*حامد العظم
تعتبر جائزة نوبل للأداب الجائزة الأكثر رونقاً التي يمكن لكاتب أن ينالها، إذ يدخل من يحوزها التاريخ من أوسع أبوابه، وينال الاعتراف العالمي بنتاجه الأدبي بوصفه إضافة للتراث الإنساني.
مُنحت الجائزة لأول مرة في العام 1901 ومازالت مستمرة حتى اليوم، وقد حازتها أسماء كبيرة في الأدب كالبير كامو وارنست هيمنغواي وتي. اس. اليوت وغيرهم، إلا أن الجائزة أيضاً تجاهلت الكثير من الكتّاب المؤثرين الذين لم ينالوها.
نقدم فيما يلي قائمةً بكتاب ذوي شهرة وتأثير في عالم الأدب لم تكن الجائزة من نصيبهم:
1- نيكوس كازنتزاكيس (1883-1957)
حاز الكاتب اليوناني شهرةً هائلةً بسبب أعماله، سواءاً في الرواية أو المقالة أو الشعر، إلا أن رواياته “زوربا” و”الإغواء الأخير للمسيح” و”المسيح يصلب من جديد” تعتبر الأشهر.
كما أنه يعتبر من القليلين الذين كتبوا الملحمة في القرن الـ 20، إذ أكمل شعراً قصة اوديسيويس بمغامرات جديدة وذلك بعد عودته لايثيكة واستقراره، فحسب كازنتزاكيس اوديسيوس أنه لم يجد الهناء في الاستقرار، فقرر الرحيل بحثاً عن المغامرة. بالرغم من الجدل الذي أثير حوله، رُشح كازنتزاكيس لنوبل في ذات العام الذي رشح فيه البير كامو، إلا أن الجائزة ذهبت لكامو.
2- ميلان كونديرا (1929- الآن)
يعتبر الكاتب التشيكي من المنظرين في الرواية، إلى جانب رواياته التي نالت شهرة عالمية لمواضيعها العميقة والذاخرة بالأفكار النظرية والتاريخيّة.
إلا أن أشهر ما يميز كونديرا هو اشتغاله على تقنية سرد الرواية والتعامل معها كفن، فأعماله كـ “خفة الكائن التي لا تحتمل”، و”البطء”، و”الجهل” تُعتبر من الروائع الأدبية.
كونديرا الذي مازال حياً حتى الآن ومقيماً في العاصمة الفرنسية باريس، لم ينل جائزة نوبل بعد عدة ترشحيات، رغم من أن روايته الأخيرة “حفلة التفاهة” تعتبر شهادةً أدبيّةً متقنةً تختبر الرواية كفن.
3- ادونيس (1930- الآن)
يعد الكاتب السوري علي أحمد سعيد إسبر الملقب بـ “ادونيس” من المرشحين الدائمين لجائزة نوبل، إلا أنه لم ينلها بعد، بالرغم من الشهرة العالمية التي نالها كشاعر من جهة، وكمنظّر وباحث في التاريخ والنقد الأدبي، إلا أنه ما زال على قائمة الانتظار.
يعزو البعض ذلك إلى أمانته الأدبية، حتى أن الكاتب العراقي عبد القادر الجنابي أرسل ملفاً مطولاً إلى لجنة جائزة نوبل، منتقداً فيها مواقف ادونيس السياسية إلى جانب السرقات الأدبية التي يقول الجنابي إن ادونيس ارتكبها.
4- فرانز كافكا (1883-1924)
يعد الكاتب التشيكي الشاب من أيقونات الأدب. ومازالت أعماله كـ “القصر” و”الانمساخ” و”المحاكمة” تثير الجدل حتى الآن وتستفز النقاد في سبيل تحليلها واكتشاف العوالم “الكافكاوية”.
لم ينل الكاتب الشاب الجائزة، فأغلب أعماله نشرت بعد وفاته، إذ كان يرفض نشرها أثناء حياته بل أراد إتلافها، وبالرغم من أن الجائزة لا تعطى لأموات، فإن كافكا كان من المفترض أن يكون حالة خاصة، كما في حياته الأدبيّة.
5- مارغريت دوراس (1914-1996)
الكاتبة الفرنسية صاحبة “العشيق” و”عشيق الصين الشمالية” و”هيروشيما مع حبي”، تعتبر من الأصوات الأدبية النسائية الهامة في العالم، خصوصاً أنها من أصدقاء جان بول سارتر والبير كامو في فرنسا.
وبرغم نتاجها المتميز لم تنل نوبل، بل تهكمت على الجائزة، ومع ذلك تبقى دوراس من الخالدات في عالم الأدب والنشاط النسوي.
6- فيرجيينيا وولف (1882-1941)
الكاتبة الإنكليزية التي انتحرت تعتبر من الكاتبات المثيرات للجدل، فحياتها السوداوية إلى جانب نتاجها الأدبي يعتبران نقطة هامة في تاريخ السرد، خصوصاً الحميمية والهذيانات الذاتيّة التي تتصف بها.
إلا أن وولف وبالرغم من ذلك، لم تنل نوبل، ولربما لو حازتها، لخرجت من الاكتئاب الذي كانت مصابة به.
7- جيمس جويس (1882- 1941)
يعتبر الكاتب الآيرلندي صاحب “عوليس” من الكتاب الطليعين والمؤثرين في بدايات القرن الـ 20، خصوصاً بوصف نتاجه امتداداً لسيد الملاحم هوميروس.
أقرت أعماله على الكثير من معاصريه كبورخيس وصموئيل بيكيت وغيرهم، ما جعله من أهم الشخصيات الأدبية في القرن الـ 20 سواءاً على صعيد الرواية أو الشعر، إلا أن جويس لم ينل نوبل بالرغم من تناول نتاجه من قبل النقّاد والمفكّرين كجاك لاكان و جاك دريدا.
8- اومبيرتو ايكو (1932-2016)
الكاتب الإيطالي نجم من نجوم الأدب، فإلى جانب اشتغاله النقدي وأعماله الفلسفية، يعد ايكو روائياً كبيراً، وذا تقنية وبنيان سردي متماسك. اشتهرت رواياته عالمياً منذ روايته الأولى “أثر الوردة”.
بعدها تتالى نتاجه، كـ “بندول فوكو” و”مقبرة براغ”، لكن ايكو لم ينل نوبل، ومازال حتى بعد وفاته متربعاً على عرش العظماء في تاريخ الأدب ككاتب وناقد وفيلسوف.
9- خورخي لويس بورخيس (1899-1986)
القاص الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس من أهم كُتاب القصة القصيرة في العالم، ترجمت مؤلفاته للعديد من اللغات، وتعتبر مفتاحاً لكل من يريد أن يمتهن الكتابة.
إلى جانب المتعة التي تسحب القارئ إلى عوالمه المتخيّلة والغرائبيّة، فبروخيس الذي يقترن اسمه بـ “القراء” بوصفها نمط حياة وتفرغ كامل، لم ينل الجائزة، والبعض يحيل ذلك إلى مواقفه السياسيّة، إلا أنه بقي الشيخ الأعمى الذي تأسرنا قصصه وتحملنا إلى عوالم لم تكن لتخطر بالبال.
__________
*هافينغتون بوست عربي