*بلال قايد عمر
خاص ( ثقافات )
مدخل
المدينة التي كانت تزورني
محملةً بالحلوى
واللُعب
ذات نهارٍ معتم
دفنتْ آخر ابتساماتي
وأغلقتْ نوافذ الضوء
وفتحتْ بوابة المقابر
….
وحدي هذه الليلة
أقلبُ أوراق الرواية
أبحثُ عن وجهها
في زوايا تنهيدةٍ
والفراغ يحدق بي
….
وحدي هذه الليلة
أشعرُ بالموت
وشالٌ مغزولٌ من شفقِ
الأمنيات
يدثرني لمدينةٍ جاوزت
ربيع العمر
يدثرني لموتٍ قادم
….
المدينة السائرة في الضَلال
كلما مر انكسارها ع رصيفٍ محاصرٍ بالموت؛
متخمٍ بالذكريات والخيبات
تتكئ على انتصارٍ “منذورٍ للريح “
….
المدينة الغارقة في إيقاعاتها خارج طيات الزمن
تحدقُ في رغيفِ خبزٍ
توارى خلف ظِلِ
أمنيةٍ
وقعت في شرَكٍ شاهق
….
في جنازته
أهدوني وشاحاً وباقة ورد
مديحاً في ساحة حرب.
في جنازته يمتدُ الوجع في حلمٍ حاصرته ذاكرتي.
….
وحدي أصحو هذا الصباح
ولا أجد من يقطف لي
رائحة الشذابِ
من شجر الخرابِ
وحدي هذا الصباح
ولا شيء معي سوى
دمي المترامي الأطراف
ونبضكِ المُراق
وصورٍ تتقاطر
من شهوةِ الموت.
….
تائهٌ في مداراتِ الجنون
وهذياني الموجوع
” بذاكرةٍ مشوهةٍ ”
لمدينةٍ
تكتب بالمكياج تاريخها
والليل المقسوم ضفتين
ضَفةٌ لا أول لها
وضَفةٌ لا آخر لها
وأنا كالرماد في ثنايا الحجر.
….
أنا الغارقُ في الحشرجات
في وهجِ الأفول
أخوض موتاً لا ملامح له
أنا عابر السبيل
الذي يسبقُني موتي
أحتمي بالأرصفة
وأمنيةٍ هاربةٍ من شِباكِ
الرصاص.
….
وحدي
أرسمُ الأحلام
أستوطنُ حجارتها
أسافرُ في ملامحها القديمة
تاركاً أغراضي الشخصية
دون ملامح
داخل إطارٍ فارغ.
….
أراكِ على ضِفافِ
سحابٍ
يذوي كقطعِ فحمٍ
ويدان مغروستان بالنشيج
تبدآن بالطواف.
….
وحدي
أبحثُ عن مدينةٍ
أضاعت تاريخها
وفيها ينبت الموت
على وقع زامل
” ما نبالي “
___
*كاتب وشاعر من اليمن