خاص ( ثقافات )
صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع – القدس – كتاب ” طفل من قرية اللوتس ” سيرة الثائر الفيتنامي هوشي مين للمؤلفين: س.أفونين و ي كوبليوف ترجمة د. وداد البرغوثي، يقع الكتاب في 353 صفحة من القطع المتوسط.
وترجمت الكاتبة سيرة المناضل الأممي الفيتنامي هوشي مين من اللغة الروسية الى اللغة العربية لهذا السبب :
لم أكن مهتمة بموضوع الترجمة، لكن الانتفاضة الأولى دفعتني لذلك، ومنحتني ظروفها الوقت لذلك، كنت لأسباب صحية لطفل أنجبته أضطرتني أن أبقى في مستشفى المقاصد طيلة الأشهر التي عاشها، وكانت في النصف الأول من عام 1990. وقد جرحت قبل ذلك ومكثت في المستشفى نفسه . كل هذه الظروف منحتني الدافع والوقت الكافي للترجمة، فقد كنت ألتقي يوميا مع جرحى الانتفاضة القادمين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ، كتبت قصصهم وأرسلتها للمكتب الصحفي الذي أراسله، وفي أوقات فراغي ، حيث ينام الأطفال أتناول كتابي وأقرأه، وكان من بين الكتب هذا الكتاب، وجدت نفسي تجتاحني الرغبة بالترجمة ، ولم أتوقع أن تستهويني هذه المحاولة حتى آخرها، كان الكتاب يستحق أن يترجم باعتباره تجربة ثورة أسهمت في تغيير وجه العالم.
لكن الترجمة بقيت بسبب ظروف النشر الصعبة حبرا في سبعة دفاتر، إلى أن تمكنت بعد سنوات من تعاملي مع الكمبيوتر من طباعته .
قبل فترة حاولت أن أتعرف على المؤلفين وأراسلهما، عثرت على أحدهما بواسطة الصديق الفلسطيني زكريا جابر وزوجته الروسية مشكورين حيث يعيشان في أكرانيا .
تواصلت معه وهو يفغيني كوبيليوف فيما عرفت منه أن المؤلف الثاني وهو سرغي أفونين قد توفي.
سر كوبيليوف كثيرا حين علم أن الكتاب سيكون بين أيدي قراء العربية بعد أن وصل إلى قراء الروسية والإنجليزية، وهذا أسعدني ، وأخبرني أنه لا يمانع في النشر ، وفيما يتعلق بحقوقه، قال أنه لا مشكلة لديه ولكن إذا كان هناك إمكانية أن يحصل على شيء ما فهذا سيكون إيجابيا كونه متقاعدا. وكنت أسعى لإيجاد دار نشر توفر هذه الإمكانية لكن للأسف أن لا دار نشر مستعدة لأن توفر شيئا للمؤلف أو للمترجم بل العكس تتطلب من المؤلف أو المترجم – إلا من رحم ربي – أن يدفع جزئيا أو كليا.
مهما يكن فإن شخصية هوشي مين شخصية فذة نادرة بتواضعها وبرقيها وثوريتها وبولائها للثورة ونكران للذات.
نموذج يستحق أن يخلد بكل اللغات وفي كل العصور.