قصيدة عن رقص السيد الرئيس لشكسبير أمريكا اللاتينية


*ترجمة: علي بونوا


خاص ( ثقافات )
“لو لم يمت ‘إغناسيو رودريغيث غالبان’ وهو في ريعان شبابه (توفي وعمره 26 سنة بسبب الحمى الصفراء) لكان بمثابة وليام ‘شكسبير’ أمريكا اللاتينية”، هكذا يصف أحد الكتاب المكسيكيين أول شاعر أدخل تيار الرومانسية في الشعر والأدب إلى بلاد المكسيك. ‘إغناسيو غالبان’، الذي احتفلت مدينته ‘تيثايوكا’، شهر مارس الماضي تزامنا مع اليوم العالمي للشعر، بالذكرى المئوية الثانية لميلاده (1816-2016) كان شاعرا، كاتبا روائيا ومسرحيا، صحفيا وسياسيا ويُعتبر الرومانسي الأول في الأدب المكسيكي.
ولأنه كان سياسيا ثائرا، ينحدر من عائلة مزارعين، فكان لا بد للواقع السياسي لعصره أن ينعكس على شعره ومن الشواهد على ذلك هذه قصيدته المشهورة التي ينتقد فيها وبشدة الأوضاع السائدة في بلاده خلال ولاية الرئيس الدكتاتور ‘سانتا آنا’ خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر حيث كان النظام العسكري يحكم المكسيك ويتخبط في براثين الفساد بشتى أنواعه وجيوشه تلهو بينما كانت البلاد تتعرض للاجتياح المسلح من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. ونظم ‘إغناسيو غالبان’ هذه القصيدة بعد حضور الرئيس لحفل راقص بأحد المسارح ليلة 25 مارس من سنة 1841 وهي بعنوان: “قصيدة عن رقص السيد الرئيس” وفيما يلي ترجمتها:
أُرقصوا، ارقصوا !
أرقصوا بينما يبكي
الشعب الموجوع،
أرقصوا حتى الفجر
على إيقاع تأوه
يطلقه على بابكم
يتيم جائع.
أُرقصوا، ارقصوا !
العراء والجهل
يُلحقان العار بذريتنا،
الفخر والكبر
في أنفة يتباهيان،
ويُوَحشُ روحَها
فجورٌ أخرق.
أُرقصوا، ارقصوا !
أغرقت المدارسَ
شرذمةٌ جاهلة وتافهة
شَيدت سُؤددها
بحظر كل ما ينفعنا
وتقودنا بنفاقها
إلى طريق الشر
أُرقصوا، ارقصوا !
جنود بلا كرامة
يتجسسون علينا دون أن نعلم،
وإلى حيث يُعطون ذهبا أكثر
يطيرون على وجه السرعة:
في المعركة حمامات
ونسور في المدينة.
أُرقصوا، ارقصوا !
إلى “تكساس” قد تقدم
الغزاة الماكرون:
صرختهم الانتقامية
تُعلن حدادا حزينا
على الجمهورية الشقية
التي تجرونها إلى الهاوية.
أُرقصوا، ارقصوا !
جماعات البرابرة 
قد اقتحمت أراضينا،
بالنار والدم تُدمرُ
كل ما تجد في طريقها،
تهتكُ أعراض عذارانا،
وبكل وقاحة تُقَتلُنا
أُرقصوا، ارقصوا !
أوروبا تستغل
حياتنا غير المثقفة،
ومثل نمر تترصدنا
بمخلبها الممدودة،
وباقتراب خرابنا
قد بدأت تحتفل.
أُرقصوا، ارقصوا !
أُرقصوا أيها الأبطال،
حتى ضوء الصباح.
وعلى صوت مدافع
عكا والصين
والجزائر… للخسارة
أفرغوا عشرين كأسا
أُرقصوا، ارقصوا !

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *