يده اللطيفة التي لم تسكت عن الكلام / بثينته أليكساندريه


ترجمة: الخضر شودار*


خاص ( ثقافات )
كان يتلفظ بكلمات.
أعني أن يقول كلمات ، كلمات أكثر.
أمل، حب، حزن، العينان
ثم و في كل الأوقات يده اللطيفة الهيّنة في حراك 
لم تسكت عن الكلام.
كانت الكلمات سعيدة، أو حزينة أو جليلة.
كلّما تكلّم تحركت شفتاه. كان يريد أن ينطق بتلك الكلمة الوحيدة،
تلك التي نسينا، التي كان لها معنى لتقولها شفتان،
أو بالأحرى: التي يقولها فمان حين يطبقان معا
في العزلة.
ما نطق به كان مجرد علامة، هوائيا كأنفاس. نطق 
بنسمة،
بفقاعة: نطق بحشرجة ثم لا شيء،
فيما الكلمات الآن قماش مبقع في فمه
لمعت قليلا و انطفأت.
ثم شخص ما آخر، لا أعرفه، شخص لم يكن إنسانا
أطبق شفتين على شفتيه. 
فطفا فمٌ مخلفا لاشيء هناك سوى حرارة الآخر ،
و الحروف الحزينة لقُبلةٍ لم ينطق بها أحد من قبل.
***
لم يفت الأوان بعد، أبدا لم يفت الأوان.
صوت ضئيل كافٍ لأن يقتلك.
صوتُ قلبٍ آخر ينبض في صمت.
أجل، لم يفت الأوان بعد. هل تسمعه؟ الصمت الذي يعقب
أصوات الليل. أخرس و متقطّع.
_________
*مترجم جزائري.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *