*عايدة جاويش
خاص ( ثقافات )
بي ألمٌ
لكن لستُ مريضة
أتورطُ في وجعِ الموت
ابتلعُ الحقيقة بمرارة
بعدَ أن جفَ ريقي من العطش
أنا التي أخذتُ نصيباً
أضافياً من البكاءِ
مرةً منكم ومرةً عليكم
تمضي الأيامُ ومعها
الحقائقُ الجميلة التي كنت أعرفها
من دونَ أن أنتبه لا
على الأيامِ ولا على الحقائق
تُوقظني صرخات الكوابيس
التي لا أعرف منها غير صوتي
ظالمةٌ ومظلومة
حِمْص
على قارعةِ الموت مهملة
حِمْص
اليوم وأنا أتجول في شوارعك
راودني الموتُ
تكورَ بين يدي
لم أنظر إليكِ لم أنظر إليه
مشيتُ
احتضنتُ وجهي
في راحتي كطفلٍ متعب
كادَ الهواء أن يختنق في صدري
وجوهٌ اكتظت بالموت
رائحةُ الخوف تجاوزت جسدي
فالجحيمُ كانَ على مقربةٍ مني
أنا وأنتِ
نتألمُ منذ الصباح
إلى أين سنرحلُ
حقائبنا مهما انتفخت
لن تعي ألمنا
وحبل الموت لن ينقطع
ذَكريهم يا حِمْص إذ تنفع الذكرى
فالنسيانُ يدركهم في كل مرة
لا تنسوا
اكتموا أصواتَ بنادقكم
وشيعوا الموتى بهدوء
وصمت
فلا صوت يستطيع
أن يضاهي
الموت بصمت