*طلال حمّاد
خاص ( ثقافات )
لم ينقذني البحر عندما أكلتني السمكة
لكنّ السمكة غُصّت بي
واخْتَنَقَتْ
لم تبرح الأرضُ مكانَها
وهْيَ تَرى الريحَ
تُلقي بي
كالصَخْرة
منْ فَوقِ الشَجَرة
فَتَشَقَّقَتْ
لم تكذب امرأةٌ
من بين جميع نساء الأرض
عندما أحبّتْني
عُصفوراً يَتَقافَزُ
بَيْنَ يَدَيْها
حتّى سقَطَتْ
فَوْقَ يَدَيْها
ريشاتي
وتَعَلَّمْتُ الطَيَرانَ
فَطِرْتُ
وَقُلْتُ انْتَظِريني
فانْتَظَرَتْ
حَزِنْتُ للسَمَكَة
تَأسَّفْتُ للأرض
وَعُدْتُ للمَرْأة
فَرَأيْتُ أنّها صارتْ شَجَرة
فَاحْتَرْتْ
عَلى أيِّ غُصْنٍ
مِنْ أغصانِها المورِقة
سَأحُطّْ
لكِنّني خِفْتْ
أنْ تَهُبَّ ريحٌ
وَتُسْقِطني
فَتُمْسِكَني الأرض
وَتُعيدَني
إلى فَمِ السَمَكة
وَيَبْتَلِعَني البحْر
كَأنَّهُ أمٌّ
تَحنو
عَلَيّ
لكنّ الشجرة
لم تتركني للحيرة
فما الذي فعلته الشجرة
فقبلت؟