وقف إصدار النسخة الورقية من جريدة الإندبندنت البريطانية





أعلنت الشركة المالكة لجريدتي “الإندبندنت”، و”إندبندنت أون صنداي” عن وقف إصدار النسخ المطبوعة بدءا من شهر مارس/ اذار المقبل.

وقالت شركة “إي إس آي ميديا”، إنها تعمل على الانتقال إلى “مستقبل رقمي فقط”، وأعلنت الاستغناء عن “عدد من العاملين في الوظائف التحريرية”.

وفي المقابل، سيُفتح الباب أمام “25 وظيفة جديدة للمحتوى الرقمي”.
كما أعلنت الشركة عن بيع النسخة الرقمية من الجريدة إلى مؤسسة جونستون للنشر، حال موافقة المساهمين في المؤسسة.

ويقول إفغيني ليبيديف، صاحب الشركة المالكة للجريدة، إن القرار من شأنه “الحفاظ على العلامة التجارية الخاصة بالإندبندنت، والسماح لنا باستكمال الاستثمار في جودة المحتوى التحريري، الذي يجذب المزيد من القراء لنسختنا الإلكترونية”.

وستصدر آخر نسخة مطبوعة من “الإندبندنت” يوم السبت 26 مارس/ آذار القادم. في حين يصدر العدد الأخير من “إندبندنت أون صنداي” يوم 20 مارس/ آذار.

“فريق شجاع”
وبحسب شركة إي إس آي، من المنتظر تأكيد أعداد العاملين المتأثرين بالقرار “فور انتهاء فترة الاستشارة”.

كما سينتقل “عدد كبير” من العاملين إلى جونستون بريس، كجزء من صفقة بيع الجريدة الإلكترونية.

وأضافت الشركة إن وقف إصدار النسخ المطبوعة “لن يؤثر على وضع جريدة لندن إيفننغ ستاندرد” التي تملكها الشركة.

وقال رئيس تحرير الإندبندنت، آمول راجان، في تغريدة عبر تويتر “من المستحيل وصف مدى فخري بالفريق الأكثر تفانيا، والأكفأ، والأمهر، والأشجع في تاريخ شارع فلييت” وهو الشارع الذي يقع به مقر الجريدة.

وأُنشأت الاندبندنت عام 1986. لكن إحصائيات التوزيع في ديسمبر/ كانون الأول 2015، تشير إلى أن متوسط مبيعات الجريدة يزيد قليلا على 56 ألف نسخة.
وتقل مبيعات الجريدة كثيرا عن المنافسين، إذ تبيع جريدة “ذا صن” 1.8 مليون نسخة، في حين تبيع الغارديان 166 ألفا.
وكان الميلياردير الروسي، ألكسندر ليبيديف، قد اشترى الجريدة بخسائرها عام 2010، من شركة “إندبندنت نيوز فور ميديا”، مقابل جنيه استرليني واحد.
وعام 2014، قال ابنه إفغيني لبي بي سي إنه يمكن بيع الإندبندنت “إذا تقدم أحد بسعر مناسب. لكننا لا نسعى بجد لبيعها”.
“الأولى من بين كثيرين”
وعبر الكثير من الصحفيين من صحف ومؤسسات إعلامية مختلفة عن تقديرهم للجريدة وفريقها.
ونشرت ليزا ماركويل رئيسة تحرير “إندبندنت أون صنداي” عددا من الصفحات الأولى الأهم للجريدة. وقالت في تغريدة: “أكبر إنجازاتي المهنية وأكثرها فخرا كان رئاستي لهذا الفريق الرائع والشجاع على مدار ثلاثة أعوام”.
وكان ستيفن غلوفر، أحد المؤسسين المشاركين في الجريدة، قال لبي بي سي أمس “إذا صح خبر الإيقاف، فستكون الإندبندنت بذلك هي أول جريدة، من بين الكثير من الجرائد، التي توقف نشر نسخها المطبوعة، وأصبح لها وجودا مختلفا عبر الإنترنت”.
وأضاف أن جريدتي فاينانشال تايمز والغارديان قد توقفان نسخهما المطبوعة “خلال سنوات قليلة”، وأنه في خلال 10 أو 15 عاما، سيكون هناك القليل جدا من الجرائد المطبوعة.
كما أشار غلوفر إلى التساؤل حول ما إذا كانت الصحافة الإلكترونية يمكنها استيعاب نفس عدد الصحفيين “وتقديم نفس الخدمة الصحفية” مثل الصحف المطبوعة.
وتنبأ أستاذ الصحافة، بريان كاثكارت، في مقال نُشر بموقع جريدة الغارديان إن كل الصحف البريطانية ستتوقف عن الطباعة يوما ما.
وأضاف “لكن لا يمكن لأحد التنبؤ بطريقة حدوث ذلك، لكنها ظاهرة ستطال أكبر الصحف، حتى صحف ذا صن وديلي ميل الأكثر مبيعا”.
____
*BBC

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *