آنّا أخمتوفا.. أيقونة الوجع الرّوسي




*صلاح فائق


هذه الكلمات الرّائعة هي للشّاعرة الرّوسيّة آنّا أخماتوفا التي كانت مع أوسيب مندلشتام وبدرجة أقلّ مارينا تسفيتاييفا، منطلقاً جديداً للأدب الرّوسي في القرن العشرين، وقد باتت تلك الكلمة الحرّة وإلى الأبد، الكلمة التي ألجمت أصوات الظّلم الأكثر بشاعة والأكثر حقداً.
تبدو وهي بيننا وكأنّها العذراء، وهي تحمل بين يديها أوجاعها، بابتسامتها الفاترة وحضورها المهيب وجمالها المتشامخ. وإنّـا لا نراها في لوحات حين أدركها الهرم، وإنّما في رسومات تُظهر جمالها الآسر في السّنوات العشرين. لقد كانت في تلك السنّ تجسيداً للجمال المحض العصيّ على الذّبول؛ ولم يفلح الزّمن حيث أخفق الجلاّدون في النّيل من هذا الجمال.
كانت الصّوت النّسائي الأعلى في الأدب الرّوسي مكابدة للألم ومقاومة للاستبداد، إلى درجة أنّنا من أعمالها الشّعريّة لا نظفر أحياناً إلاّ بديوان «قدّاس» الذي ألّفته في الثلاثينات لتقديم شهادتها – مع ملايين النّاس البسطاء – عن اختفاء أناس أعزّاء. هذا النصّ الذي تناقلته الأيدي في السرّ، سيمنح بعضا من الارتياح لشعب خاضع لإرادة طاغية مجنون ومستبدّ، الذي سيجد في تلك الكلمات حقيقته المرعبة؛ ولن ينشر هذا العمل بصفة رسميّة في روسيا إلاّ سنة 1980 أي 29 سنة بعد أن نالت الدّيدان من جسد ذلك المجنون الذي هو ستالين.
ستصنّف هذه الفتاة المتحدّرة من أصل بورجوازيّ من قبل نظام الرّعب الستاليني على أنّها «خائنة».. ضارّة بالشّباب، رجعيّة ومَـرَضيّة، و لن تنقذها سوى شهرتها من عذابات النّفي في الغولاغ. وكان النّظام البلشفي يقول: «لا يمكننا التّعاطف مع امرأة لم تتعلّم كيف تموت في الوقت المناسب»؛ ويعود هذا الكلام «النّبيل» إلى 1935 عندما بلغت آنّا سنّ السّادسة والثلاثين.
وكان عليها تحمّل آلام هؤلاء المرضى الذين «يريدون الخير للعمّال» ولكنهم كانوا ينشدون هذا الخير لأنفسهم خاصّة. وقد عمّرت هي أكثر ممّا عمّروا، إذ تحوّلت بفضل كلماتها إلى راية للبؤساء والمعذّبين، وهي المنحدرة من البورجوازيّة الكبيرة. وفيما التحقت هي برحاب الخلود، فإنّ مآل من آلموها كانت مستنقعات النّسيان.
ثلاثون سنة تحت جناح الموت
ولدت في أوديسة في 1899 وتوفّيت سنة 1966 على إثر نوبة قلبيّة في مدينة سان بترسبورغ التي كانت تحبّ، والتي كانت لا تزال تحمل الاسم البغيض: ليننغراد؛ وصديقها جوزيف برودسكي المنفيّ في نيويورك بدعوى «طفيليّته» سيكتب عند وفاتها: «إنّي أحيّي رماد هذه السيّدة العظيمة التي ترقد في مسقط الرّأس، لكلمات صدحت بها في عالم أبكم.. أصمّ».
ستكون سيّدة الحرف والكرامة هـذه قد عبرت محن الحياة كالسيّدة العذراء، عذراء موجعة تحمل موت زوجها نيكولاي غوميلاف الذي أعدم رميا بالرّصاص في 1921 متّهماً «بالتّحريفيّة»؛ ثم أسر ابنها الطّويل «لاف» الذي استمرّ عشرين سنة في الغولاغ. قتل أصدقاؤها مثل الشاعر أوسيب مندلشتام، وطورد آخرين مثل بوريس بسترناك والشّاعرة مارينا تسفيتاييفا. ولن يجرؤ أحد على النّيل منها بشكل مباشر لقدرتها على جعل هذه المصائب تفشو وتنتشر خارج روسيا، وستجتاز حدود العالم كالطّير المهاجر، ولكن كم من القصائد ستتلف أو تضيع.
شخصيّة آنّا أخماتوفا
كانت بطبيعتها نزّاعة إلى ترصّد علامات الحياة والقدر؛ عميقة الإيمان وفي الوقت ذاته امرأة عصريّة في علاقاتها الاجتماعية، كانت لا تفوّت أيّ فرصة لإثبات أنوثتها وتعلّقها الجامح بالحريّة، ولا تقوى على عيش علاقة غراميّة دون أن تتملّكها الرّغبة في تدميرها من الدّاخل؛ جميلة كما هي، كانت تدرك ذلك وتعرف كيف تغري فرائسها. ستحاول ما بين إيمان أورثوذوكسيّ ضيّق وسحر المصادفات، تفكيك رموز حياتها وحياة الآخرين. لقد ولدت يوم «عيد سان جون» في 23 جوان 1899، وكأنّها موعودة بالبحث عن الشّمس وعن الحياة، ولكنّها كانت تخطئ إذ غالبا ما كانت محرومة من الضّحك ومن الإحساس بالسّلام والمحبّة بالقدر الذي تحتاج، وكان الألم هو أقرب أصدقاءها في المستقبل المنظور. يكون قدر البعض موهوباً للملائكة وللمطر أمّا هي، فقد كانت منذورة للمأساة والفجيعة؛ ورغم الرّشاقة الباسمة لقصائدها الغزليّة الأولى، فإنّ شعرها سيكون مسكونا بهاجس التأمّل في قدرها البشري.
ولدت وهي تحمل اسم آنّا أندرليفنا، وبحثها عن العلامات والرّموز سيجعلانها تتبنّى اسم جدّتها من أمّها أخماتوفا لتضفي على نفسها هالة ماض تاتاري ّ دمويّ؛ ولن تتأثّر بأوديسة وبالبحر الأسود قدر تأثّرها بسان بترسبورغ التي احتضنتها والتي ستغدو رمزا لها. وبعيداً عن أملاك أسرتها وعن ثروتها، وبعد أن خبرت ضراوة الفقر إثر رحيل والدها، استطاعت أن تلتقي بنديّة بنظرائها الشّعراء لتثبت حرّيتها وتساويها مع الرّجال.
محتفظة بتصدّعات الفراق عن والديها، كانت تشعر بأنّ الحبّ في مهبّ الزّمن.. إلى زوال، وكان الضّجر هو الذي دفعها إلى الزواج من صديق الطّفولة نيكولا غوميلاف سنة 1910، فأتاح لها ذلك فرصة ولوج الحلقات الأدبيّة، حيث فرضت بقوّة شخصيّتها.. حضورها، وكان لهـيبتها وجاذبيّتها تأثيرا يوازي شعرها.
ولوعة بالحياة المشرقة ستسافر لتزور بلدانا عديدة ومنها فرنسا حيث ستلتقي بموديغلياني.
وفي سنة 1912 تبدّت آنّا وكأنّها امرأة أخرى لا يغريها بريق الأشياء؛ ولد ابنها «لاف» واكتشفت حينها كبار شعراء روسيا وخاصّة بوشكين الذي باتت تعتقد بأنّها تجسيدا له، ثمّ «بلالي».. «بلوك».. «بلمون» وآخرين كثر؛ ومتجاوزة الرّمزيّة الرّوسيّة ستنضمّ إلى كتّاب من جيلها لتـتحرّر من سطوة الكمال الشّكلي وتتّجه نحو الواقع، الذي كان لا ينزع إلى تمجيد «الآلة»، كما كان الحال مع مايكوفسكي، ولا إلى روحانيّة العمليّة الإبداعيّة، وإنّما في الاعتقاد المطلق في قوّة الكلمة وفعاليّتها؛ وسيُنشأ زوجها نيكولا مع أوسيب مندلشتام حركة «أكمييست» الأدبيّة المناهضة للرّمزيّة الملحدة، وقد جعلت منها شخصيّتها الاستحواذيّة الوجه الرّمزي لهذه الحركة لتكون محلّ احتفاء وتقليد وعبادة من قبل الشّباب الرّوسيّ، وأضحت تتحكّم في حياتها وحياة أقاربها.
وهنا يكمن أحد مفاتيح سيكولوجيّة آنّا: الحاجة إلى تقديس الكلمة، دوار حبّ الهيمنة، والرّغبة في أن تكون الكاهنة الكبرى للأشياء، أكان حبّاً أم وجعاً. كانت تريد أن تكون زعيمة تمرّد لحشد من الرّجال البواسل، وأن لا يثنيها عن ذلك أيّ رابط وخاصّة رابط الزّواج. ومن طلاق إلى زيجات كثيرة أخرى ستتعلّم الكثير من الأشياء.
وإلى مشاكل الحبّ والحريّة، التوتّر والغواية، يكفينا إضافة الصّدمة المروّعة للحرب الأولى وما أحدثته من مجازر رهيبة، لندرك تغيّر آنّا التي تبدّى أمامها قدرها التراجيديّ. لقد مثّلت الثورة البلشفيّة نهاية لعالمها ولعلاقتها بأصدقائها، فكانت وهي المؤمنة، لا تدرك حقيقة هذه الماديّة «المطهّرة» بالدمّ. أبدا لن تتورّط آنّا مع هذا النّظام، الذي بدعوى مقاومة الرّعب ذهب إلى أقصى حدود الرّعب، فيما عدا مرّة واحدة عندما كتبت قصيدة لستالين لتخليص ابنها من الأسر. بإحساس وطني عميق لن تهرب آنّا، ولكنّها ستعيش النّفي بداخلها، وستبقى منتصبة بشموخ وهي تزدري معذّبيها.
أمّا البقيّة.. فقد تمّت وفق منطق مرعب: تصفية زوجها الأوّل نيكولا غوميلاف، وتضامن متأجّج حدّ الهيستيريا للمعبودة آنّا حتّى سنة 1925. وقد أدرك النّظام حينها أنّه لا يستطيع البتّة ثنيها، وبأنّها ستظلّ مهاجرة داخلها ومنكفئة في تلك المعارضة القاطعة؛ عندها تهاطلت الممنوعات وإجراءات التّعذيب، وبعد أن ألجم لسانها ستكون الوحش الذي يتوجّب قتله بعد انتقال الحكم إلى ستالين؛ إيقاف أزواجها.. النّفي.. المنع من الكتابة والنّشر.. المراقبة والملاحقة.. كلّ شيء استخدمه النّظام ضدّها. بعض القصائد فحسب حفظها أصدقاؤها عن ظهر قلب وصلتنا من ضمن مئات القصائد التي ضاعت أو أتلفت، و المؤيّدون السّبعة أو الأحد عشر كانوا يشكّلون سلسلة الذّاكرة الوحيدة، فكان عليهم حفظ ما تنطوي عليه الأوراق المخربشة عن ظهر قلب ثمّ التخلّص منها.
لا شكّ بأنّها كانت تنتظر بشكل لا واع هذه المحنة وعاشتها كمحنة منبئة بالأسوأ، ولا شكّ أيضاً في أنّ هذه المحنة القاسية قد انهالت عليها كالكارثة المفجعة، ولكن آنّا هبّت لتكون في الطليعة، المقاومة للرّعب؛ فترات هدوء قصيرة ونشريّات سريعة لم تمنع من تصفيتها أدبيّاً عن طريق المحنّك جدانوف، الذي ألقى بها سنة 1945 إلى الكلاب، وأعادها إلى حالة الخواء في علاقتها بالقرّاء؛ والأغرب من هذا أنّ هذه اللّعنة ستتواصل لفترة طويلة بعد وفاة ستالين من فرط شراسة الحقد الذي كان يكنّه لها الشّيوعيّون.
وفي غمرة مأساتها، أبداً.. لن تنكسر آنّا ولن تنحني، ومن نوبة قلبيّة إلى أخرى كانت تنتظر الخلاص؛ وفي سنة 1964 أمكن لها الخروج من بلدها لأوّل مرّة بعد خمسين سنة؛ ولئن توفّيت حقيقة يوم 5 مارس 1966 فإنّ شبحها لا يزال يرعب بوتين وأمثاله.
قليلة هي المنشورات عن آنّا، و لكن اعتراف الغرب بها أثار حماس الشّعب الرّوسي، الذي جعل منها شاعرته المفضّلة.. وقد تكون آنّا أرادت ذلك.. الانبعاث بعد المحن الأرضيّة.
تلك هي المؤمنة الجميلة.. آنّا أخماتوفا.
اللّغة الشعريّة لآنّا أخماتوف
متخلّصة بسرعة من الزّخرفة والبهرجة البالية للرّمزيّة، شادت آنّا أخماتوفا لغة شعريّة قائمة على إيقاعات رشيقة ومرنة وقافية ثريّة، خاصّة على مفردات مجرّدة وشفّافة ؛ ويبدو بناء هذه اللّغة حقيقة آسرا من فرط طراوته ونقائه، إذ تنهل في كتابة الشّعر من معين أنفاسها الشّفيفة والمتسامية. وستعرض آنّا عن السّحر المصطنع الذي يعتمده شعراء آخرون (إيسّنـين.. بلوك.. ماياكوفسكي..)، ليبقى صوتها متفرّداً.. أصيلاً وساحراً.
كانت تقول بأنّ شعرها لا يمكن ترجمته؛ لأنّه متجذّر في سماد اللّغة الرّوسيّة وذاكرتها؛ و كانت تدرك ماذا تقول، وهي المترجمة والخبيرة بأسرار هذا الفنّ ؛ فمفرداتها التي تبدو في منتهى الشّفافيّة في اللّغة الرّوسيّة، كم تصبح ثقيلة متى نقلت إلى الفرنسيّة؛ ومهما حاولنا الحفاظ على بريق قافيتها، فإنّها ستبدو لا محالة بائسة ومتصنّعة، وفاقدة لنضارة معانيها في لغتها الرّوسيّة. فلا أحد قادر على محاكاة هذا النّهر الدّافق الذي هو نفس آنّا أخماتوفا، فإنّ كلّ كلماتها تسافر نحو البحر ؛ وأنّى لنا تدجين الماء والهواء، وأنّى لنا ترجمة آنّا أخماتوفا. سيبقى جانب كبير من مكنونات هذا الشّعر لا محالة متخفّياً، ومع ذلك طوبى لأولئك الملاّحين الجسورين، الذين أقدموا على المغامرة في هذا المحيط الشّاسع الذي هو عالم آنّا أخماتوفا.
لقد تسربلت آنّا أخماتوفا بوشاح كلماتها الشّعريّة التي جعلت منها خميلتها وموطن مقاومتها، فتبقى النّاسكة والجمال المتوهّج الذي قام جلاّدو الستالينيّة بحبسه. ممنوعة من النّشر، ملاحقة من البوليس الذي أقدم على إبعاد أو قتل أقاربها، فإنّها تعطي الانطباع بأنّها بالقوّة الهادئة لقصائدها تواجه وحدها الاستبداد في العالم؛ وشعرها الذي نعيد بالكاد اكتشافه يجعلنا نلمس فيها ذلك الوهج المنبعث منها.. نلمس نقاوة الماء.
ففي هذه الأيّام غير الآمنة تبقى صورة وكلمات هذه الأيقونة المقاومة للشرّ والإبادة المحمومة.. منتصبة وحيّة.
يا إلهي.. سنسود بحكمة
ونحن نبني الكنائس على شاطئ البحر
ولكن أيضاً المنارات العالية
وسنحفظ الماء والأرض
ولن نمسّ أحداً بسوء.
نصوص مختارة لأخماتوفا
أنّى يمّمت.. سأرى قبلهم إطلالة الفجر
الموسيقى
هنالك موسيقى في….
إنّها لتنطوي على شعلة عجائبيّة،
متى سرت في الأجواء، توارى كلّ ما سواها
هي وحدها التي تتحدّث إليّ
متى خشي الآخرون التحدّث معي
ومتى كان آخر صديق قد أشاح بوجهه عنّي
لقد كانت رفيقتي في وهدة القبر
حيث ارتفع صوتها بالغناء كالعاصفة الأولى
أو كالأزهار عندما يبدأ جميعها بالحديث.
إلى الموت
إنّك لآت لا محالة، مهما طال الأمد
فلم لا تأتي الآن؟
لقد بلغ بي البلاء ما لا يطاق، وأنا أناديك،
لقد ذوى نوري، وصورتي باتت مشروخة
صورة.. طالما كنت تراها غاية في البساطة والصّفاء.
لك أن تلبس الوجه الذي تريد:
كن سهما مسموما يخترق الخواء
أو لصّا يصرعني وأنا على الطّريق
أو لتأخذني أخذة الحمّى المحتدمة.
ليكن مصرعي باختراعك المبتذل حدّ التّقيؤ
لتدخل تلك القبّعة الزّرقاء بيتي
مسترشدة بالحارس الشّاحب الهزيل.
سيّان عندي كلّ ذلك. مياه الإيينيسيي ترغي
والنّجم القطبيّ يومض لي من بعيد،
وبريق العيون الزّرقاء التي أعشق
تحتجب وراء رعب أخير.
خاتمة..
لقد خبرت كيف تنقعر سيماء الوجوه،
وكيف يتراقص الخوف من تحت الجفون
والعلامات المغمورة للصّفحات
التي يحفرها الوجع في الخدود،
كيف تستحيل الخصلات البنيّة والخصلات الذّهبيّة
إلى خصلات فضيّة.. من رماد،
كيف تذبل الابتسامة على الشّفاه المصفّدة
ويرجف الرّعب في الضّحكة الكالحة.
وإنّي لأصلّي، لا من أجلي أنا فحسب
ولكن، من أجل كلّ أولئك الذين ينتظرون مثلي
في ليل الصّقيع وفي النّهار الحامي
تحت الجدار الأحمر.. جدار الرّعب الدّامي.
عزلة
لطالما رميت بالحجارة من قبل،
وإنّها لحجارة كثيرة، حدّ أنّني لم أعد أخشاها،
كثيرة حدّ أنّ حفرتي باتت برجا شاهقا
شامخا بين الأبراج الشّامخة.
إنّي لممتنَّة لكلّ أولئك الرّماة البنّائين،
وأودّ لو أنّهم يتجنّبون الهموم والأحزان،
فأنّى يمّمت.. سأرى قبلهم جميعا إطلالة الفجر
ومن حيث صرت، سأحضن لوحدي آخر شعاع للشّمس.
ومن نوافذ غرفتي
سوف أنعم بنسمات بحار الشّمال،
ومن راحة يدي سوف يقتات الحمام…
أمّا صفحتي التي لم تكتمل بعد
فإنّ يد ملهمتي السّمراء
بلطافة ورقّة الآلهة
سوف تخطّ فيها كلمة الختام.
شاعر
أيتها العواطف يا وطني الحقيقي
حين أمجد صفير قطار
أكتب رسائل لأشخاص لا أعرفهم
أطوي الستائر
أقهقه لأكثر الناس تناقضاً
أتفحّص اخضراراً ينمو على صخرة
أقترب من أرنب متعب
أمسد بطنه ورأسه المرتجف
وحين أمشي في الحقول
لامساً أثر اللدغات القديمة
فرحاً بخنازير مبتلة تحيطني
لا أجد سوى إنسان يلمح نفسه في كل شيء.
_________
*الاتحاد الثقافي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *