سكوت باري كوفمان/ ترجمة: آماليا داود
أيهما يعزز الإبداع.. الحب أم الشهوة؟
الحب والإبداع يرتبطان ارتباطاً وثيقاً. العديد من العشاق عبروا عن الحب والموهبة من خلال إظهار الإبداع، لكن ماذا عن الشهوة؟ هل تدفع الشهوة المبدع إلى نفس درجات إبداع الحب؟
مع الاعتراف أن الشهوة والحب تجتمع في الشخص الواحد، جين فورستر وزملائه جادلوا في مقال صحفي أنهما يمكن أن ينفصلا، وبالفعل، الطبيبة الين بيشايد وإيلاين هاتفيلد أكدوا على أن الجنس والحب “أولاد عمومة “فكلاهما مرتبطان في أذهان الناس لكنهما مختلفان أحدهما عن الآخر، ويمكن أن تنتجا أثار نفسية مستقلة، وفقاً لدراسة فوستر وزملائه:” الحب والشهوة يؤديان إلى طريقتين مختلفتين لإدراك العالم”.
يرى فوستر وزملاؤه ارتباط الحب الرومانسي مع وجود رغبات حالمة، وارتباط بأهداف طويلة الأمد. ويرون أن الشهوة مرتبطة أكثر بـ”هنا وهناك”، والرغبة في الانخراط في النشاط الجنسي، وبناءً على هذا الرأي توقعوا أن يكون التركيز على الحب على المدى الطويل من شأنه أن يعزز التفكير الشمولي والفكر الخلاق، في حين أن الشهوة تنطوي على التركيز على الحاضر ومن شأنها أن تعزز الفكر التحليلي.
في الدراسة الأولى، طُلب من المشاركين تخيل فترة طويلة من المشي مع المحبوب (أو الشريك المثالي إذا كان المشارك أعزب)، بينما يحاولون تجربة حبهم لهذا الشخص، والعينة الثانية طُلب منهم تخيل ممارسة الجنس العرضي مع الشخص الذي يعجبهم، لكن لم يقعوا في حبه. في حالة السيطرة يتخيل المشاركون نزهة لطيفة بشكل تلقائي، بعدها طلبوا منهم حل مشاكل الفطنة الإبداعية، بالإضافة إلى أربعة مشاكل تحليلية بالتفكير المنطقي.
وقد وجد الباحثون أن أولئك المجهزين بأفكار عن الحب كانت لديهم أعلى المستويات من الأفكار الإبداعية، والمجهزين بأفكار الشهوة حققوا أدناها، في حين أن الذين يفكرون في الشهوة كانت لديهم أعلى مستويات من التفكير التحليلي، والذين تخيلوا مشاهد الحب كان لديهم أدناها.
ولنرى كيف يتحكم اللاوعي في النتائج، قام الباحثون بعمل دراسة ثانية حيث يُجهز المشاركون بشكل لا واعٍ إما للحب أو للشهوة، عن طريق وميض من الكلمات المرتبطة بالحب (الحب، المحبة، أن نحب)، أو الشهوة (الجنس، الشبق، النشاط الجنسي)، وهذه الكلمات وضعت على الشاشة في أماكن لا يمكن التنبؤ بمكانها أو بتوقيتها، وطُلب من المشاركين الإشارة بالفأرة إلى أماكن ظهور الكلمات لليمين أو لليسار بسرعة وبدقة.
ومرة أخرى وجدوا نفس النتائج، أن الأشخاص الذين تم توجيههم إلى الحب كانوا أكثر قدرة على الحلول الإبداعية، بينما الذين تم توجيههم إلى الشهوة حققوا مستوى أدنى في الحلول الإبداعية، بينما حققوا نتائج أفضل في التفكير التحليلي والموجهين نحو الحب حققوا نتائج أدنى في التفكير التحليلي.
والاستنتاج الذي توصل إليه الباحثون: “الحب يعزز التعامل مع العالم والتفكير الإبداعي، بينما الشهوة تعزز التعامل المحلي والتفكير التحليلي، ومع ذلك، خلافاً للفكرة البديهية عن الإبداع والتفكير التحليلي كقدرات ثابتة أو كسمات شخصية مستقرة، إذ يمكن أن يتم تغييرها من قبل الإشارات البارعة في البيئة، أو مجرد التفكير بها في بعض الحالات”.
وفي دراسة أخرى ذات صلة، قام بها فلادس غريشغفيش وزملاؤه (حول: محبة الإلهام) أكدت أن الرجال المبدعين تزداد قدراتهم الإبداعية بغض النظر إذا فكروا بعلاقة طويلة الأمد أو قصيرة الأمد، بينما بالنسبة للمرأة المبدعة يزيد الإبداع فقط عندما تفكر بعلاقة طويلة الأمد، مع شريك ملتزم، وهذه الرغبات المتباينة تتماشى مع التنظير التطوري للاستثمار الأبوي، لأن المرأة معرضة للمخاطرة أكثر من الرجل في العلاقات القصيرة الأجل، وعلى المرأة أن تشترط ضمان الالتزام قبل رغبتها في الاستثمار في الإبداع.
المرجع:
فوستر، كيا أوبستيود واوزسيل: لماذا يملك الحب أجنحة بينما لا يملكها الجنس، كيف يؤثر الحب والجنس على التفكير الإبداعي والتحليلي، شخصية ونشرة علم النفس الاجتماعي.
المصدر: psychologytoday.com