*ناصر ثابت
خاص ( ثقافات )
أنتَ
قابعٌ في مساحة صغيرة، ربما لا تتجاوزُ المتر المربع
ترفع عينيكَ إلى الأعلى
يتسلقُ نظرُك نفقاً طويلاً، حتى يصلَ فتحة صغيرة تطل على السماء
لا شيء هناك
كنتَ تقرأ في الكتابات المكرورة المملة أن عليكَ أن تصرخَ بأعلى صوتك
ترفضُ حتى في هذه أن تكون مثل الآخرين
تسمحُ للانفجارات أن تحدث في أعماقك فقط
تنظر إلى اللون الأزرق في نهاية النفق العمودي
تلمحُ غيمة رمادية فحسب،
تصيدُها ثم تطيِّرُها من جديد
تتركُها، وتتذكرُ أوجاعَك
هذه البئرُ العميقة تسحقُ حقَّك في الأمل
تحسُّ بدوارٍ في جذورك
تتمشى اللحظاتُ والثواني على جسدِك كالنمل
ترغبُ في أن تقول شيئاً
ولكنك تتراجعُ
تعرفُ أن كلامَك سيزيدُ من حزنِك
تحسُّ بهبوطٍ في الأحاسيس
وتشعر بانهياراتِ مُدنِك الداخلية
تغلقُ قلبَك، وتجلسُ في حدائق الفراغ
يهشِّمُ القلقُ نوافذك بحجارة الأسئلة
ولا تعرفُ كيف تتسلقُ حيرةَ البئر
لا تؤمن بأحدٍ
ولا أحدَ يؤمنُ بكَ..
أنت ضحية الصدق الأخيرة..!
أنت..