باندورا.. حمّالة الأمل؟


*د. أم الزين بنشيخة المسكيني


باندورا.. يا امرأة من رحيق الآلهة، لماذا تغلّقين علبتك وتبخلين علينا بالأمل؟ ها أنت لا تزالين تجوبين الأفق تائهة عنّا.. هل تكرهين البشر؟ أم أنتِ كما أنتِ تبحثين عمّن هو جدير بأن تمنحيه كلّ النعم؟.. ولا زلنا من قلب الأسطورة نرمقك على مهل.. علّك تفتحين العلبة ثانية رغم تباعد الأزمان بيننا واختلاف المحن.. كلّ المسافات بيننا وبينك تمّحي لو بادرت ثانية بتحرير ما تبقى في علبتك من الشرور.. وأنتِ تعلمين جيّداً أن لا شرّ تبقّى غير الأمل.
هكذا حدّثت روح قديمة مرّت بطيفها فوق مدائننا هذا المساء وهي تشفق على أرواح أخرى تطير هناك مذعورة من شدّة زحام القتلى وهروب المدن من المدن..
وتجيبها روح صديقة ماتت لتوّها قبل المساء وبعد الصباح، تهبّ عليها برياح من الجنوب، بكلّ أشكال الجنوب:
«مرحباً بالخريف..
وبكم..
في قصائدنا.. في الجنوب
وليكن عامُنا عام موتى..
نعيش على قوّتهم كلّما لم نجد حاضراً في الحياة
وليكن واو عطف،
قطاراً سريعاً،
مصاعد تعلو إلى ممكن في اللغات
وليكن للنسائم والريح حقّ الطبيعة..
حقُّ الهبوب
مرحباً بالخريف
وبكم..
عندنا..
في جنوب الجنوب».
هكذا قال الشاعر التونسي الراحل محمد الصغيّر أولاد أحمد ضمن «مسودّة وطن».
نعم، طوبى للشعراء، وحدهم يملكون «مسودّة وطن»، من أجل منحنا مسودّة أمل حيث لا أحد يعبر بؤس العالم غير الشعراء. هكذا حدّث هيدغر مؤوّلاً قصيدة «الخبز والنبيذ» حيث يسأل هولدرلين في حسرة الشعراء قائلاً: «لماذا الشعراء في زمن البؤس؟» وحيث يردّ الفيلسوف الصدى في ألم الفلاسفة: نعم طويل هو ليل بؤس العالم، لكنّ القصائد وحدها بوسعها أن تعبر هذا الليل، لأنّ الشعراء هم حماة المقدّس.
وترمقنا باندورا من بعيد، من زرقة سمائها، بالرغم من الليلة الظلماء في سمائنا، كي تفتح العلبة ثانية لنثر الأمل في عمق قصائدنا المعتّقة بالدماء وبخمور الفقراء، وتجيبنا همساً أن اصعدوا كي تروا الدنيا.. «فمن لا يحبّ صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..».
لولا فسحة الأمل
«ما همّنا والأرواح» قال جسم على ملكية لاجئ ملقى هناك على قارعة الدول.. جسم لاجئ لم يعد يملك حتى مسودّة من وطن.. لقد جئناكم إلى هنا نطلب خبزاً وثوباً بعد سقوط الديار وموت المدن.. ما همّنا والأمل، ولا أمل إلاّ لليائسين.. ما همّنا والأمل وهو انفعال الخائفين.. وتتخاصم الأسئلة وتشتدّ أمام علبة باندورا جاءت تسلّمها إلى أصحابها حين صار العصر لا ينتظر شيئاً لولا فسحة الأمل..
هي الأسطورة تسعفنا حين يضيق العقل وتحتدّ الأشواق بنا إلى ترجمان جديد. لأنّك «أن تحيا بلا أمل هو أن تكفّ عن الحياة». (دوستوفسكي)، ولأنّ «الأمل هو ملكك الوحيد حينما لا تملك شيئاً».
ماذا هيّأنا لأبنائنا حتّى يكون المستقبل ممكناً مرّة أخرى في ديارنا؟ «هيّأنا لهم القصيدة كلّها»، فهل ستنتصر القصيدة على المكيدة؟ هل لا يزال بوسعنا فتح علبة باندورا ثانية بعد أن غلّقناها بكلّ أشكال فظاعات هذا العالم؟ أيّ أمل ممكن في عصر صار اليأس فيه عنواناً كبيراً يسيطر على بعضنا وربّما على كلّنا؟ ماذا يستطيع تنشيط الأمل في لحظات الوهن؟
الأسطورة أيضاً ملك لنا.. أبداً لم تستطع الإنسانية أن تستغني عن أساطيرها حتى في أقوى لحظات ازدهار علومها. فمن الأساطير قُدّت عقولنا، منذ كنّا أطفالاً، وربّما نبقى دوماً أطفالاً، لأنّ من يكبر ينسى كيف يحبّ الحياة.. ومن ينسى أساطيره الأولى لن يذكر كيف سيواصل السير حتى في الظلام.. ومن الأسطورة الأولى تلوح لنا باندورا، هي تشبه حوّاء لمن يريد أن يذكر أساطيره بخير. ولنقل أنّ باندورا الوثنية، مثل حوّاء التوحيدية، هي أوّل امرأة أرسلتها الآلهة إلى البشر. وقد جاءت تحمل إلينا، إلى أنفسنا أو إلى من يقوم مقام أنفسنا، جرّة أو علبة، كما يحلو لكم، وفيها كلّ الشرور،. بكلّ الاستعارات الحيّة كي نقضم من تفّاحة الخطيئة كما يُقال عن حوّاء. لكنّ الفرق بين باندورا وحوّاء هو الفرق بين قصّتين مختلفتين لأصل الشرّ في العالم. غير أنّ الشرّ يحمل وجهاً واحداً، لدى الوثنيين كما لدى التوحيديّين بالرغم من اختلاف وجه المرأة التي سرّحت الشرور في العالم.
عصيان
هذه المرأة الأسطوريّة، بجمالها وأكاذيبها، بروح التطفّل العميق في طبعها ستفتح العلبة بالرغم من وصيّة الآلهة بألاّ تفتحها، فالآلهة تعرف مسبّقاً دوماً مدى ضعف مخلوقاتها، وتعرف أيضاً أنّ وصاياها هي كالخديعة، تمتحن بها البشر حيث سيخطئون على الدوام في حقّ البشر، وحين يضعف البشر حتى وإن خلقوا على أحسن صورة، لا ينتشر من ضعفهم غير الشرور. هكذا تفتح باندورا علبتها هي التي سريعاً ما غرّر بها هرمس كي تسقط في شرّها الطبيعي فيها: الكذب والتطفّل.. تحرّر باندورا كل الشرور التي أسرعت جميعها كي تصيب البشر وكي تنتشر بينهم حيثما حلّوا.. فتصيبهم الشيخوخة لأنّهم وقعوا في الأرض، وكل ما يقع في الأرض يسقط تحت طائلة الزمن.. وتُصيبهم الأمراض والمجاعة والحروب والبؤس.. والغطرسة.. والخديعة والرذيلة.. كلّها.. لا أحد من الشرور أبطأ في القدوم إلينا.. فما أسرع الشرّ بيننا وما أبطأ الخير في قلوبنا.. هكذا أرادت الآلهة أن تنتقم من بني البشر كي تثأر من برومثيوس الذي سرق منهم النار وطفق يوزّعها على الناس، ظنّاً منه أنّ النار هي أعظم أنواع الخيرات الإلهية التي يمكن للبشر أن يزاحموا فيها الآلهة.. فبِنار الشرور احترقوا وكل ذلك ضرب من القدر..
بين الشرّ والنار، كان عليهم أن يختاروا لكنّهم جمعوا الاثنين معاً.. لأنّ باندورا هي أيضاً شرّ أرسلته الآلهة للبشر، وهذا الشرّ ليس بدوره سوى نار الشهوات ضدّ نار برومثيوس التي وزّعها على البشر. وفي كلتا الحالتين تجعلنا الآلهة بين نارين وحفنة أخرى من الشرور.. وكلّ ذلك ضروري من أجل أن يكون ثمّة عالم من البشر..
لكن الأسطورة لا تنتهي ههنا. فباندورا المرأة الإلهية التي قُدّت من نار الآلهة وشرور البشر، لا تزال واقفة هناك في عمق المخيال اللاهوتي تحمل بيدها علبة زيوس كبير الآلهة، وهي تهرع إلى غلق العلبة لتوّها مفزوعة من هول الشرور وتسارعها المذهل في نشر التعاسة بين البشر. وحين غلّقت العلبة، لا شيء تبقى منها داخلها غير الأمل. هل كانت باندورا تعلم أنّها غلّقت العلبة على الأمل؟ أم كان فعلها الذي جاء على عجل فعلاً عن فزع، هو مجرّد سهو وزلّة لسان هي زلّة مجاز.. يجوّز العبور دوماً إلى علبة أخرى تحمل شروراً أخرى..؟
لقد كان الأمل أبطأ أنواع الشرور فلماذا يبطئ الأمل ويسرع البؤس حثيثاً نحونا؟ ولماذا تظلّ المرأة هي من يحمل الأمل ومن يبخل به معاً عن أفق البشر؟ أم أنّ الأساطير أوهام نسينا أنّها كذلك؟
باندورا واسمها الذي أخذته عن الآلهة يعني لغة «المزيّنة بكلّ النعم»، فهي أمّ الخيرات، وهي تلك التي تخرج النعم من كلّ الأعماق وتهديها إلى البشر، وهي ربّة الأرض التي تشرف على الإنجاب والخصوبة، ولقد صنعها هيفيستوس من ماء وطين ووهبها زوس إلى إبيتيمي أخ برومثيوس كي تكون زوجة له، وبالرغم من وعد إبيتيمي أخاه برومثيوس بألاّ يقبل من زيوس أيّة هديّة، فهو قد قبل بباندورا.
إنّ كلّ أحداث الأسطورة إنّما هي في جوهرها رمزية عميقة لصراع الآلهة مع البشر، ولخضوع البشر دوماً إلى شكل من القدر. وقد كتب هزيود الشاعر الروماني الكبير عن هذه الأسطورة ما يلي: «قديماً، كانت قبائل البشر تعيش على الأرض بمنأى عن الأعمال الشاقّة والأمراض الخبيثة التي تؤدي إلى الشيخوخة، لأنّ البشر الذين يتألّمون يشيخون حتماً. وها هي باندورا تحمل بيديها علبتها، وبمجرّد أن ترفع غطاء العلبة، تنتشر الشرور الفظيعة التي كانت محبوسة فيها بعيداً في كل مكان. لكن وحده الأمل بقي معلّقاً على شفاه العلبة فلم يطر البتّة. ومنذ أن أسرعت باندورا بغلق العلبة بأمر من جوبيتير.. أحاطت بالبشر آلاف المصائب من كلّ صوب وحدب: وامتلأت الأرض والبحر شرّاً.. لأنّ جوبيتير قد حرمهم من الصوت.. إذ لا أحد بوسعه أن يفلت من مشيئة جوبيتير».
وفي رواية أخرى أنّ علبة باندورا كانت تخبّئ أيضاً كلّ النعم الإلهية، التي منذ أن حرّرتها باندورا من علبتها، طارت نحو الأولمب، تاركة البشر وشأنهم، هؤلاء لا شيء تبقى لهم من أجل التغلّب على الشرور غير الأمل نفسه. ليس الأمل شرّاً محضاً، بل هو شرّ جميل. لذلك لم يشأ أن يخرج مع بقية الشرور لأنّه لا يشبههم، لقد بقي معلّقاً على الحدّ الفاصل بين عالم البشر وعالم الآلهة، غير أنّ الأمل ليس بطيئاً لنقص فيه، بل البطء هو الذي يجعل منه انتظاراً لممكن آخر من ممكنات البشر. فللقدر مزالقه التي ينبغي أن نتمهّل عندها.. ليس علينا دوماً أن نحثّ الخطى.. قبل رسم الطريق.. رغم أنّ الطريق لا وجود له إلاّ حينما نخطو خطوة أولى.. ورغم ذلك من يضيّع الطريق لا يعرف كيف يمشي.. لا أحد بوسعه عبور الصحراء، ورغم ذلك بوسعنا دوماً أن نخطو خطوة نحو الواحة.
عقوبة أم هدية
هل كانت باندورا إذن محبوبة الآلهة، هذا الكائن الذي يرمز إلى نار الشهوة، ضدّ نار برومثيوس، عقوبة أم هديّة للبشر؟ باندورا امرأة من الاستثناء والعبث: عبث الأقدار واستثناء الألوهة بيننا. هي طوفان من الأسئلة الثقيلة، هي الأمل لأنّها الخصوبة والحياة وهي شرّ جميل لأنّها ترمز إلى سقوط الإنسان ضمن مكنة الزمن. لكنّ باندورا لم تنته في الأسطورة. إنّها لا تزال تحمل علبتها وترتحل بيننا في كلّ مكان: لقد تعدّدت أسماؤها وتزيّنت أطيافها بكل ألوان الحديقة: حديقة أبيقور وحدائق بابل المعلّقة، وحدائق قلوبنا التي تعتعها الانتظار أمام طوابير لا تنتهي. لقد تعدّدت أسماؤها في الذاكرة الفسيحة للإنسانيّة فهي حمّالة الأمل حيثما حطّت بها رحال الاستعارة الحيّة: باندورا هي حوّاء (ديانات التوحيد) وهي زنوبيا (الشرق العظيم)، وهي كريشنا (الهند)، وهي خنساء (العرب)، وهي أسماء (المسلمين)، وهي شهرزاد (العربية) وهي علّيسة (قرطاج)، وهي كلّ النساء ولا واحدة.. هي الأمل والرجاء معاً، ونقطة التقاطع بينهما جدّ غامضة غموض الأفق الذي نحدّق به حينما تضيق بنا الدنيا وتنقلب المدائن إلى أمكنة صالحة للموت في وضح النهار.. وحين يطول ليل بؤس العالم قد نعود إلى الشعراء، نتدثّر بالقصائد أو إلى الرسومات نحدّق بلون يرسم لنا أفقاً حين تضيق بنا خرائطنا وحدودنا المرتعشة على شفاه الدول.. أو إلى الأغنيات نصدح بها عالياً كي تبقى ثمّة حياة..
ولولا هرمس الذي علّمنا الكذب وحبّ الاطّلاع، لما فتحنا العلبة الإلهيّة ولما بلغتنا رسالة السماء أنّه دوماً ثمّة أمل بين يدي كل امرأة جميلة.. إنّ حبّ المعرفة إذن والشوق إلى كشف الأقنعة وتعرية المستور هي التي جعلتنا نكتشف أنّ ثمّة أملاً ما حتى وإن أبطأ في القدوم إلينا، وأنّه بالرغم من سرعة انتشار الشرور بيننا، لا يزال في علبة باندورا بصيص من الأمل العالق بيننا وبينها، بين عالم البشر وعالم الآلهة.. ولا يهمّ من أيّة جهة سيقبل الأمل، من جهة الرجاء الإسكاتولوجيّ اللاهوتي أم من جهة الأمل الدنيويّ البشري، فكلّ الجهات بحوزتنا ما دمنا قادرين على الإبصار وعلى حراسة المدى الذي ترسمه عيوننا أو دموعنا، إذ «في كلّ الدموع يختبئ أمل ما» (سيمون دي بوفوار).
ليس الأمل مجرّد مفهوم نظريّ نفكّر فيه في ضرب من الترف الفكريّ أو هو موضوع تسآل طوباويّ حول الأفق الممكن لشعب ما، بل إنّ الأمل هو مقياس علمي من أجل اختبار نموّ مجتمع ما، أي نجاحه أو فشله، سعادته أو تعاسته، فالأمل في الحياة يُعتبر منذ زمن في علم الديموغرافيا من بين أهمّ الوسائل العلمية لتقييم قدرة مجتمع ما على الاستمرار، على النموّ والسعادة. إنّ مجتمعا يسود الأمل بين أفراده هو مجتمع تنتصر فيه الحياة، ومجتمع أفراده خائفون ومتشائمون، هو مجتمع فاشل وتعيس. آن الأوان أن نجدّد أسئلتنا، وأن نصقلها على نحو مغاير. آن الأوان أن نحرّر أسئلتنا من الخائفين والمتشائمين واليائسين.. وأن نعيد إلى العالم قدرته على مشاعر الفرح…
إلى أيّ نوع من المجتمعات نحن ننتمي؟ إلى مجتمعات الأمل أم إلى مجتمعات اليأس والتعاسة؟ ماذا بعد «الربيع العربي» هل خريف ينتظرنا أم صيف تشتدّ فيه الظهيرة وتطول؟ هل نقول إنّ الحياة قد استُبيحت في كل مكان، وأنّ العالم صار له وجه واحد في كلّ المدن؟.. كلاّ، بل نقول: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».. فنحن نملك كل مساحة الممكن بحوزتنا.. ولا أحد وصيّ على مستقبل البشر.. لأنّه ثمّة دوماً فرصة لغد آخر.. وإنّه عند مغيب الشمس تظهر دوماً النجوم في ليلة قمراء.. وإن اعترض علينا قائل: «أيّ أمل في عصر نهاية الإنسان والتاريخ والمعنى واليوتوبيات؟» قد نقول له: وحدهم المتشائمون يتمسّكون بالنهايات، لذلك، «علينا أن ننهي فكر النهايات، فالنهايات لا تنتهي لوحدها» كما يقول ألان باديو.
استعارات
تعدّدت أسماء باندورا في الذاكرة الفسيحة للإنسانيّة فهي حمّالة الأمل حيثما حطّت بها رحال الاستعارة الحيّة: باندورا هي حوّاء (ديانات التوحيد) وهي زنوبيا (الشرق العظيم ) وهي كريشنا (الهند) وهي خنساء (العرب) وهي أسماء (المسلمين) وهي شهرزاد (العربية) وهي علّيسة (قرطاج). وهي كلّ النساء ولا واحدة.. هي الأمل والرجاء معا، ونقطة التقاطع بينهما جدّ غامضة غموض الأفق الذي نحدّق به حينما تضيق بنا الدنيا وتنقلب المدائن إلى أمكنة صالحة للموت في وضح النهار.
باندورا وحواء
على خلاف حوّاء التي لا يذكر القصص التوحيدي وجهها جيّدا، وهو يستحي ربّما أن يكشف ذاك الوجه، فإنّ باندورا امرأة اجتمعت كل الآلهة كي تصنعها على أحسن خلقة: أثينا وهبتها الحياة، وأفروديت الجمال وهيرا الغيرة، وهرمس منحها الكذب وفنّ الإقناع وحبّ الاطّلاع. أيّة امرأة هذه التي جمّعت فضائل الآلهة في جسم واحد؟ هي المرأة الأولى، أمّ البشر، لذلك كان ينبغي أن تكون كاملة بهذا الشكل، كما منحوتة يونانيّة تتهادى في كبرياء رخاميّ إلى الأبد، لا تخجل من عرائها ولا من طبعها كصنم قديم، رغم تحطيم الأصنام، في مدن تخاف حتى من أصنامها.
___
*الاتحاد الثقافي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *