زياد شاهين
خاص ( ثقافات )
الأحد:
حَبَقٌ يَبْكي في جُرْنِ البيْتِ الباقي
ولا يَتَمالَكُ عِطْرَهُ
يا وَيْلَتي
والبئْرُ الّتي امْتلأتْ بهديلِ الحَمامِ
غَرِقَتْ
منْ فرْطِ وحْدَتِها
وخريرِ محْنتِها
وصَدى الذينَ مرّوا
وَتَركوا في المَاءِ جَمْرَ قلوبِهِمْ
ولمّا يَعودوا……!
الاثنين:
أرْتَدي مِعْطفاً أسْود
أرْتَدي غُرْبَتي!
وهُنا وهُناكَ يضجُّ البياضُ
ويسْخرُ منْ احْتدامِ السَّوادِ
ومنْ غُربتي !
كيفَ أرْتاحُ في جَسَدي؟
الثلاثاء:
الثّلوجُ تُغطّي أفولي
وأشْرُقُ منْ غيْمَـةٍ
تَتباطأُ في سيْرِها وَسَوادِ بُكاها !
الجّبالُ تُفسّرُ في عِلْوِها
لي
شموخَ انْكِساري
وعلوَ ضِياعي
الثّلوجُ تُسطّرُ فوقي
بقايا سَوادي
الاربعاء:
في طريقي إلى جبلِ الشيّخ
-هل أرْتدي معطفاً أسـود ؟
أتساءلُ من وجعٍ ناصعٍ
يتقلّبُ فوقَ حريقِ حواري
نسيتُ حليبَ جوابي
ونسيتُ بياضَ سعادةِ روحي
-هل أرْتدي معطفاً أسود؟
وأرتّبُ قبعةً رثّةَ الّلونِ،
سوداءَ
فوقَ جُمْجُمَتي ؟
كي أبدو واضحاً واضحاً
في صِوَري التّذكاريّةِ
فوقَ تلالِ الثلجْ
الخميس:
في طريقِ العودةِ من جبل الشيخِ
تذكّرْتُ الجسرَ في أغْنياتِ فيروز
وذهبْتُ وعدْتُ وثمَّ رحَلْتُ حزيناً فوقَهُ
فوقَ الخَشَبِ الصّامدِ في أغنياتِ فيروز !
وبي ظمأُ للأغاني!
وأيُّ أغانٍ؟!
هل سأشْربُ من غيمةٍ سوداءَ،
ما تبخّرَ منْ ماءٍ،
من بئرٍ امْتلأتْ بهديلِ الحمامِ ،
وصيْحاتِ الّذينّ مرّوا ؟!
الجمعة:
لو أرْتدي ليلاً خُرافيّاً
لأحْلُمَ بالبَياضِ
يشُعُّ تحتَ خُطاكِ !
ولكُنْتُ أبقيتُ الظلامَ
وسَادَتي
وتركتُ قلبي سائباً
فوقَ الثلوجِ
يُراقصُ الضّوءَ البهيَّ وراءَكِ !
السبت:
قالتْ لي العرّافةُ في الحُلْمِ :
– ستخْرُجُ منْ بيتِكَ !
ستتعثّرُ أقدامُكَ بالظلِّ النازِلِ
منْ جُرنِ الحَبَقِ الصّامِتِ
ستتعثرُ أحلامُكَ
بظلالِ أوراقِ التّوتِ النّديّة
وستسْقطُ في البئرِ الّتي امْتلأتْ بهديلِ الحمامِ
وصيْحاتِ الذين عَبَروا !
– هلْ أخْرجُ منْ بيتي؟
_________
*شاعر فلسطيني/ حيفا