الشك واليقين وأشياء ثمينة أخرى


*سميحة المصري


خاص ( ثقافات )
قُلْ لي بأجمليكَ ،، القلمُ والفُؤاد ..هَلُمَّ.إنّي أُهاجِسكَ فَاصْغِ لِضَجيجي، أنا خَلَطتُ جَمرةَ الروح بِخَمرتِها وكتبتُ في أولِ المقالِ نقلاً: (لأني أكادُ أشكُ فيك ” وأنت مني ” )*
مَمْسوس الرفيفِ كنتُ وأنا أسحبُ اعترافي العابِرُ وأُمْنيتي المُستَعِرة كِبرياءً وعَمَى، منْ على طاولةِ الأُمنياتِ الوقورةِ ، ومنْ بَقايا تَقوى وإيمانٌ بِكَ أستفيقُ ، وأدّعي بأنَ الشَكَ ما واقَعَ قلبي ،كاذِبٌ أنا، كمْ صلاةً صليّتُ بحُضورِ اللهِ في قَلبي ، منْ أجلِ أنْ تَبقى ظُنوني رهنَ إشارةٍ صافية منكَ تُثْنيني، أو تُناصِفني كِسْرَة يَقينٍ هانِئ دافِئ فَأنا في مَزادِ الشَكِ الليليّ أتقاسمُكَ هَولاً مَقْتولاً وحْدَنا ، لو تُمَيّل رأسكَ قليلاً وتَنْظُر أي وسادةٍ احْتَوتْ رأسي وذاكَ الليلُ وهلْ أذّنَتِ المدينةُ تلكَ الليلَة أمْ أنني قَضيتُ وديكي مُنتظراً قتامةً أنكى ،، وَما صَلّيتُ…!
أجِبني ، أو كُنْ جباناً رِعديداً وعلى الملأِ ، مَشكوكٌ في ملاحِمهِ القَلَمية ..أو ابْقَ في ذِمّةِ زمانٍ غادِِرُنِي ، إنّي ما اخطأتكَ سهواً ، قَدْ تَعمّدتُ في مآقيكَ والماءُ المُتَقدّس أن أُعَكّره …
….أرَقْتَ الذي لا يُراق إلا غَدْرَاً ، دَمُنا ،
وأًرّقْتَ التي تأرَّقَتْ تَرْقُبُ نُضجَ الهَناءِ لتَجئ
بعدَ أنْ تَموتَ خَفافيشُ السَماء في مأزِقها ..
ويُذاعُ سِرّكَ المُقَدّسُ ….
ولكنكَ خَضْخَضْتَ البحر بأقداحكَ الفارغَة إلا منَ هَواجِسكَ الجَسورة …!
ومُزونكَ كُلّما هَبَّ نسيمُها نَهَرْتَها ،،! سلّمتَ عُمراً للأسى أساكَ في ومْضةِ شَكٍ عَبثية ناءَتْ بكَ عنْ مَراتعِِ الوَردِ الذي كانَ ، فـَـ شَنْشَلتْني حَرائِقكَ ..هلْ حَقاً كانَ الذي كانَ منَ الأُنسِ والوِدادِ قبلِ أنْ تَصْفَعَ أكُفَّ الشَك بَراهينكَ وما كانَ منْ صادِقِ اليَقينِ ، أوَ يَشكُ المُمْعنونَ في الحُبِ بأنّهم بُعَيدَ الشَكِ ذاهبونَ إلى المنام ! ؟
ما الذي زَفّ القَلَقَ في عرسِ بوحِكَ الليليّ ، وما الذي كانَ يُؤرّقكَ ؟
آلحَنينُ ؟ ذاكَ إذْ يَزورُ لا يَتركُ نُدبَةً على الجَبينِ 
أهِيَ الحَيرةُ ! حوّلتْها المَعاذيرُالواهية إلى غَيرةٍ ، فَشَك ، فَمُناجاة ، فمُغالاة ، فمُباهاة بالكبرياء …
أخلَصتَ لغيابِكَ ….
يا الذي تَضَلّعَ منْ شَكّهِ فأودى بهِ جُنونه في قلبِ الظَمأ
ولا سَبيلَ الى يَقينٍ لِبلوغِ النور
يا الذي تَساكَرَ في مَقامِ الصَحْوِ
وتَسَرْمَدَ في حُبّهِ ،حُبّاً، في مقامِ نَجمتهِ الوحيدة ،، وتأبّدَ في أوانِ الأزَلِ…
فدَنتْ رُؤياه ، وحانَتْ ساعةُ سُقياه حتى صارتْ قابَ كأسين او أروى من عَطشِه….
نِدّانِ نحـــــــــــــنُ … أنتَ تُريدُ الكَثير ، وَأنا أُريدُ الكَثيرُ…
وقُلْ ، فبَعضُ الشَكِّ يُري ولا يَرى ، قدْ رَميتَ وجهكَ في غيابةِ الحُزنِ ولا سيّارة ولا أُخوَة يُكْملونَ المَسرحية ، ولا شئَ هُناكَ سِوى تَفاصيلَ لا تَقي من الهَذيان ومنَ الحُمّى ، وليسَ إلّا بَقايا عَناوينَ بِعَدد أصابع البَلدْ كانتْ تقدِرُ أنْ تَبدأَ تلكَ الرقْصةُ التي أكرمتَ بِها الحياة قُبيلَ الظُنون …
يا بَلَدْ ..لا تَسقي بعْضكَ وهْماً ، تكْفيكَ الكؤوس الطافِحةُ بِالمحاذير، والشَفاعاتُ التي قدّمتَها لي لا تَصلِحُ ، ولا تُصْلِح..ولنْ تُخَبئ التَصَبُّرَ ، بوَهني ، وقوّتي ، فأنتَ نورٌ يدورُ وأنا أراكَ من خَلْفِ الحِجاب فلا تُخَرّب ما تَعَتّق ..
والقلوبُ تُحمَلُ ولا تُرمى ،، ما الذي أودى بِها في ليلِ ريحٍ عاصِفةٍ ،وهيَ التي لا تَعرِفُ طريقاً أُخْرى لِتَسلُكها ، وما الحيرة التي أعَرْتَها مِنْ ظَنّكَ لِلمَوقدِ فَلَبّى مُناجياً .مُكَذّباً قَلْبَه ،مُوبّخاً عَينه ، ومُصافِحاً في آنٍ معاً ذاكَ الواقفُ على الضِفةِ الأُخرى زاهداً بالذي والذينَ .إلّا تَجديفاً في الرمادِ وقلّة عافية ، وتأثيث الريح العارِية بريحٍ مِثلها..
هَلْ يقِفُ القَلبُ على قَدميهِ بَعدَ ما نَزحَ ونَزَع الى كُفرٍ صادقٍ واضحٍ كالوثَن … ألا هَلْ لَنا كِلانا بقَبسٍ منْ أقباسكَ ونيرانكَ ..تَكُنّا مَعاً ونَكونها ..بالاكتمال أو بالنُقصان ….
حَسْبُكَ هذا العَطَشُ المُهلِك ، لا تُهادِنْ الظنون ، ولا يَكُن فَزعُكَ دَلوَ اليقينِ الظامِئ ، والذي هَوى تحتَ رياح الشَك فَزهدتَ بالذي ، وَكَفَرتَ بالذي ..ولمْ تَقْرَأ قرآنَ البَساتين …..
لَسْنا مُنصِفَينِ يـــا بلد …
لقدْ تأخْرنا في ترتيبِ مواعيد سُرانا لتلائِمَ شرفَ حديثٍ لمْ نَخُنْهُ .. ولمْ نَجْنِهِ بَعد ..ثُمَ أخفَقنا في وصفهِ ، فَدُرنا بالأرضِ وما تَناهتْ ، ولكِنّها إذْ أُرْهِقَتْ ، طَلبتْ أن تَستريح ….
والزُرقتانِ إذ تَهيئتا لِلبحرِ .. فَخّختا مِنَ البوحِ الحَييّ ما أذهلَ نجمتينِ منْ دمعٍ تَلألأتا برِسالةِ فُكاهة إلى الروح..
خُذها زَلّة لِسانٍ مِنّي : كُنتَ كُلَّ اليَقين وبَعْضُكَ إنّي ..وأنّي…
يا وَطَـــــنْ : الثلجُ تَدَفأ من قَلبِك ..فَماذاكَ بــِــــي ! ؟
ويا الزاهِدُ فيَّ : إليـــكَ عَنّـــي ….إنْ لِمْ تَكُنــّ نِـــــي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *