دراما رمضان.. مفاجآت الجمهور تقلب الطاولة


* أحمد فرغلي رضوان


عودة قوية شهدها موسم الدراما الرمضانية في مصر هذا العام بسبب وجود النجوم والنجمات الكبار فتجد أسماء عادل إمام، يحيى الفخراني، محمود عبدالعزيز، يسرا، ليلى علوي، ميرفت أمين في منافسة إلى جانب نجوم الدراما الشباب مثل منى زكي ومحمد رمضان وغادة عادل ويوسف الشريف وعمرو يوسف ودنيا سمير غانم ومصطفى شعبان من دون أن ننسى نجمتي الدراما المصرية في سنواتها الأخيرة: نيللي كريم وغادة عبدالرازق. كما يطل في أول بطولة درامية له نجم الغناء محمد منير.
وعلى رغم هذا التواجد الكبير، نجد أن حجم الإنتاج هذا العام أقل من حجم إنتاج العام الماضي ومع انتصاف شهر رمضان تراجعت أعمال في مشاهدتها بينما واصلت أعمال أخرى جذب المشاهدين.
وكالعادة يفاجئ الجمهور الجميع ويقلب طاولة التوقعات رأساً على عقب. وهذا العام، انحاز المشاهد المصري إلى عمل كان الأقل ضجة في دعايته، بل لم يسمع به كثيرون إلا بعد بداية شهر رمضان على رغم كم النجوم المشاركين به. المسلسل هو «أفراح القبة» المقتبس عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ والتي تحمل الاسم ذاته (صدرت في العام 1981) وتدور حول عالم الفرق المسرحية بحكايتهم وتفاصيل وأسرار مهنتهم ونجح المخرج محمد ياسين في اختيار فريق عمل من الممثلين، أجاد الأدوار في شكل لافت، مثل منى زكي وجمال سليمان وصابرين وصبا مبارك وإياد نصار وسوسن بدر ورانيا يوسف ودينا الشربيني وأحمد السعدني. وقد أطلق عليهم منتخب التمثيل العربي لتعدد جنسياتهم (مصر – سورية – الأردن) فكانت مباراة تمثيلية ممتعة لمصلحة المشاهدين، وحتى الآن يحتل المرتبة الأولى لدى النقاد والمشاهدين.
النجم الكبير يحيى الفخراني نجح في استعادة جماهيريته التلفزيونية بعد تذبذب، ما جعله يحصل على إجازة العام الماضي، لكنه عاد هذا الموسم بنص جيد جداً ومفاجئ لجمهوره، إذ يدور حول الصراع الأزلي بين الإنسان والشيطان.
ويعتبر سيناريو وحوار عبدالرحيم كمال من بين أفضل الأعمال هذا العام ونشاهد الثلاثي الفخراني ونبيل الحلفاوي وهالة صدقي في صراع ومبارزة تمثيلية ممتعة خلال الحلقات.
أما النجمة الأبرز في السباق الرمضاني خلال السنوات الماضية، ونعني نيللي كريم، فجاءت تجربتها صادمة و»ثقيلة» على جمهورها، بخاصة أنها غرقت في تراجيديا قاتمة منذ البداية وحتى الآن (سبق وقدمت شخصيات مشابهة في آخر عامين) وهو ما أدى لانصراف كثيرين عن المسلسل وطالبوها بضرورة التغيير العام المقبل.
العمل أخرجه شوقي الماجري وأشرف على كتابته مريم ناعوم في ثالث تعاون بينها وبين البطلة.
واللافت أن الشركة المنتجة ذاتها، تقدم عملاً مماثلاً للنجمة يسرا وبطلته أيضاً مريضة لديها اضطرابات نفسية!

الزعيم يواصل… ولكن!
ومن النجوم الكبار يواصل الزعيم عادل إمام ظهوره للعام الخامس على التوالي بعدما هجر السينما بعد 40 عاماً من تصدرها. ويعود إمام للتعاون مع ابنه المخرج رامي إمام إلى جانب مؤلفه المفضل يوسف معاطي في مسلسل «مأمون وشركاه» وتشاركه فيه رفيقة دربه لبلبة إلى جانب مجموعة من الفنانين. ويبقى السؤال الملح من كثيرين: لماذا لا يقدم الزعيم على التعاون مع مؤلف آخر غير يوسف معاطي والذي بات لا يحمل أي جديد يقدمه للنجم الكبير والذي يحمل العمل على عاتقه! ويحسب لعادل إمام قدرته على الاستمرار لأكثر من نصف قرن في المنافسة على رغم تعاقب الأجيال، بخاصة أنه أصبح تجربة فنية غير قابلة للتكرار.

وتظهر في المقدمة أيضاً هذا العام الكوميديا بواسطة الثنائي دنيا وإيمي سمير غانم ومسلسل «نيللي وشيريهان» الذي حقق نسب مشاهدة عالية، وهو ما يتيح للشقيقتين تكرار التجربة العام المقبل حيث تخلو الساحة الفنية من الثنائيات النسائية الكوميدية.
من الأعمال المنافسة بقوة هذا العام عمل تشويقي بوليسي هو «الميزان» للمخرج الشاب أحمد خالد موسى وبطولة غادة عادل وباسل خياط وأحمد فهمي وهو الموسم الثاني على التوالي الذي يقدم المخرج التجربة ذاتها التي تعتمد على الإثارة والتشويق. واختار هذه المرة سيناريو للمؤلف باهر دويدار ونجح في جذب الجمهور في شكل لافت لحبكته الدرامية والتي ساعدت المخرج على صناعة عمل مثير ومشوق. عمل مصري بعيداً من الأجواء المقتبسة من الأعمال الأجنبية.

أما المسلسل الأكثر دعاية قبل رمضان، «الأسطورة»، للنجم الشاب محمد رمضان فجاء مشابهاً لأعماله السينمائية وتيمة البطل الشعبي الذي لا يقهر، حتى شقيقه (النقيض منه) الطيب المتعلم يظهر في جسد رياضي ويقدم «أكشن» غير منطقي لشخصيته أيضاً عند اللزوم! كذلك فوجئ الجمهور بشكوى بطلتين في العمل هما نسرين أمين وياسمين صبري تتعلق بحذف مشاهدهما لمصلحة الممثلة مي عمر زوجة مخرج العمل محمد سامي!
ويواصل الفنان يوسف الشريف الذي يعد واحداً من نجوم الدراما المصرية تقديم مسلسلات مستوحاة من أجواء غربية واختار هذا العام سيناء وعالم المنظمات الإرهابية في صراعها مع أجهزة. ونجح المخرج أحمد جلال في صناعة العمل بتكنيك فني عالٍ على رغم ربط المشاهد طوال الوقت بين العمل وأعمال أجنبية أخرى ويعتبر مع «نيللي وشيريهان» الأكثر مشاهدة على «يوتيوب».
تتر مسلسل يغني عن مشاهدته
ربما هي سابقة في تاريخ الدراما أن يكتفي الجمهور بمشاهدة أغنية تتر مقدمة مسلسل وعدم مشاهدة الحلقات! بالفعل يحدث ذلك مع المسلسل الأسطوري «ليالي الحلمية» والذي قرر أحد المنتجين إعادته بتقديم الجزء السادس منه بعد أكثر من عشرين سنة على توقفه ومع جزء مهلهل ليس له علاقة بإبداع الراحلين المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ! ولم يبق من العمل القديم سوى أغنية التتر والتي اكتفى المشاهدون بها.
______
*الحياة

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *