*زينب رَياض
خاص ( ثقافات )
أَجِدُ التعريف عن الوجه ، أمرًا جادًا و صلبًا كمن يطرُق بيده بابًا من حديد فينعكس الصوت بطريقة غير مسبوقة لكن الأمرَ جيدٌ و لابُدَّ منه ..
عندما تلتصق بي الأرصفة و يكتفون المارة بالسؤال المتكرر ، ينبعث الضوء الذي بداخلي فيحول القنوط بيني و بين الإرادة .. ليس في وسعي تحمل سذاجة التعاريف الصباحية و النظر في وجه كل من يبصق على الأرض أو تُشوّش السُّحب تركيبة رجولته ، أثناء هطول المطر أو بعد..
إنَّ الكثير ممن سألوني ” من أنتِ؟ ” ، أقول لهم أنا فلانة ابنة فلانة رغم أنَّ أمِّي تستحق تكريما أكبر من التصفيق لنكرانها الذات كما أودُّ التوجه إليها بالشكر و أعلم أنها ستقبل اعتذاري ذات يوم .
إنَّني من الذين يكتفون بذكر وطنهم الأم و مدينتهم التي تحتفل بشبابها و تدُسُّ شيخوختها في أوجه السكان فقد سبق لي أن حاولت الاطلاع على وجهي في المرآة لكنني خِفتُ ، اندهشت و انكمشت .. طرحتُ على التي تنتصِبُ أمامي أسئلة عدَّة فلم أتلقى جوابا مُقنعا يجعلني أتعود على النظر و الوقوع في حُبِّها …
إنها نفسي التي تُحملق أما جسدي الطري و عينيَّ البنيتين ، شعري الملَوَّن .. عبارة عن واجهات سبق أن رسمها أحدٌ ما بقلم حبر جاف ..
هناك الكثير ممن ينفون عمري الحقيقي كما لو أنني سعيدة حقا به فالعشرون قادمة لا محالة ، غدا ..و إنِّي لستُ مكترثة حقًّا لتهاتفهم و صخبهم ، نكرانهم و تكذيبهم ..
يبقى الشيء الأخير الذي يُبقيني على قيد الفرح ، بين هنيهة و أُخرى ، أستنشق الشاي و أُعطِّر رقبتي برائحة أختي .. أنبعِثُ هنا و هناك ثم أجلِسُ كي أُعرِّف بنفسي هو أن أقول :
أُدعى زينب ..