَمْته ليَصْرخَ دونه فهو مَسَاحةٌ،
لا فَراغاً كالنَّدَى،
ومَنْ يشْتَهي وُجُوده ليمنحَ سِواه حَيِّزاً للوَقْتِ،
فهو أنتِ،
وأنتِ شَاهيةٌ لِدونك،
وقْتاً،ومَسَاحَةً، وصَوتاً لا يَبُوح بالسُّكونِ…

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *