*آلاء حسانين
أن تكون شاعرًا؟
إنه أمر تتحدّث عنه،
بالطريقة ذاتها،
التي تستخدمها لوصف اضطرابك،
وفزعك من خطوط يديك
والخجل الذي يصاحب صوتك
حين تعدّد مرّات انتحارك،
وتشكو
لحشد لا تعرفه،
من ذاتك الأخرى،
التي تحاول قتلك.
أن توسم بالغريب
الذي يمشي على ضوء،
ويجرحه الهواء البارد حين يمرّ
الذي يحدّق في خدوش الجدار
ويقول:
من هنا تخرج القصائد
من مكان في قلبي،
يشبه هذا.
أن تكون شاعرًا؟
جرّب،
– قبل أن تتباهى بذلك-
أن يأتيك الشعر
في مكان عام،
أن تغصّ في قصيدة،
وأنت تعبر شارعًا
أو تمرّ وسط حشد،
أو تشرب كأسًا،
برفقة أصدقاء الحياة اليومية،
الذين لا يأبهون بالشعر.
جرّب، أن تحاول يائسًا
أن تبرّر
لِمَ كنت تقفز
وتصرخ
وتكسر الأشياء
وتشتم العالم
وتجرح نفسك.
لماذا كنت تتلوى هكذا
في طريق عام،
وأن الأمر ليس أنك مجنونًا
أو مصابًا بالصرع
أو بمرض في الأعصاب
لست ثائرًا
ولم تحاول أن تحرق نفسك
في شارع عمومي،
وأن الأمر كلّه،
لا يعدو،
أكثر من قصيدة
تريد أن تخرج.
________
*العربي الجديد