لماذا أنا هنا؟


*ناصر ثابت


خاص ( ثقافات )
في غمرة الأسئلةِ الكبرى: يتعثَّرُ يقيني ويسقطُ على الأرض
ظهري لا يطيعني عندما أفكِّرُ بالانحناء لالتقاطه.
أهكذا يولد الشك؟
أتساءَلُ.
في هذه اللحظات تأتي عصافير الألم
وتبني أعشاشَها في قفصي الصدري.
لغتي تغرقُ في نهرٍ فجائي
ينبعُ من أعماقي الحزينة.
تنهمرُ ذراتُ الهباءِ أمام عيني
وتصيبُ ذاكرتي بالبلل.
تمتطي ملامحي حصانَ الخيبات الخشبي.
اليقينُ ليس محطتي المقبلة، ولا التي تليها
لا أمرُّ على نَصِّ الانتماءِ المقدس
ولا أجالسُ أترابَ الهدوءِ في مقهى الرمل العام.
ولكني ألمسُ كرسيَّ التردد
وأنسى دربَ العودة:
كيف أعودُ إلى ذلك البيت المريحِ
المؤثث باللاحيرة
المليئة جدرانُه باللوحات التي تشبه التصاوير.
كنتُ فيه أصفُّ الكلامَ بطريقة تجذبُ نحلَ الزهو
وكنتُ أقرأ قصائدَ فاخرةً مطليةً بالشمسِ
يُحبُّها كلُّ الأصدقاء.
والآن أنا وحدي في حديقةِ الشك
أمارسُ لعبةَ العزلةِ باحترافٍ
لا أنا واقفٌ ولا أنا جالسٌ
ولا أنا قادمٌ ولا أنا ذاهبٌ
أنا بينَ بينْْ.
لم أعدْ أشارك في حلقات الأملِ
ولا في صلوات التزييف.
صرتُ أعزقُ الأرضَ ولا أرمي البذورَ
وأتعهدُ نباتاتِ القلب بالري
وهي ليست سوى تماثيل صخرية يابسة
لا تعرفُ كيف تصنعُ الظلالَ،
ولا كيفَ تصيدُ قمرَ البدايات
لتعلقه على جبينِها.
لماذا أنا هنا؟
لا أعرفُ
لا أعرفُ أبداً.

شاهد أيضاً

كأس وظلال

(ثقافات) كأس وظلال عبد القادر بوطالب تلك الظلال التي طوت تفاصيل أجفاني سارت خلفي ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *