وأخيراً أتت لأينشتاين بعد طول انتظار!




معتز محسن عزت


خاص ( ثقافات )

ما أكثر الانتظار لشيء دائماً يتأخر عنك مدة طويلة والأقدار لم تجمعك به إما لأسباب معلومة أو لأسباب مبهمة، وهذا ما حدث مع العالم الكبير ألبرت أينشتاين الذي حير ولا زال يحير العالم بأبحاثه واكتشافاته حتى وهو في العالم الأبدي.
كان ألبرت أينشتاين من المرشحين الأبديين لجائزة نوبل منذ نشأتها في العام 1901، وكان مرشحاً لها في مجال الفيزياء ليكون الأول من بين الفائزين بها وقت عمله بمكتب براءة الاختراع ببرن العاصمة السويسرية، حيث حصل على الجنسية السويسرية بعد تنازله عن جنسيته الألمانية بسبب اضطهاد القيصر الألماني لليهود، وكاد أن يحصل عليها ولكن يأتي قرار الأكاديمية السويدية بمنحها في العام 1901 لوليم كونراد رونتيجن صاحب فكرة الأشعة السينية أو أشعة إكس، وهو ابن بلده ألمانيا لتدخر له الأقدار ما هو أكثر فرحاً ووهجاً في الحياة.
أخذ ألبرت أينشتاين يبحث ويكتشف ويخترع نظريات رياضية وفيزيائية عاماً تلو آخر حتى جاء العام 1905 ليكون موعده مع الخلود باكتشاف نظرية النسبية الخاصة التي حيرت العالم ولا زالت تداعب مخيلته بالحيرة الأبدية حتى الآن ورشح لها في هذا العام ولكن اختارت الأقدار العالم المجري فيليب لينارد عريساً لتلك الجائزة.
ظل أينشتاين يرشح لأعوام عديدة لتلك الجائزة لكن الأكاديمية السويدية ترجئ اختيارها له لإبهام نظرية النسبية الخاصة ليأتي العام 1915 ليكون موعده مع الخلود مرةً أخرى باكتشافه نظرية النسبية العامة ليزداد الإبهام نحو تلك النظرية ويظل الإرجاء حليف العالم الكبير إلى أن يأتي العام 1918 لتكون الجائزة بالقرب منه لكن تأتي اللحظات الدرامية الأخيرة لتختار العالم الألماني الكبير ماكس بلانك لاكتشافه نظرية الكمية.
تظل الجائزة كأرجوحة تداعب مخيلة أينشتاين ليأتي العام 1921 وقت سفره لليابان لإلقاء محاضرات علمية هناك ليجد من يبشره باختيار الأكاديمية السويدية له ليكون عريس الجائزة هذا العام وكان السؤال هو:
هل لنظرية النسبية؟
جاءت حيثيات الجائزة تجيب عن هذا السؤال بهذا الجواب وهو لاكتشافه نظرية القوة الكهروضوئية، ويؤكد موقع جائزة نوبل اليوم بأن اختيار أينشتاين لتلك الجائزة ليس للنسبية فقط بل أينشتاين هو مجموعة اكتشافات علمية، حيث رأت الأكاديمية السويدية أن نظرية القوة الكهروضوئية لا تقل أهمية عن النسبية لذلك كان هو عريس الجائزة في العام 1921.
لم يتسلم أينشتاين الجائزة في 10 ديسمبر من عام فوزه، بل لانشغاله بمحاضراته حول العالم ليأتي في العام 1922 يطلب سفير السويد بألمانيا طلب تحديد موعد معه ليسلمه الجائزة في مكمنه وقد كان، فهل بالفعل كان أينشتاين مشغولاً عن تسلمه الجائزة بمحاضراته العالمية، أم أراد أن يجعل الجائزة تأتي إليه بعد طول غياب وانتظار ليقول على الطريقة العلمية العملية:
أخيراً أتت إليَّ بعد طول انتظار؟!
* باحث في التراث الإنساني.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *