عبد الرحمان الكياكي
خاص ( ثقافات )
تؤسس رواية “المنعطف” للحبيب الدائم ربي واقعها النصي من خلال تعالق بنيات سردية صغرى، ولملمة اليومي المبتذل في شخص بطل الحكي (عثمان). التلميذ.. والطالب.. والأستاذ وعلاقته بالواقع الاجتماعي، من خلال فضاءات متعددة: فضاء القرية.. فضاء المدينة.. وفي علاقته بشخصيات تحمل بصمات هذه الفضاءات بل تؤطرها وتشكل وعيها. وعبر هذه الفضاءات يتعالق المحكي في صيغ حوارية موازيا لمجموعة من المحافل السردية (السارد في علاقته بالمؤلف الحقيقي. والمؤلف الضمني، والمسرود له الواقعي والمفترض كذلك) ويتوزع ذلك بين (المفتاح الاول) و(القفل الأول) فـ(المفتاح الثاني) فـ(القفل الثاني) و(المفتاح الثالث). محصورة هذه المفاتيح والأقفال بين (تحذير غير حكومي) و(خاتمة غير مريحة).
وضمن هذه المسافة السردية تفضح المنعطف تقنية الكتابة على امتداد البنيات السردية الصغرى في تعالقها بالمحكي الأصل، والتشكيك في طبيعته من خلال مستويات النص السردي، وبذلك فالمنعطف تنحى منحى تخيليا، وتصوغ واقعا نصيا يخلخل بنية النسق النصي التقليدي، ويكسر طولية السرد من خلال أصوات توجه تارة وتكشف تارة أخرى على لعبة الحكي. كما تحاول ببنائها وضع سيرة للكتابة، والثورة على (سلطة القواعد الجاهزة). فالسارد يعمد إلى فضح تقنية الكتابة، وموقع الكاتب المفترض، والعلاقة السيئة والإيجابية بينه وبين قرائه. ومن هذا المنطلق فرواية المنعطف تطرح وبإلحاح التركيز على السارد في علاقته بالمؤلف الحقيقي، والضمني والمسرود له ضمن بنائها السردي المفتوح، والغير المكتمل. وبذلك فالمنعطف تتميز بوجود سارد يعد الوسيط بين الكاتب (الأنا الثانية للمؤلف).
والنص المحكي، أو البنية الحكائية للقصة المروية. هذه البنية التي هي من اختلاق الكاتب، والتي ينتمي إليها السارد، وينقل العالم المسرود إلى القارئ المفترض/ القراء المفترضين. في (المفتاح الأول) وبعد التحذير الغير الحكومي يتدرج السارد في حوار داخلي، وفي علاقته بالمؤلف الحقيقي (الحبيب الدائم ربي)، مبدع العمل الادبي، والذي يوجه رسالة أدبية إلى قارئ واقعي. ليكونا معا – المؤلف الواقعي والقارئ الواقعي – شخصان حقيقيان. (لاينتميان إلى العمل الادبي، بل إلى العالم الموجود بالفعل، حيث يعيشان بمعزل عن النص الادبي) (1).
ولكي يرقى مستوى القارئ الواقعي إلى المؤلف الواقعي، من أجل فك رموز الرسالة الادبية، عليه أن يمتلك شفرة المؤلف الجمالية، والأخلاقية، والاجتماعية والإيديولوجية. (2). (أنفتك يا أنا – تصيرك شاذا، تحيا حياتين دون أن تنعم بواحدة (أمرين أضعت فيك)، أبوك يجهل أمرك، يؤمل خيرا فيك (غرسوا فأكلوا، ونغرس فنأكل، أمك تردد: ولدي سيكون دركيا يرفع رأسي وسط القبيلة. والقبيلة ضد هذه الرغبة آه لو علموا لأن يشج رأس المرء شطرين خير له من العيش بوجهين، ولكن (بلغت الدماء الثنن) ولا سبيل إلى الاعتراف، ستظل التلميذ، والطالب وكل شيء، ستظل تحكي مغامراتك الوهم دون أن تقبل أنك ابن طويهر الحقير، أجل ابن طويهر المطرود من الدراسة وطارق مات فطرد أبناؤه تباعا كالجرذان من الاندلس) (ص 12-13). بعدما نتج المؤلف الواقعي عمله الادبي، نتج أناه الثانية (أناه الروائية الثانية)، أو مؤلفا ضمنيا، أو مؤلفا مجردا. نتج كذلك قارئا ضمنيا أو قارئا مجردا.
إن المؤلف المجرد هو منتج العمل الأدبي، الذي ينقله إلى المتلقي المجرد، وهما ينتميان إلى العمل الأدبي، لكن دون أن يكونا مشخصين فيه مباشرة.. وحسب باختين فهما يمتلكان موقفا تأويليا أو أيديولوجيا، غير أن الأساسي الذي تطرحه المنعطف، هو كيف يحدد المؤلف المجرد أفق انتظار قارئه المجرد/ – قراءة المفترضين -؟؟ باعتبار هذا القارئ هو استراتيجية تراقب بها الكتابة ذاتها، ولكي تتحقق هذه الاستراتيجية على المؤلف المجرد أن “يرجع إلى سلسلة من القدرات (…) التي تعطي المضمون للعبارات التي يستعملها، وعليه أن يتحمل أن مجموع القدرات التي يرجع إليها هي نفسها التي يرجع إليها قارئه… إن المؤلف هنا يفترض قارئه النموذجي، ويختار الإرث المعجمي والأسلوبي” (3).
إن كلا من المؤلف المجرد والقارئ المجرد يمثلان استراتيجيتين نصيتين، ويأتي سارد الرواية الذي يؤدي وظيفة سردية، يراقب البنية السردية، فهو مختلف عن المؤلف المجرد الذي يخلقه، إنه يتكلم داخل النص ويفترض نوعا معينا من المسرود له، فكل نص سردي يضم ساردا، فاعلية تنظم عملية السرد، والمسرود له، استراتيجية تضمن بها فاعلية السارد مراقبة السرد. “وأنا كراو لاحق له في مال سيده”. (ص21). غير أن مايميز المنعطف كنص سردي يضع مستويات النص السردي موضع تساؤل هو تدخل السارد في أقوال الكاتب، والاعتراض عليه وأحيانا توضيح بعض أقواله، واستفزازه، واستفزاز المسرود له، وقد يحدث أن يرد الكاتب على الراوي، وتدخلاته، والسارد تغلب عليه السخرية على اعتبار أن هناك مميزات متعددة للسارد (وظائف السارد) (سارد ساذج.. سارد هزلي.. سارد سريع التأثر والانسياق مع السرد.. سارد تغلب عليه السخرية.. وآخر تظهر عليه برودة التأدب(4).
“والآن أيها القراء الكلاب بعدما كشف لكم الكاتب عن أوراقه، وفضح تقنيته، فإنني كراو – وما على الراوي إلا الرواية – سأربط بين ما رأيتموه قد تمزق شر ممزق بالله لاتنصرفوا عن الاستماع إلى الكاتب الذي يتخفى ورائي، فهو ولاشك موهبة نادرة في الكتابة… (الحق أقول أني أتملقه فهو شخص يفتقر إلى أبسط شروط الكتابة فهل هذه –بالله عليكم – رواية؟ لا عليكم سأربط الخيط بين الشتات).. (ص27). بعدما كشف الكاتب عن أوراقه وفضح تقنيته وهو مايعرف بتعرية التقنية. يبدأ الراوي في الربط بين الشتات بحكيه عن الواقع الممزق، وعن الشخصيات التي تنقلت عبر فضاءات متعددة أمثال: طاهر وعثمان بطل الحكي. ينبغي النظر إلى سارد المنعطف كمستوي نموذجي للنص السردي، غير أنه يجب أن لاننسى وساطة المؤلف المجرد (حسب لنتفلت) التي تشكل أيضاً وفي مستوى أعلى الخاصية المميزة للحكي، فالمؤلف المجرد هو الذي خلق العالم الروائي الذي ينتمي اليه السارد الخيالي الذي ينقل العالم المسرود إلى المسرود له. “لاحظ أيها القارئ الغبي أن الامر مجرد رواية، أما الواقع فلا وجود فيه لهذا البتر المفتعل للأحداث” (ص27).
وقد تبرز صور المسرود له بعد مناداة السارد له، اما بصورة سلبية “أيها القارئ الغبي ألا تعتقد أن اللون الاحمر والأخضر في الحلم ليس سوي واحد من الرموز الباشلارية، تأمل راية بلد كالمغرب وسترى العجب العجاب”. (ص30). أو ايجابية: “أيها القارئ الكريم لاحظ أن الكاتب الأمي يخفي الحقائق، فربما إذا افترضنا دعاواه جاز لنا أن نقول ان الطرد طاله لأنه كان خارجا عن نظام اللغة وبالحرف الواحد.” (ص36). وقد يحدث أن يتدخل الكاتب ردا على السارد لأنه يعرف نواياه، ونوايا قارئه المفترض، بعدما حدد أفق انتظاره. “ألا تلاحظ أيها القارئ الكريم أن الراوي يخوض في أمور سياسية خطيرة، بل انها بالفعل تمس بأمن الدولة…” (ص33).
“المرجو من القارئ أن يفكر معي في تنحية الراوي جانبا والقيام بمبادرة هامة في منحي مقاليد الحكم، وسيراني أفضح أمور الرواة واستهزائهم بالواقع والفن، بالكتابة والقراءة في أن..” (ص59). لكن ماذا عن رد السارد والتشكيك في أقوال الكاتب، “سايروا يا ساداتي هذا الكاتب المفلس في هذيانه”. (ص37). كلام سوقة يمس بأمن الدولة ياجماعة الكتاب والقراء، سارعوا إلى تمزيق هذا الكتاب ورجم صاحبه..” (ص37). “أي ماتت كما يموت الفلسطينيون ياكاتب يازفت” (ص45).
وأخيرا فلنستمع إليهم جميعا وكل واحد يحدد دوره: “… (أنا عثمان أرفض تماماً أن يكون الكاتب أو الراوي قد قرأ أفكاري…أرفض أن يستطيع الراوي الدخول إلى كوامني) (أنا الكاتب أعلن عن مسؤوليتي الخاصة أن الراوي هو المسؤول لأنه يعرف غباوتكم) (وأنا الراوي أكشف أوراقي لقرائي الأوفياء قائلا ان ضمير المخاطب هو نفسه ضمير المتكلم وأنا والبطل لسنا سوي شخص واحد) (أنا القارئ سأمزق بعد نهاية القراءة هذه المهزلة..” (ص46). وبذلك فرواية المنعطف تحاول من خلال بنيتها الحكائية رصد تمظهرات السارد، من خلال تعدد الاشكال السردية، وتعدد مستويات حضور السارد فيها، وتنويع منظوراته الذاتية من خلال خطابه كسارد وعلاقته بالكاتب المفترض، والحقيقي، والمسرود له المفترض والحقيقي كذلك. مؤطرة بذلك مواقع شخصياتها، ومحددة مواقفها الايديولوجية، من خلال واقع يمتزج فيه الخيالي بالواقعي، وموشوما بالسير ذاتي. كما تذهب إلى تكسير طبيعة المسافة السردية بين السارد والكاتب المفترض، حيث السارد ينتقل من ضمير المتكلم إلى ضمير المخاطب، من خلال تيمات متعددة تحدد علاقة السارد بالفضاء بنوعيه (فضاء القرية – فضاء المدينة). من البداية وبعد التحذير الغير الحكومي، انطلق السارد في حكيه عن وضع عرف جميع أصناف القهر والحرمان، من خلال ذكريات مضت، مستثمرا بذلك تقنية (الاسترجاع). والذاكرة كمصدر للحكي رغم اختلاط الازمنة. “فالهنا والهناك والآن والكان شركاء في الجريمة “(ص8-9). “هيهات أن يندمل الجرح من سقم الذكريات” (ص9)، حين كان السارد (عثمان) تلميذا ثم طالبا، ثم أستاذا، يشكو ضياع الهوية، وجرح الانفصال، يعيش الحزن… لكن لماذا الحزن؟ “وحزيران يتساوى فيه كل العرب من المحيط إلى الجحيم من البحر إلى النفط”. في هذا الزمن المتردي، ذم الهزائم بلا تعليق، كل الأمور قابلة للتصحيح وجميع العلامات تحمل المنع، والأوامر من فوق ومن فوق يصعق التيار جميع شخوص المنعطف، المنعطف الحقيقي لا المنعطف النصي، من خلال تجارب السارد مع الفضاء القروي، الفضاء الذي قضي فيه أيام طفولته وصباه، بجراحاته واختناقاته، لينتقل بعد ذلك إلى فضاء اخر مغاير يعرف ريح السموم القادمة من (وادي عكراش) المعفن بخراء الأغنياء والفقراء (ص11). إلى أن احتضن الكيس الذي رماه له والده على الدوام. (17). لقد كان السارد/ البطل/عثمان طفلا يرعي الشويهات ويتقاسم التين المجفف مع (امباركة). تابع دراسته الابتدائية في مدرسة دوار الفقيه إلى جانب عبده أخوه، ثم طالبا ثم أستاذا، وكانت له علاقة بعبده أذكي تلميذ عنده في القسم، والشقراء التي تحاصره بأسئلتها دائما وسعاد التي فضح علاقته بها، وسلوى التي لن يحكي علاقته البريئة معها، أما الشقراء فكانت نشازا تعزف ضد الجميع. إن بطل الحكي (عثمان) هو ابن العائد من برلين جريحا (طاهر) الذي عاد يحمل جبلا من الهزائم، عاد إلى الوطن أعزل، فقير، وتزوج فاطمة، فجاء عثمان بعد سنين طفلا مشاغبا.
“سيدي أنا رجل أصيب في الشمال انتشلوني من أنقاض برلين، عدت ونهبوني في يوم، في شهر، في سنة، البرودة تنخرني، أتوسل اليكم أن تنقذوا حياتي من البرد وأطفالي من الجوع” (ص63). التحق طاهر بالجيش غلاما دون العشرين وعاد ليجد أرضه قد صودر من طرف أقرب الناس اليه، فأمه (رقية) تكرهه، هي وابنها أحمد، أخوه. وقد حملا جرارا إلى (العدول)، وسجلا الاملاك باسميهما كرها عنه، جرار لم يعد يفهم في الامور شيئا، وطلب من ابنه طاهرا أن يرحل إلى (كرمة الخياط)، يأخذ زوجته ويرحل، وهناك عاش طاهر وفاطمة والأولاد، فاطمة الام الحنون على طاهر رغم صداقته مع بعض (الحشاشين): ولد الخطابي – البصيلي – المقدم. لقد تعذبت فاطمة كثيرا، تغني كلما خرجت إلى الحقل غناء حزينا… “فاطمة تفكر في الماضي الجميل والحزين، تفكر في المسافة بين الحقل والبيدر، بين البئر والبيت، تفكر في الاولاد، وتفكر…” (ص60). فاطمة كانت امرأة لو رآها عثمان لقلدها أمور الجيش وشيعها لتسترد القدس والدم المهدور” (ص60).
أما طاهر فقد خرج من سجن (النصارى) ليدخل سجن (المسلمين). لقد زجت به زوجة عريش في السجن المدني بالجديدة، نتيجة ترام مزعوم على الارض، كلفت طاهرا شهورا نافذة من السجن، وقد شهد ضده ولد الاعور، وإدريس بن امبارك ن وبذلك يظهر فضاء اخر في النص، فضاء السجن، الفضاء العكر على المستوي الاجتماعي. “طاهر يشاهد بأم عينيه طفلا يتعرض للاغتصاب” (ص87). ان نص المنعطف يطرح صراعا على مستوي العلاقات الاجتماعية إلى جانب أصناف القهر والحرمان ضمن واقع متعفن، والابتزاز واستغلال البسطاء بدءا من الشيوخ وانتهاء بالوزراء. “أية هدية عندما يوقف الدركي الشاحنة ويختار أجود صندوق من التفاح أو البرتقال أو العنب أو حوراء من النساء، فيقول للسائق أوصل هذا إلى الدار… فيكون… أقل تردد كفيل بتعريض الحمولة إلى الكساد والشاحنة إلى عقوبات المس بأمن الدولة… واذا ما صادف أن السائق يعمل مستأجرا عن الحمولة فانه يعوض الصندوق إلى صاحبه والا… والقاضي… والقائد. و… و… كلهم “(ص33).
كما تطرح الرواية أزمة المثقف في واقع متردي “أف من كتب لم تتركني كهؤلاء الذين يحصدون الرشاوي والمتع، تكفي مكالمة هاتفية لكي يضمن لهم نصيب في الغنيمة، تكفي طرة في رسم ليدخل الخارج إلى الداخل وتتكردس أوراق وشيكات في جيوبهم المتخنة” (ص32)، اضافة إلى الوضع في فلسطين ولبنان وكل الوطن العربي، فلقد عدم كل العرب بجيش العرب (ص78). كل هذا يقع في زمن الجبناء “زمن النسوة” كما يحلو لطاهر أن يقول. ومن تمة فالمنعطف تقوم بنقد لممارسة سياسية للواقع، بطرح مجموعة من التساؤلات تعمد إلى فضح هذا الواقع، من خلال تيمات تنصهر جميعها لتشكيل النص السردي، والشكوك المبتوتة في ثنايا الحكي، وتعدد الاصوات والمواقف، ولمواقع الاجتماعية، محاولة بذلك تأسيس كتابة لها هويتها الخاصة، كما اتخذت من التناص مبدأ منظما لمجموع عناصرها التشكيلية، وهذا التناص ينهض هو الاخر على جدليتي المساءلة والمعارضة من خلال استحضارها لمبادئ سردية قد تبدو أساسية من خلال خطاب السارد، ممثلة في الحديث والقران، “الامر لايحتاج إلى تأكيد، البرهان أنا قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين” (ص28). مؤسسة بذلك نظامها السردي المتميز من حيث تقنية التدرج الشكلي للسارد في علاقته بالكاتب المفترض، والمؤلف الحقيقي، والتشكيك في نوعية هذه العلاقة محاولة بذلك.. كما سبق القول.. تقديم تصور جديد للكتابة السردية من خلال اقتراحها لعناصر استراتيجية نصية تحاول استثمار الذاكرة في شخص البطل (عثمان)، وعلاقته بشخصيات المنعطف ضمن التيمات السردية التي سبق تحديدها. أما اللغة في المنعطف فتنفتح على جميع الواجهات: السياسية والاجتماعية والإيديولوجية، نظرا لأهمية الامكانات الاسلوبية التي تنوع الصيغ السردية وتعدد في منظوراتها (لغة السرد المباشر.. لغة الحوار) فلغة السرد المباشر تلتقط اليومي، ولغة الحوار تتصف بالموضوعية المزعومة – حسب باختين – من خلال تعدد الاصوات، وانتقال الخطاب من ضمير المتكلم إلى ضمير المخاطب. وأسلوب المنعطف هو تجميع لأساليب تعد صورة منظور اجتماعي، وعينة ايديولوجية، وكذا الخصوصيات الشكلية، وصيغ الرواية وأساليبها، وتكون المنعطف بذلك – وحسب باختين دائما -: ظاهرة متعددة الاسلوب واللسان والصوت (5) من خلال ضمها لوحدات أسلوبية غير متجانسة، كونت نسقا أدبيا منسجما بعد تمازجها.
هوامش
* المنعطف- الحبيب الدائم ربي – مطبعة نجم الجديدة الطبعة الأولى 1987- الجديدة * (1) افاق عدد 8-9 منشورات اتحاد كتاب المغرب 1988 -ص21 * (2) نفس المرجع- ص81 * (3) نفس المرجع – ص142 * (4) نفس المرجع – ص72 * (5) الخطاب الروائي – ميخائيل باختين ترجمة د. محمد برادة دار الأمان الرباط ص87