بانتظار لعنة ما


*بشرى البشوات


خاص ( ثقافات )
أنا المرأة التي تربي جسدها وحيدة، لست ريتا التي ربت ثديها بفم الحبيب .
تقول المرأة الخجولة تعال نفكر بندم آخر.
اردم كل هذه الشامات عن جسد يئن، بمحض صدفة رنّت كل هذه الأجراس في دمي.
هذا ليل ينتظرني هناك، يدي التي نامت على جلد غيابه لم تستفق.
سأشتري خصرا” جديدا”، وعنبا” فاخرا” لآخر النهار،وجسدا” يمضي متعرقا” إلى حتفه.
أسرح شعري الأجعد كليل أبله،وأنشر أشلاء ثوب مكشوف على سرير لم يتسع لكلينا.
أقول موجع أنت كثقب في الغياب، لكنك لا تنبش شيئا” من أنيني. أطمر وجهي بذراعي، مخافة أن يسقط جدار عني وتشوهني الفضيحة، وأشنق رغبتي بربطة عنق لم ترتديها. وبعد قليل قد أجلدك بشهوتي. وأغني لجنازة حب لم يلطم فيها جسدك.
ستنشب بيننا الريح وأنت تغلق مساماتي، وتقطر مائي بشبه حريق. لن أسايرك بعد الآن، لن أحكي عن الحب كبلهاء، ولن آكل معك النهار، سأتناولك حسب مزاجي في آخر الليل.
فالعطور التي كنت أشربها لتعبّ منها رائحتي لم تكن لي. لن ترش لي حبا” لألتقطه من كفك، وتلف ساقا” على ساق، ولا تشرب مني سوى القليل.
كل شيء يئن مثلي في هذه الغرفة المؤثثة بعناية، أتبع نصيحة الجدات:عليك بالغواية، خذيه كطفل. 
أرمم شهقتي في غيابك، لا يعنيني ضوء الغرفة المفتوح على شبابيك الجيران،يتمدد ريقك في فمي فأبلعني، هكذا أحدّث شبقي.
أقول:أهذب جسدي رويدا”،أصفعه على شهوته ليكف عن غيّه، ألعق سبابتي لأمرن قلبي على الإخفاق.
أواسيني، سيأتي عليه وقت ليعضّ أصابعي ندما”.
استعين بصوته على نهمي، فآكل وجعي, وأجرجر بحزن قدمي، أقول سيستردني ولن أتذرع بالنعاس، لتتبخر ناري.
أنشر شمسي حول سريره، فيفرش ظله لينام، أبتلع الأغطية لأنقعه في العراء، لا أقوى على شتيمته وفي فمي كل هذا الدخان.
لا تدعوني إلى الرقص، ولا تركل شهقتي الأخيرة، تضحك علي وتقول بأنك لا تحب لزوجةbody lotion على جسدي، ولا يغريكunder were 
لا تجهد نفسك لتكيل كل هذا الطرق لي، فالشتائم دخلت لغتي. لا ينفع تشبثي بأزرار قميصك ولا أن أصير امرأة مدجنة يسقط فراخ من ريشي. 
عندما ينتهي غيظي، سأجمع كل مافاتني منك في كيس بلاستيكي.
لست حبيبتك، فظهري القبيح الذي لم أره مليء بالبثور. أسمع نشيج كتفي الأيسر، ادفنه تحت الغطاء، فمن عادتي أن أنام على جنبي الأيمن.
قد أكرهك يوما”، وكما يفعل الأوغاد سأواصل السقوط جهتك إليك. وأجر ما أمكنني كل هذا الطيش من أذنيه.
عناقنا الأخير، كان قصيرا” كشهيق. أتسلل خفية إلى جيوبك، أسرق نساء أخريات لم يحضرن البتة.
جسدك الوهمي الذي تستعيره كل مرة ليلبيني، يغرق همهماتي في وحل الانتظار، أبغض هذا الكذب الذي تخترعه أناملك حين تمر بسرتي ولا تسوي وبرها، أعذارك الواهية أفسدت متعة العنكبوت في الالتصاق بزاوية الباب المفتوح على صراخي المكتوم.
أتسمم كل ليلة، أهرع إلى الحمام وألفظ هناك كل الأجساد التي مرت بمخيلتي ولم تكلمني.
أتحسس طاولتي الغارقة بأوراق كثيرة، يهرول شوقي إلى أول غجري ضيّع اسمه، وظل قلبه محشو بالبراري، وبلؤم المحترفة أقول له: يا غريب خذني معك.
بضع وثلاثين سنة من البحرلا تجمع نوارسي ، وأنت تقف جامدا” كمنارة لا تحن إلى أحد.
أكذب عليك وأنت لا تصدق أن في جسدي كل هذه الصناديق الجوفاء، وأن في جسدي كل هذا البرد، وكل ذاك الحريق. 
___________
*شاعرة وكاتبة سورية. 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *