*د. بليغ حمدي إسماعيل
خاص ( ثقافات )
Iـ
وأنَادِيكِ مَلِيْكَتِي بِاسْمٍ هُوَ لَيْسَ لَكِ
وَرُغْمَ ذَلِكَ لَمْ تَتَغَيَّرْ بِتَرَاتِيلِكِ الأسْمَاءْ ..
فأنْتِ سَيِّدَةُ قَلْبِي وخَارِطَةُ الفِتْنَةِ ،
وأنْتِ .. ثُمَّ أنْتِ سِتُّ النِّسَاءْ ..
عَطْشَى ؛ حَالُ الخَلايَا وحَشَايَا جَسَدٍ ،
وشَهْوَةٌ للعِشْقِ تَجْتَاحُ قَلْبَاً بِغَيرِ اِسْتِحْيَاءْ ..
هِيَ إنْ جَازَتْ سَمَكةٌ تُطِلُّ مِن يَمٍّ ،
فَجْأةً بِغَيْرِ دِثَارٍ ، بِغَيْرِ قَلَقٍ للشُّعَرَاءْ ..
فَيَكْتِبُونَهَا تَحْتَ نَوافِذِهِم وَقْتَاً وَ سَمَاءْ ..
أيُّهَا القَلْبُ الذِّي أظُّنُّه سَفَرَاً طَوِيْلاَ
طَوِيلاً ، عُدْ من اِرْتِحَالِكَ بَعْدَ عَنَاءْ ..
فامْرَأةُ الفِتْنَةِ تَشُدُّ الإثَارَةَ بأنَامِلِهَا ، وعلَى
مِقْعَدٍ خَشَبِيٍّ مُنْتَظِرَاً تَجِئ سَنَاً وضِيَاءْ ..
إلَىَ بَيْتٍ فَقِيْرٍ مِنْ وهَجِ عَيْنَيْهَا ، أعُودُ ؛
مُضْطَرِبَاً كَمُوسِيقَىَ تَمْقُتُ اليَأسَ والإْغْوَاءْ..
أشْقَىَ أنْ يَبُوحَ الصَّبِيُّ لَهَا : إنِّي أُحِبُّكِ
كاخْتِلافِ رَسَائِلِي السِّرِّيَةِ لَها فِي الشِّتَاءْ ..
مُنْتَظِرَاً جَوَابَاً مِنْ عَيْنَيْهَا كَابْتِسَامَةٍ ،
وأنْقَى ، هَوَ وَجْهُهَا حِيْنَ يُضِئُ لَيْلَةً ظَلْمَاءْ ..
II ـ
نَادُوهُ أنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ غَفْوَتِهِ ، ليَجِدَ
عُذْرَاً لِقَلْبِه وقَدْ مَزَّقَهُ الغَرَامْ ..
هُوَ الصَّبِيُّ فِي حَرْبِهِ مِنْ غَيْرِ سِلْمٍ ،
حَيَّاً ، وعَلىَ بَاطِنِ يدِهَا يُغْمِضُ لِيَنَام ْ
يُصِيْبُ مِنْ حَدَائِقِهَا بُرْتُقَالَةً وَثَمَّةَ عِنَبٍ،
يَبْدُو يَسِيْرَاً وَهُوَ يَلْتَقِطُ الغَمَامْ ..
III ـ
بِاسْمِهَا ، يَبْدَأُ الصَّبِيُّ نَهَارَهُ عِنْدَ الشَّاطِئِ
أبْيَضَ كَلَوْنِ الحِيَادِ ، أزْرَقَ كَشَجَرٍ يَسْهَرُ ..
نَاعِمَةً تَأتِي كَسَحَابَةٍ ، كَفَرَاشَةٍ خَلْفَ نَوافِذ،
تُلَوِّحُ للعَصَافِيرِ بِكِلْتَا يَديْهَا .. فَتَسْكَرُ ..
مِنْ السَّوَاقِي البَعِيدَةِ ، ومِنْ حَطَبِ الفُقَرَاءِ ، ونَبْعٍ
لا يَجِفُّ مَاؤُه ، أنَا صَوب وَجْهِهَا واقِفَاً لا أمُرُّ ..
تَمُدُّ كفَّيْهَا لاسْتِرَاحَةٍ مؤقَّتَةٍ مِنْ أجْلِ قَلْبٍ
يُشْبِهُ العُشْبَ أخْضَرَ وقْتَمَا يُعَانِقُهُ المَطَرُ ..
IV ـ
لَمْ تَكُنْ سَيِّدَةُ النِّساَءِ تَكْتَرِثُ بحَقَائِبِهَا ،
وهيَ تُغَادِرُ الأدراجَ مُتْعَبَةً كَالعَصَافِيرْ ..
هَاكُمُو الصَّبِيُّ اعْتَادَ أن يَصْطَحِبَ أسْرَارَها
بِغَيْرِ مَلَلٍ يَرْنُو كَوَرَقٍ نَاعِمٍ لِخِطَابٍ أخِيْرْ ..
يُغَنِّي عَلَى أطْرَافِ أبْوَابِهَا : إنِّي أُحِبُّكِ
أَيَا مَلِيكَتِي كَوَطنٍ مُتَسَامِحٍ كَمَاءٍ غَدِيرْ .
فَلا تأْبِي التَّعَلُّقَ بكِ حِيْنَمَا أجِئُ لِعَيْنَيْكِ ،
ولاَ تَقولِي سَاعَةَ مُغَادَرَةٍ .. لَقَدْ مَرَّ مِنْ هُنَا ،
مَنْ سَقَطَ فِي العِشْقِ لا يَطِيرْ ..
*************
*مدرس المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية/ كلية التربية ـ جامعة المنيا